مخاوف غربية من "تداعيات انتخابية" على خطط زيادة الإنفاق العسكري

وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس (يسار) ونظيريه الإستوني هانو بيفكور واللاتفية إينارا مورنيس خلال توقيع عقد مع شركة "ديهل ديفينس" الألمانية لصناعة الأسلحة في روتنباخ قرب نورنبرج في ألمانيا. 11 سبتمبر 2023 - REUTERS
وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس (يسار) ونظيريه الإستوني هانو بيفكور واللاتفية إينارا مورنيس خلال توقيع عقد مع شركة "ديهل ديفينس" الألمانية لصناعة الأسلحة في روتنباخ قرب نورنبرج في ألمانيا. 11 سبتمبر 2023 - REUTERS
دبي -الشرق

يخشى وزراء دفاع غربيين بشكل متزايد، من أن الناخبين في بلادهم "لن يقبلوا الثمن الباهظ للردع العسكري" لا سيما مع استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا الذي شكل "إنذاراً قاسياً" لجميع الحكومات الغربية، في ظل صعود الصين، والتهديد الذي يشكله احتمال حيازة إيران لأسلحة نووية، وفق صحيفة "فاينانشيال تايمز".

وأشارت الصحيفة البريطانية، الثلاثاء، إلى أن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، يفخر بانتمائه إلى ولاية ساكسونيا السفلى، وهي جزء من ألمانيا "يوجد به أشخاص واقعيون للغاية. ومع ذلك، يشعر بيستوريوس بالقلق من أن يرفض هؤلاء الناخبون الصبورون إنفاق برلين عشرات المليارات من اليورو سنوياً على تعزيز القدرات العسكرية للبلاد".

ونقلت عن بيستوريوس قوله خلال اجتماع لوزراء الدفاع هذا الصيف، إن إقناع الناخبين بالحاجة إلى إنفاق المزيد على الدفاع يتطلّب تغيير طريقة التفكير تماماً.

ووفقاً للصحيفة، منذ سقوط جدار برلين، أصبح السياسيون، معتادين على إنفاق مبالغ ضئيلة للغاية على الدفاع، لدرجة أن "السلام أصبح شيئاً متاحاً بالمجان مثل الهواء"، وفق تعبير وزير الدفاع السويدي بال جونسون.

"فاينانشيال تايمز" لفتت إلى أن "عوائد السلام" مكنت دولاً من إنفاق مليارات الدولارات على السياسات الصحية والتعليمية، بدلاً من إنفاقها على قواتها المسلحة.

وأضافت الصحيفة، أن الغزو الروسي لأوكرانيا كان "إنذاراً قاسياً" ليس فقط لألمانيا، ولكن لجميع الحكومات الغربية. وأجبرت الحرب في أوكرانيا، وصعود الصين، والتهديد الذي يشكله حيازة إيران للأسلحة النووية، وعدم الاستقرار في إفريقيا، وزراء الدفاع على الالتزام بتعزيز الإنفاق الدفاعي.

وأعلنت السويد، التي تقدمت بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الاثنين، خططاً لزيادة الإنفاق الدفاعي بأكثر من الربع للوصول إلى هدف الناتو بشأن الإنفاق العسكري، المتمثل في 2% من الناتج المحلي الإجمالي الوطني للدول الأعضاء.

ومع ذلك، سيؤدي إقناع الناخبين بالتضحيات المطلوبة لتحقيق هذه الالتزامات إلى عملية إعادة ترتيب كبيرة للميزانية والأولويات الانتخابية، بحسب الصحيفة.

"أحلام زمن السلم"

وقال مستشار غربي متخصص في شؤون الدفاع للصحيفة: "لا يزال الجميع يعيشون في عالم أحلام زمن السلم، ولكن هذه الأيام ولّت".

ويعتقد بيستوريوس، أنه يجب أن تكون هناك "مناقشات صادقة" مع الناخبين بشأن تكلفة الأمن. ولكن تحقيق ذلك سيكون صعباً في أجواء يحتل فيها التحوّل إلى الاقتصاد الأخضر، وغيره من الأولويات الاجتماعية المرتبطة بالشيخوخة، صدارة جدول الأعمال، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض الحكومي بسبب ارتفاع أسعار الفائدة.

وفي اليابان، أدت مسألة كيفية تمويل الزيادة القياسية في الإنفاق الدفاعي إلى "انقسام" في دولة تعاني بالفعل من ارتفاع تكاليف الضمان الاجتماعي.

واضطرت الحكومة اليابانية إلى تأجيل زيادة الضرائب المفروضة على الشركات والدخل والتبغ حتى عام 2025، وسط مخاوف من أن تؤثر زيادة الضرائب سلباً على رئيس الوزراء، فوميو كيشيدا، إذا دعا إلى إجراء انتخابات مبكرة في وقت لاحق من العام الجاري.

وفي الدنمارك، اختارت الحكومة تمويل الزيادة في الإنفاق العام عن طريق إلغاء عطلة عامة، ما أثار استياء الناخبين.

وفي الولايات المتحدة، قال 1% فقط من المشاركين في استطلاعات الرأي، إن الأمن القومي يمثل مصدر قلقهم الرئيسي. بينما أظهرت استطلاعات رأي في بريطانيا أن الأمن القومي يحتل المرتبة الـ11 بعد قضايا مثل الاقتصاد، والصحة، والهجرة، والإسكان.

مع ذلك، ظهرت بوضوح التداعيات المالية المترتبة على اهتمام الغرب الجديد بالأمن خلال قمة الناتو، التي انعقدت في ليتوانيا في يوليو الماضي، حيث واجه القادة صعوبة في تناول المسألة الشائكة المتعلقة بالميزانيات، إلى جانب الأخبار المتعلقة بانضمام السويد إلى الحلف، واحتمالية انضمام أوكرانيا.

ورغم تعهد جميع دول أعضاء الناتو، بإنفاق 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، تلتزم 11 دولة فقط من أصل 31 بهذه النسبة، بحسب "فاينانشيال تايمز".

وحذر وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر، هذا الشهر من أن وفاء برلين بالتزامها تجاه الناتو سيتطلب "أموالاً كبيرة" من الميزانية الأساسية في السنوات المقبلة.

ورجحت "فاينانشيال تايمز" أن أوروبا لا يُمكنها الاستمرار في الاعتماد على الولايات المتحدة، التي تبلغ موازنتها الدفاعية 860 مليار دولار، أي ضعف ميزانية كل الدول الأعضاء الأخرى في الناتو مجتمعة.

اقرأ أيضاً:

 

تصنيفات

قصص قد تهمك