إذا انتصرت روسيا على أوكرانيا.. ما خسائر الولايات المتحدة؟

صورة جوية لمدينة باخموت الأوكرانية المدمرة شرق أوكرانيا. 19 مايو 2023 - nytimes.com
صورة جوية لمدينة باخموت الأوكرانية المدمرة شرق أوكرانيا. 19 مايو 2023 - nytimes.com
دبي-الشرق

قدم معهد عسكري أميركي تصوراً للتكلفة التي يمكن أن تتحملها واشنطن إذا انتصرت روسيا في أوكرانيا، والتداعيات المترتبة على ذلك، مثل تعزيز قدرات الردع ضد موسكو ونشر قوات ضخمة في أوروبا.

ومع مرور قرابة عامين على الغزو الروسي لأوكرانيا، تتعالى يوماً تلو الآخر أصوات في الولايات المتحدة والغرب بوجه عام، تنادي بوقف أو على الأقل تقليص المساعدات المقدمة إلى كييف، وتشكك في جدوى تقديم المزيد لها بعدما تلقت دعماً عسكرياً ومالياً بمبالغ طائلة دون تحقيق الانتصار أو حتى الاقتراب منه.

وحذر معهد دراسة الحرب، أحد أبرز مراكز الدراسات العسكرية في الولايات المتحدة، في تقرير نشره الخميس، من أن وقف المساعدات الأميركية والأوروبية إلى أوكرانيا من شأنه، ليس فقط إلحاق ضرر بالغ بالمجهود الحربي الأوكراني على نحو يقدم إلى روسيا فرصة ثمينة لتحقيق انتصار نهائي، وإنما ستكون له أيضاً تداعيات عميقة على الأمن الأوروبي، مع وجود الجيش الروسي المنهك لكن المنتصر، على طول الحدود الشرقية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، من البحر الأسود حتى المحيط المتجمد الشمالي.

روسيا تعوض خسائرها

وأفاد التقرير الذي نشره موقع "Breaking Defense" المتخصص في الشؤون العسكرية، أنه بناء على معلومات استخباراتية أميركية، فإن نحو 90% من قوام القوات الروسية التي غزت أوكرانيا عند بدء الاجتياح في فبراير 2022، تعرض للتدمير، إلا أن روسيا تعوض خسائرها الثقيلة في القوة البشرية، كما أن الحرب صقلت قدرات وطاقة إنتاج القاعدة الصناعية الروسية، ورفعتهما إلى مستوى يفوق ما كانت عليه قبلها، بحيث تستطيع تعويض الخسائر في الأسلحة والمعدات بوتيرة أسرع.

ونبه التقرير إلى أن انتصار روسيا يجعل من جيشها قوة أكثر صلابة مُطعّمة بخبرة قتالية معتبرة، وأكبر حجماً مما كانت عليه قبل الحرب، وتمتلك أنظمة دفاع جوي متقدمة لا تقدر على اختراقها سوى الطائرات الشبحية الأميركية، التي توجد حاجة إلى ادخارها لمواجهة محتملة مع الصين.

ولم يستبعد التقرير أن يتعافى الاقتصاد الروسي تدريجياً مع تآكل آثار العقوبات، وإيجاد موسكو طرقاً للالتفاف عليها.

تكاليف باهظة

وقدم معهد دراسة الحرب تصوراً للتكلفة الباهظة التي يمكن أن تتحملها الولايات المتحدة في حال انتصرت روسيا في أوكرانيا، منها أنها ستجد نفسها مجبرة على تعزيز قدرات الدفاع والردع ضد "تهديد روسي متجدد"، بما في ذلك نشر قوات ضخمة الحجم وعدد كبير من الطائرات الشبحية في أوروبا، وما يترتب على ذلك من تكاليف ضخمة.

واعتبر المعهد أن "الأهم من التكاليف هو أن التحديات التي تواجه حجم وسرعة إنتاج المعدات العسكرية الكافية ستجبر الولايات المتحدة على الاختيار بين نشر قوات كافية في آسيا للدفاع عن تايوان، أو نشرها في أوروبا لردع روسيا".

وأضاف المعهد، في التقرير الذي صدر بالتزامن مع تجديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مؤتمره الإعلامي السنوي، الخميس، التأكيد على أن الحرب لن تنتهي إلا بعد تحقيق روسيا أهدافها، وأن القوات الروسية على طول خطوط التماس في أوكرانيا تحسن أوضاعها، في وقت تفيد تقارير بأن القوات الأوكرانية باتت تقتصد في استهلاك الذخيرة بسبب نقص خطير في المتاح منها، فيما يتنازع أعضاء الكونجرس الأميركي على حزمة إنفاق تكميلي مقترحة لأوكرانيا بقيمة 61.4 مليار دولار.

وتُعد الحزمة المذكورة جزءاً من حزمة تمويل أكبر مطلوبة بقيمة 105 مليارات دولار، تشمل أيضاً مساعدات لإسرائيل ونفقات مخصصة لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، ويدور بشأنها نزاع حاد بين أعضاء الكونجرس، إذ يريد النواب الجمهوريون أن تكون الأولوية للحد من الهجرة وتعزيز أمن الحدود.

وما يزيد الأمور سوءاً بالنسبة لجهود تمويل الحرب في أوكرانيا، أن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان منع تمرير حزمة مساعدات من الاتحاد الأوروبي إلى أوكرانيا بقيمة 50 مليار يورو (نحو 54 مليار دولار)، خلال اجتماع قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، الخميس، في مسعى للضغط على الاتحاد لرفع التجميد عن تمويلات مخصصة لبلاده على خلفية مخاوف بشأن حكم القانون في المجر.

ولكن خلال الاجتماع نفسه، صوت ممثلو دول الاتحاد الأوروبي لصالح بدء محادثات مع كييف بشأن انضمامها إلى الاتحاد، في خطوة وصفها الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بأنها "انتصار لأوكرانيا ولأوروبا بأكملها".

تصنيفات

قصص قد تهمك