أبرز "أسلحة" كيليجدار أوغلو في جولة الإعادة أمام أردوغان

مرشح المعارضة التركية في الانتخابات الرئاسية كمال كيليجدار أوغلو يلقي خطاباً أمام أنصاره في أنقرة. 12 مايو 2023 - REUTERS
مرشح المعارضة التركية في الانتخابات الرئاسية كمال كيليجدار أوغلو يلقي خطاباً أمام أنصاره في أنقرة. 12 مايو 2023 - REUTERS
إزمير-محمد دراغمة

تبحث المعارضة التركية عن أساليب وأدوات جديدة توظفها خلال جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية في 28 مايو، أمام الرئيس رجب طيب أردوغان، وسط توقعات بأن تركز على قضية اللاجئين السوريين لاستقطاب الأصوات المعادية لهم، والتي ذهبت إلى المرشح سنان أوغان.

وتركَّزت حملة المعارضة بقيادة المرشح كمال كيليجدار أوغلو، في الجولة الأولى من الانتخابات، على الأزمة الاقتصادية، واللاجئين السوريين، ومواجهة آثار الزلزال، وسيطرة الحزب الحاكم على السلطات الأربعة (التنفيذية، والقضائية، والتشريعية، والإعلام)، وتوحيد أكبر عدد ممكن من أحزاب وقوى المعارضة، بما فيها حزب "الشعوب الديمقراطي" الكردي.

لكن عجز المعارضة عن حسم الانتخابات، يحتم عليها البحث عن أدواتٍ أخرى، أو إعادة إنتاج الأدوات السابقة، في محاولة لخلق زخم حولها في الجولة الثانية، إذ قال مراقبون لـ"الشرق" إنَّ كيليجدار أوغلو يتجه لإعادة استخدام هذه الأدوات بأساليب جديدة.

وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات في تركيا، الاثنين، جولة إعادة في انتخابات الرئاسة بين أردوغان ومنافسه كيليجدار أوغلو، إذ حصل أردوغان على 49.51% من الأصوات، فيما حصد كيليجدار أوغلو 44.88%، وحاز مرشح تحالف "أتا" (الأجداد) سنان أوغان 5.17%، وحصل المرشح المنسحب محرم إنجه على 0.44%.

رسائل مختلفة

واعتمد كيليجدار أوغلو على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر رسائله الدعائية اليومية للجمهور على شكل مقاطع مصورة، متخذاً من مطبخ منزله خلفية لهذه الرسائل.

الصحافي فاتح آرتن قال في حديث لـ"الشرق"، إن "رسائل كيليجدار أوغلو من مطبخ منزله المتواضع، حملت رسائل واضحة للشعب، خاصة لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، مفادها أنه شخص يعيش ذات الظروف التي يعيشها المواطن العادي، فمطبخ بيته مطبخ عادي خالٍ من أي من مظاهر الترف، وظهر منه الرجل بوصفه ربَّ أسره، يخاطب الأسر التركية بشأن الأسعار المرتفعة التي تُنهك كاهلهم".

وظهر كيليجدار أوغلو في آخر مقاطعه المصوّرة، يحمل سلة من المشتريات العائلية، وأخذ يستعرض أسعار السلع التي شهدت ارتفاعاً كبيراً جرّاء التضخم المالي، وعلى نحو لا يتناسب مع الحد الأدنى للأجور البالغ 436 دولاراً.

وحقَّقت هذه الفيديوهات تأثيراً ملموساً في الشارع التركي. وقال ياوز غول، سائق تاكسي، إنه "صوت لصالح كيليجدار آملاً في وقف ارتفاع الأسعار"، مضيفاً: "الأسعار تضاعفت عدة مرات خلال العامين الماضيين.. ولم نعد قادرين على مواكبة هذا الارتفاع".

تعهدات بإعادة السوريين

وعلى صعيد قضية اللاجئين السوريين، تعهد كيليجدار أوغلو بالعمل الفوري على إعادة اللاجئين السوريين، والبالغ عددهم حوالي 4 ملايين، إلى بلادهم.

واعتبر آرتن أنَّ "هذا التعهد استقطب الكثير من الجمهور الغاضب من اللجوء السوري، بما شكله ذلك من عامل مساعد على تفاقم الأزمة المالية، وارتفاع الأسعار"، على حد تعبيره.

وقال أحد الناخبين في إزمير: "اللاجئون السوريون شكلوا أزمة اجتماعية، واقتصادية، ويجب إعادتهم إلى بلادهم". وأضاف: "نحن في أزمة وغير قادرين على تحمل المزيد من السكان. السوريون والأفغان تسببوا بمشاكل اجتماعية، وأردوغان هو السبب، هو الذي سمح لهم بالقدوم إلى بلادنا لأسباب سياسية".

تعهدات تشريعية

واستقطب تعهد كيليجدار أوغلو بالعمل على إعادة النظام السياسي إلى البرلماني القائم على التعددية والفصل بين السلطات قطاعات من الشعب التركي خاصة المثقفين.

وقالت مُعلمة تقطن في إزمير لـ"الشرق": "أحترم أردوغان، فهو عمل الكثير للشعب التركي، لكن مع استمراره في الحكم 20 عاماً، أصبح يسيطر على كل شيء، فهو الرئيس، ووزير الاقتصاد، ووزير المال، ووزير الأمن، ووزير القضاء، وكل شيء.. لهذا لم أصوت له".

ونجح كيليجدار أوغلو في التحالف مع الأكراد الذين يشكلون حوالى 20% من الناخبين. وحصل في ولاية ديار بكر الكردية على أكثر من 70% من أصوات الناخبين. لكن أردوغان حقق تقدماً على كيليجدار أوغلو.

وعزا مراقبون هذا التقدم إلى عوامل عدة، منها كاريزما الرئيس، والمكانة التي حققتها تركيا في عهده، خاصة في مجالات الصناعات، والدفاع، والتكنولوجيا.

وبينّت نتائج الانتخابات حصول أردوغان على أغلبية في قلب الأناضول، حيث الطبقة العاملة التي تميل للمحافظة. وأحدثت حكومات أردوغان تنمية واسعة في هذه المناطق.

الإعداد للجولة الثانية  

وما أن بينت نتائج الانتخابات الرئاسية في تركيا وجود جولة ثانية، حتى بدأت المعارضة بقيادة كيليجدار أوغلو تعد العدة لحملتها.

وأفاد مراقبون بأن حملة كيليجدار أوغلو ستحاول خلق المزيد من الزخم حول الموضوعات ذاتها، وستسعى لمخاطبة الفئات التي لم تصوت لها، خصوصاً في المناطق الحضرية، مثل ولاية أنقرة التي تفوق فيها أردوغان.

وقال الدكتور سعيد الحاج، الكاتب المختص في الشأن التركي والمقيم في إسطنبول: "من المرجح أن تركز حملة كيليجدار أوغلو على اللاجئين السوريين في محاولة لاستقطاب أنصار سنان أوغان، الذي حصل على 5% من أصوات الناخبين في الجولة الأولى".

وأضاف: "أنصار سنان أوغان معادون للاجئين ومن المرجح أن يصب كيليجدار أوغلو كل جهده على استقطابهم على هذه الأرضية المشتركة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات