روسيا: نفذنا "ضربات انتقامية" بأوكرانيا.. وزيلينسكي: "لن تفلت من المسؤولية"

أشخاص يحتمون داخل محطة مترو أنفاق خلال هجوم صاروخي روسي على العاصمة الأوكرانية كييف. 9 مارس 2023 - REUTERS
أشخاص يحتمون داخل محطة مترو أنفاق خلال هجوم صاروخي روسي على العاصمة الأوكرانية كييف. 9 مارس 2023 - REUTERS
كييف-وكالات

أعلنت روسيا، أن قواتها نفذت "ضربة انتقامية مكثفة" على أوكرانيا، الخميس، رداً على ما وصفته بـ"هجوم إرهابي" في منطقة بريانسك الروسية الحدودية، الأسبوع الماضي، فيما ندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بالضربات، قائلاً إن موسكو لن تفلت من تحمل المسؤولية.

ووجّهت موسكو، الخميس، ضربات مكثّفة صوب أنحاء واسعة في أوكرانيا، بما في ذلك العاصمة كييف وميناء أوديسا على البحر الأسود، ومدينة خاركوف، شرق البلاد، ومحطة زابوروجيا للطاقة النووية، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عنها، بحسب السلطات الأوكرانية.

وأعلن رئيس بلدية العاصمة فيتالي كليتشكو، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقوع "انفجارات في حيّ هولوسييفسكي بالعاصمة"، مضيفاً أن "كلّ الأجهزة في طريقها إلى المكان" الواقع في جنوب المدينة، مشيراً إلى إصابة شخصين، و انقطاع الكهرباء في عدة مناطق.

وقالت الإدارة العسكرية، في وقت سابق، إنّ الدفاعات الجوّية تصدّت لأهداف في سماء العاصمة الأوكرانية كييف. وأودت الضربات بحياة ستة مدنيين على الأقل، بحسب "رويترز".

ودوت صفارات الإنذار فوق كييف لسبع ساعات، وأسقطت الدفاعات الجوية الأوكرانية طائرات مسيرة وجميع أنواع صواريخ كروز، على الرغم من أن تقارير أولية ذكرت أن صاروخاً فرط صوتي أصاب هدفه.   

استهداف البنى التحتية

وفي منطقة خاركوف، شمال شرق البلاد، بيّن حاكم المنطقة، أوليه سينيهوبوف، أن المدينة تعرضت لخمسة عشر ضربة جوية شملت البنية التحتية.

وفي جنوب أوكرانيا، ذكر حاكم مدينة أوديسا، ماكسيم مارتشينكو، على "تليجرام"، أن "هجوماً صاروخياً أصاب منشأة للطاقة في المدينة الساحلية، مما أدّى إلى انقطاع التيار الكهربائي. كما أصيبت مناطق سكنية، لكن لم ترد أنباء عن ضحايا أو إصابات.

وفي خميلنيتسكي، الواقعة في غرب البلاد، حضّ حاكم المنطقة سيرجي جماليي، السكان على "البقاء في الملاجئ" لأنّ "العدو يضرب البنى التحتية الحيوية". كما وردت أنباء عن ضربات أخرى في مدينة دنيبرو، بوسط البلاد.

ومنذ أشهر، تقصف روسيا بواسطة الصواريخ والطائرات المسيّرة منشآت وبنى تحتية حيوية في أوكرانيا، ممّا أدّى لحرمان ملايين الأوكرانيين من إمدادات المياه والكهرباء والتدفئة.

وتعد هذه أول ضربة صاروخية كبيرة منذ منتصف فبراير الماضي، لتنهي بذلك أطول فترة هدوء نسبي منذ أن بدأت موسكو حملة لمهاجمة البنية التحتية المدنية في أوكرانيا، أكتوبر الماضي.

زابوروجيا تحت القصف

وقالت شركة "إنرجواتوم" الأوكرانية الحكومية، في بيان، الخميس، إن محطة زابوروجيا للطاقة النووية الخاضعة للسيطرة الروسية انقطعت عنها إمدادات الطاقة الكهربية "بسبب هجوم صاروخي روسي"، وذلك قبل أن تعلن عودة المحطة للعمل ثانية.

وأضافت: "انقطعت حلقة الربط الأخيرة بين محطة زابوروجيا للطاقة النووية المحتلة ونظام الطاقة الأوكراني"، موضحة أن "العمل توقف في المفاعلين الخامس والسادس، ويتم توفير الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل المحطة من خلال 18 مولداً تعمل بالديزل وبها وقود يكفي لعشرة أيام".

تمركز روسي

وقال ضابط روسي، إن وحدات من الفيلق الأول للجيش الروسي باشرت التمركز في ضواحي بلدة "كراسنوجوروفكا" التي تستخدمها القوات الأوكرانية عادةً في قصف مدينة دونيتسك، حسبما نقلت "روسيا اليوم" عن وكالة "نوفوستي".

ونشرت "نوفوستي"، مقطع فيديو يصور ضربة مشتركة براجمات "جراد" و"توس-1"، حيث يتم في الأغلب استخدام الضربات المشتركة من هاتين المنظومتين لتمهيد الطريق للقوات المهاجمة، وتعرف باسم منظومة "الشمس الحارقة".

وبحسب الوكالة الروسية، تستخدم القوات الأوكرانية "كراسنوجوروفكا"، الواقعة شمال مدينة أفدييفكا، كنقطة تمركز لقصف مدينة دونيتسك بالمدفعية والصواريخ.

ضربات انتقامية

وأعلنت روسيا، الخميس، أنّها شنت قصفاً "مكثّفاً" على أوكرانيا "ردّاً" على توغّل مؤخراً في أراضيها نسبته إلى "مخرّبين" من كييف.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان: "رداً على الأعمال الإرهابية من نظام كييف في منطقة بريانسك (الروسية)، في الثاني من مارس، شنت القوات المسلّحة التابعة للاتحاد الروسي ضربات انتقامية واسعة"، مشيرة إلى أنه تمّ استخدام صواريخ "كينجال" فرط الصوتية بشكل خاص.

10 مناطق أوكرانية

من جانبه، ندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بالموجة الجديدة من الضربات الصاروخية الروسية، الخميس، قائلاً إن موسكو "لن تتفادى المسؤولية".

وأضاف، في بيان على "تليجرام"، أن "البنية التحتية الحيوية والمباني السكنية في 10 مناطق أوكرانية تعرضت للقصف في الهجمات الأخيرة التي وقعت ليلاً". وتابع: "يمكن للمحتلين فقط ترويع المدنيين. هذا كل ما يمكنهم فعله. لكن ذلك لن يساعدهم. لن يتهربوا من المسؤولية عن كل ما فعلوه".

احتدَّام القتال

يأتي ذلك فيما تتحدم المعارك في الشرق وتحديداً في مدينة باخموت الاستراتيجية، حيث تقاوم القوات الأوكرانية لوقف التقدم الروسي في المنطقة.

وقال الجيش الأوكراني، في وقت متأخر الأربعاء، إنه تمكن من صد الهجمات الروسية المكثفة على مدينة باخموت، على الرغم من إعلان روسيا أنها سيطرت على النصف الشرقي منها.

وبصفتها واحدة من أكثر المعارك دموية في ساحة الحرب المستمرة منذ عام، ظل المدافعون الأوكرانيون، الذين بدا أنهم يستعدون الأسبوع الماضي لانسحاب تكتيكي من باخموت، صامدين، الأربعاء.

وأضافت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، على "فيسبوك"، أن "العدو واصل هجماته، ولم يظهر أي مؤشر على وقف اقتحام مدينة باخموت"، لافتة إلى أن "مدافعونا صدوا الهجمات على باخموت والمناطق المجاورة".

ويتحدث القادة العسكريون والسياسيون الأوكرانيون الآن عن التمسك بالمواقع وإسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا الروس لتقويض قدرتهم القتالية.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ، في خطابه المصور الليلي، عن معركة باخموت ومنطقة دونباس المحيطة "هذه هي أولويتنا الأولى".

وذكر رئيس مجموعة فاجنر الروسية الأمنية الخاصة، يفجيني بريجوجن، أن مقاتليه استولوا على الجزء الشرقي من باخموت. وإن صح ذلك، فسوف تسيطر القوات الروسية على ما يقرب من نصف المدينة في سعيها الشاق لتحقيق أول انتصار كبير لها منذ عدة أشهر.

وذكر بريجوجن، على تطبيق "تليجرام"، أن "كل شيء شرق نهر باخموتكا تحت سيطرة فاجنر تماماً".

ويقسم النهر مدينة باخموت، التي تقع على حافة إقليم دونيتسك الأوكراني الذي تسيطر روسيا على معظمه بالفعل. ويقع وسط المدينة على الجانب الغربي من النهر.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات