قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" ينس ستولتنبرج، الخميس، إن "على الحلف أن يكون مستعداً لمواجهة طويلة الأمد مع روسيا، تتجاوز الأزمة الحالية الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا المستمر منذ نحو عام".
وأضاف في مقابلة أوردتها وكالة "فرانس برس": "يجب أن نكون مستعدين للأمد الطويل، لكن ذلك قد يستمر لسنوات طويلة جداً جداً".
وأشار ستولتنبرج، قبل أسبوع من الذكرى الأولى لغزو أوكرانيا، إلى أن "الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين يريد أوروبا مختلفة، حيث يمكنه التحكم بجيرانه، وحيث يمكنه أن يقرر ما يمكن أن تفعله الدول". وتابع: "نحن هنا للتأكد من انتصار أوكرانيا في هذه الحرب وتزويدها بالأسلحة والذخائر والدعم الذي تحتاجه".
وأردف قائلاً: "إذا انتصر الرئيس بوتين في أوكرانيا سيكون ذلك مأساة للأوكرانيين. لكن سيكون ذلك أيضاً خطيراً علينا جميعاً، لأنه هو وغيره من القادة الاستبداديين سيقتنعون بأنهم عندما يستخدمون القوة العسكرية، يمكنهم تحقيق أهدافهم".
ضم السويد وفنلندا
وفي وقت سابق، قال الأمين لحلف "الناتو" خلال زيارته إلى أنقرة، إنه "حان الوقت الآن" لضم فنلندا والسويد للحلف، في وقت تعطل تركيا منذ مايو الماضي انضمام الدولتين الاسكندنافيتين إلى التكتل الدفاعي.
وأضاف ستولتنبرج خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو: "حان الوقت الآن لاستقبال فنلندا والسويد كأعضاء في حلف الأطلسي"، لافتاً إلى أنهما "تقومان بما يلزم للانضمام إلى الحلف".
وتابع: "نتفهَّم المخاوف الأمنية التركية، وهي مشروعة، ومكافحة الإرهاب أهمّ مهامّنا في الحلف".
وكان ستولتنبرج الذي يزور تركيا للإعراب عن دعم الناتو لهذا البلد بعد الزلزال المدمر، الذي أودى بحياة أكثر من 36 ألف شخص في البلاد في السادس من فبراير، طرح للمرة الأولى علناً، الثلاثاء، إمكانية دخول فنلندا قبل السويد إلى الحلف.
لكنه أكد أنه يسعى إلى الحصول "في أقرب وقت ممكن" على مصادقة تركيا والمجر على انضمام البلدين.
من جانبه، أشار وزير الخارجية التركي إلى أنه بحث مع الأمين العام للناتو "انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف وضرورة التزامهما بالاتفاقيات".
واعتبر أوغلو أنه يتعين على السويد "اتخاذ خطوات فعالة وملموسة وتنفيذ كل التعهدات"، وفقاً لما أوردته قناة "تي آر تي" التركية.
أوغلو: نقيّم طلب فنلندا بشكل منفصل
وقال وزير الخارجية التركي خلال المؤتمر: "نشكر السويد وفنلندا على التضامن معنا في كارثة الزلزال، ولكن ملفّ انضمامهما إلى حلف الناتو منفصل، وكارثة الزلازل أكبر من السياسة".
وأكد أن موقف تركيا "واضح جدّاً من انضمام السويد وفنلندا إلى حلف الناتو، ويجب احترام مطالبنا، ويمكن أن نعمل على طلب كل دولة على حدة".
ومضى قائلاً: "السويد تتباطأ في تنفيذ مطالبنا، ورغم تغيير قوانينها فإن الإرهابيين ما زالوا ينشطون هناك بحرية".
ورأى أنه "من غير الواقعي القول إن السويد احترمت بالكامل واجباتها في إطار بروتوكول الاتفاق"، الذي وقع في يونيو بين تركيا والسويد وفنلندا.
وكرر جاويش أوغلو أن تركيا مستعدة "لتقييم عملية انضمام فنلندا إلى الناتو بشكل منفصل عن السويد".
ونوّه وزير الخارجية التركي إلى أنه سيناقش طلبات الانضمام إلى "الناتو" المقدمة من فنلندا والسويد في محادثات الأسبوع المقبل مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن.
وقال أوغلو في تصريحات بعد اجتماعه مع الأمين العام لحلف "الناتو"، إنه سيبحث مع بلينكن أيضاً العلاقات الثنائية، بالإضافة إلى الغزو الروسي لأوكرانيا.
خلافات مع السويد
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مطلع فبراير، ولأول مرة، أنَّ البرلمان التركي قد يوافق على عضوية فنلندا من دون المصادقة على طلب السويد، الذي قُدم في الوقت ذاته، وتعرقله أنقرة.
ووقع 30 بلداً على بروتوكولات الانضمام وصادقت 28 منها عليها. وحدها تركيا والمجر لم تصادقا بعد على الاتفاق.
ويعارض الرئيس التركي طلب السويد تحديداً، بسبب ما قال إنه "إيواء عناصر من حزب العمال الكردستاني" المحظور في بلاده، والذي تصنفه أنقرة والاتحاد الأوروبي وواشنطن "جماعة إرهابية".
كما ردّت أنقرة بغضب على قرار الشرطة السويدية إعطاء الإذن لتنظيم تظاهرة، قام خلالها يميني متطرف بحرق نسخة من المصحف أمام السفارة التركية في ستوكهولم الشهر الماضي.
وتخلَّت فنلندا والسويد عن سياسة عدم الانحياز العسكري التي تنتهجانها منذ عقود، وطلبتا الانضمام إلى الناتو في مايو الماضي عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتؤكد هلسنكي "رغبتها الشديدة" بالانضمام للناتو بالتزامن مع السويد. لكن استطلاعاً أظهر في وقت سابق من هذا الشهر، أن غالبية من الفنلنديين يريدون الانضمام للحلف وإن تأخرت عضوية السويد.
اقرأ أيضاً: