تهديدات بوتين النووية.. خدعة أم تصعيد خطر؟

time reading iconدقائق القراءة - 5
أنظمة الصواريخ الروسية Buk-M3 خلال عرض عسكري في يوم النصر الذي يصادف الذكرى 76 للانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية بوسط موسكو ، روسيا- 9 مايو 2021 - REUTERS
أنظمة الصواريخ الروسية Buk-M3 خلال عرض عسكري في يوم النصر الذي يصادف الذكرى 76 للانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية بوسط موسكو ، روسيا- 9 مايو 2021 - REUTERS
باريس-أ ف ب

اعتبر محللون وخبراء غربيون تلويح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام السلاح النووي في الحرب على أوكرانيا، جزءاً من نهج موسكو التصعيدي، مستبعدين في الوقت ذاته إمكانية استعماله في النزاع.

وقال الخبراء لوكالة "فرانس برس" إن تصريحات بوتين بشأن وضع الردع النووي الروسي في حال تأهب "مجرد خدعة، في حين عدّها آخرون لعبة خطرة، وهروباً للأمام، يدلل على إحباط بوتين أمام المقاومة العسكرية الأوكرانية".

وذكر الخبيران هانز كريستنسن ومات كوردا، أن فلاديمير بوتين وافق في يونيو 2020 على "المبادئ الأساسية" التي تبرر استخدام الأسلحة النووية، وفق 4 حالات تتمثل في "إطلاق صواريخ بالستية ضد روسيا أو حليف لها، استخدام الخصم للسلاح النووي، مهاجمة موقع أسلحة نووية روسي، أو التعرض لعدوان يهدد وجود الدولة".

وأوضح الخبيران أن "لا شيء من هذا الحالات الأربعة يحدث حالياً"، أما موقف موسكو على الصعيد الدولي، فقد وقعت في يناير مع الأعضاء الأربعة الدائمين في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة، والصين، وفرنسا، وبريطانيا) وثيقة تؤكد أنه "لا يمكن الانتصار في حرب نووية" وأن هذه الأسلحة "ما دامت موجودة، يجب أن تخدم أغراضاً دفاعية، الردع ومنع الحرب".

جاهزية نووية

واعتبر الخبراء أن الأسلحة النووية في روسيا، وداخل حلف شمال الأطلسي، في جاهزية دائمة للاستخدام.

وقال خبير الانتشاربـ"مركز جنيف للسياسات الأمنية" مارك فينو، إنه "يمكن تفجير الأسلحة النووية في غضون 10 دقائق، ولاسيما أن تلك الأسلحة هي إما رؤوس حربية مثبتة بالفعل على صواريخ، أو أنها قنابل موجودة على متن قاذفات وغواصات".

وذكر الخبيران هانز كريستنسن، ومات كوردا أن "قرابة 1600 رأس حربية نووية، منشورة وجاهزة للاستخدام" وفقاً لمقال في "نشرة علماء الذرة". 

وكتب كريستنسن الأحد، عبر تويتر:"بما أن القوات الاستراتيجية الروسية في حال تأهب دائمة، فإن السؤال الحقيقي هو ما إذا كانت قد نشرت المزيد من الغواصات، أو قامت بتسليح القاذفات".

هروب للأمام

في المقابل وصف محللون تصريحات الرئيس الروسي "بالهروب للأمام" عطفاً على تطورات الوضع العسكري في أوكرانيا. 

وقال الباحث في "مؤسسة جان جوريس" بباريس ديفيد خلفا "هناك إحباط روسي من المقاومة الأوكرانية"، مشيراً إلى أن التهديد الذي تواجهه روسيا يتعلق بدخولها في منطق "حرب العصابات في المدن، مع احتمال كبير لسقوط ضحايا بين العسكريين الروس".

وأفاد الخبير بـ"مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" بواشنطن إليوت كوهين، بأن المقاومة التي تواجهها موسكو أشد مما توقعته.

وقال: "حقيقة عدم امتلاكهم تفوقاً جوياً يكشف الكثير"، مضيفاً: "بدأنا نرى الضعف في ساحة المعركة مع عدم تمكنهم من احتلال مدينة، والسيطرة عليها".

الحرب النفسية

وفي ظل تضامن خصوم بوتين، وتدفق المساعدات والتبرعات الغربية على أوكرانيا، لفت المحللون إلى أن تصريحات بوتين تهدف لـ"تقويض التضامن الغربي" عبر أساليب نفسية.

وذكر كوهين "بوتين شخص مخاطر، يحاول اختبارنا نفسياً"، فيما شدد ديفيد على أن "الجانب النفسي مهم جداً"، معتبراً أن بوتين يحاول "ثني الغربيين عن المضي قدماً في العقوبات الاقتصادية التي أمطروا بها موسكو في غضون أيام".

ويرى الباحث أن "الجميع يحتشدون وراء أوكرانيا، وهناك رغبة في دق إسفين بين حكومات التحالف، والرأي العام الغربي".

وأضاف:"بوتين في رأي كل من يعرفه صار منعزلاً في منطق يحكمه جنون الارتياب، هذا أمر مقلق بعض الشيء، إذ من المستحيل فهم استراتيجيته".

ويذكّر الخبير مارك فينو، حتى وإن كان خيار استعمال السلاح النووي في الحرب مستبعداً، فإن "هناك دائماً خطر الانزلاق أو التفسير الخاطئ أو حتى التلاعب"، وهذا "الخطر مرتفع للغاية الآن".

انضم لمتابعة آخر مستجدات الأحداث عبر تغطية مباشرة:

تصنيفات