أعاد الاتفاق على صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس"، ويبدأ تنفيذها الجمعة، التذكير بالكثير من الصفقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، التي لا تزال تفاصيل بعضها عالقة في أذهان كثيرين خاصة من كبار السن.
وهذه أبرز صفقات تبادل الأسرى بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية عام 1967:
خطف طائرة
في يوليو 1968، اختطفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين طائرة ركاب إسرائيلية من طراز "بوينج 707" تابعة لشركة "العال" في الرحلة رقم 426، وكان على متنها نحو 100 راكب، بينهم عدد من الإسرائيليين، كانوا في طريقهم من مطار هيثرو في العاصمة البريطانية لندن إلى مطار ليوناردو دا فينشي ثم إلى مطار اللد في إسرائيل (مطار بن جوريون حالياً).
وتم اختطاف الطائرة في الأجواء وتحويل مسارها إلى الجزائر، وفيما بعد، أطلقت الجبهة الشعبية سراح الرهائن، بوساطة من الصليب الأحمر الدولي، مقابل تحرير 37 فلسطينية كانت صدرت ضدهن أحكام بالسجن فترات طويلة.
ليلى خالد
بعد نجاح عملية الاختطاف الأولى، كرّرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ذات التجربة في أغسطس 1969، ونجحت في البداية باختطاف طائرة ركاب أميركية تابعة لشركة (TWA) في الرحلة رقم 840 المتجهة من مدينة لوس أنجلوس الأميركية إلى تل أبيب.
وبينما كانت الطائرة تحلق فوق البحر المتوسط قرب اليونان، اقتحمت الفلسطينية ليلى خالد، عضو الجبهة الشعبية، قمرة القيادة، والتقطت سماعة ربان الطائرة، وخاطبت برج المراقبة قائلة: "هنا رحلة الجبهة الشعبية.. فلسطين حرة عربية"، وأمرت القائد بالتوجه إلى فلسطين.
وعند دخول الطائرة المجال الجوي الإسرائيلي، تحركت مقاتلات إسرائيلية وأحاطت بها، فقرر الخاطفون توجيهها إلى العاصمة السورية دمشق.
ونجحت الجبهة الشعبية بهذه العملية في إطلاق سراح عدد من المعتقلين من السجون الإسرائيلية، ومن بينهم طياران سوريان كانا هبطا اضطرارياً في إسرائيل نتيجة خطأ ملاحي.
وبعد تنفيذ صفقة تبادل الأسرى، اعتقلت السلطات السورية ليلى خالد، ثم أفرجت عنها بعد عدة أشهر، فتوجهت إلى الأردن، ومنها إلى ألمانيا حيث أجرت جراحة تجميلية في الوجه تجنباً للتعرف عليها، ثم خطفت طائرة أخرى تابعة لشركة "العال" في رحلة بين أمستردام ونيويورك في سبتمبر 1970، وانتهت العملية باعتقالها مجدداً.
وقررت الجبهة الشعبية تحرير ليلى خالد، فخططت لتنفيذ عملية اختطاف طائرة أخرى، لكن هذه المرة كانت الطائرة بريطانية، ونجحت في تنفيذ العملية، واقتادت الطائرة إلى لبنان، وهو ما أدى في النهاية لإطلاق سراح ليلى.
شموئيل فايز
في عام 1969، نجحت حركة "فتح" في اختطاف الجندي الإسرائيلي شموئيل فايز.
وبعد مفاوضات استمرت نحو عامين أبرمت الحركة صفقة مع إسرائيل تم تنفيذها في يناير 1971، وأفرجت إسرائيل بمقتضاها عن الفلسطيني محمود حجازي، مقابل الجندي الإسرائيلي.
صفقة النورس
في أبريل 1978، نجحت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في أسر الجندي الإسرائيلي أبراهام عمرام في عملية أطلقت عليها اسم "عملية الليطاني".
وخاضت منظمة التحرير الفلسطينية، التي كان يرأسها حينها ياسر عرفات، مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي لإجراء عملية تبادل، أسفرت عن إبرام (صفقة النورس) في يناير 1979، وأفرجت الجبهة الشعبية بموجبها عن الجندي الإسرائيلي، فيما أطلقت إسرائيل سراح 76 أسيراً فلسطينياً.
جاسوسة الموساد
بعد نحو عام واحد، وتحديداً في فبراير 1980، توسط الصليب الأحمر في اتفاق تبادل بين إسرائيل وحركة فتح التي كانت تطالب بإطلاق سراح الفلسطيني مهدي بسيسو.
وحينها كانت حركة فتح تحتجز فتاة أردنية تدعى أمينة المفتي، اتهمتها بأنها جاسوسة لجهاز الموساد الإسرائيلي.
وبعد مفاوضات مكثفة عبر الصليب الأحمر أفرجت حركة فتح عن الفتاة، فيما أفرجت إسرائيل عن بسيسو.
أكبر صفقة تبادل أسرى
نجحت حركة فتح في نوفمبر 1983 في إتمام صفقة تبادل اعتبرتها حينها "كنزاً كبيراً" إذ أطلقت إسرائيل سراح 4700 فلسطيني ولبناني كانوا في سجن "أنصار" الذي شيدته إسرائيل في جنوب لبنان إبان الاحتلال، كما تم إطلاق سراح العشرات من سجون إسرائيلية أخرى.
وفي المقابل أطلقت حركة فتح سراح 6 جنود إسرائيليين كانت أسرتهم في سبتمبر 1982.
عملية الجليل
نجحت الجبهة الشعبية مرة أخرى في خطف 3 جنود إسرائيليين، واعتبرت حينها أن بين يديها "صيداً ثميناً".
وانطلقت مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي لإتمام صفقة تبادل أُبرمت فعلياً في مايو 1985، وحينها أطلقت إسرائيل سراح 1155 أسيراً.
محاولة اغتيال خالد مشعل
في عام 1997، اكتشف الأمن الأردني أن خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" حينذاك، تعرض لمحاولة تسميم على الأراضي الأردنية.
ونجح الأمن الأردني في اعتقال أفراد من الموساد الإسرائيلي بتهمة المشاركة في العملية، وثارت ضجة إعلامية، ورفض الأردن إطلاق سراح عناصر الموساد دون مقابل، إذ أجبر إسرائيل على إرسال الترياق الخاص بإنقاذ حياة مشعل، وكذلك الإفراج عن الزعيم الروحي لحركة حماس أحمد ياسين من السجون الإسرائيلية.
5 سنوات تفاوض حول شاليط
نجحت حركة "حماس" في يونيو 2006 في خطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عند حدود قطاع غزة.
واعتبرت "حماس" وقتها أن لديها صيداً ثميناً، وردت إسرائيل بشن حرب على القطاع، إلا أنها لم تتمكن من الوصول إلى مكان احتجاز شاليط، واضطرت لخوض مفاوضات مع الحركة استمرت 5 سنوات.
وانتهت بالإفراج عن شاليط مقابل 1027 أسيراً فلسطينياً.