مصادر لـ"الشرق": مصر تتطلع لتبني الفلسطينيين رؤيتها بشأن مستقبل القطاع

قبل زيارة بلينكن.. عباس والسيسي يلتقيان في القاهرة للتنسيق بشأن غزة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال قمة القاهرة الدولية للسلام في الشرق الأوسط بالعاصمة الإدارية الجديدة ، شرق القاهرة ، مصر. 21 أكتوبر 2023 - Reuters
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال قمة القاهرة الدولية للسلام في الشرق الأوسط بالعاصمة الإدارية الجديدة ، شرق القاهرة ، مصر. 21 أكتوبر 2023 - Reuters
القاهرة/ رام الله-الشرق

يتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأحد، إلى العاصمة المصرية القاهرة للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لبحث التنسيق المشترك بشأن الحرب على قطاع غزة قبل زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة، بحسب مصادر مصرية وفلسطينية لـ"الشرق".

وذكرت مصادر مصرية لـ"الشرق"، أن مصر ستعرض على عباس رؤيتها لمستقبل قطاع غزة، متطلعة إلى تبني الجانب الفلسطيني رؤيتها بشأن مستقبل القطاع.

وأوضحت المصادر أن مصر ستقدم لوزير الخارجية الأميركي "رؤية متكاملة" لمستقبل غزة "تؤكد ضرورة إسناد إدارة القطاع حصراً للفلسطينيين"، مشددة على رفض القاهرة "أي مخطط إسرائيلي لإدارة غزة وإعادة المستوطنات".

ونبهت المصادر إلى أن السيسي وعباس سيؤكدان رفض أي مشروع لتهجير الفلسطينيين.

وسبق أن أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية، نهاية ديسمبر الماضي، رفض "مبادرة مصرية" اقترحتها القاهرة، تضمنت 3 مراحل لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مرجعة السبب إلى ما قالت إنه "حديث عن تشكيل حكومة فلسطينية لإدارة الضفة وغزة بعيداً عن إطار مسؤولية المنظمة"، وذلك قبل أن تجري مصر تعديلات لاقت ترحيب المنظمة.

بدوره، ذكر مسؤول فلسطيني لـ"الشرق"، أن الرئيسين سيبحثان سبل وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وتوفير الإغاثة الإنسانية لأبناء القطاع، ومتطلبات إعادة الإعمار بعد توقف الحرب، ومنها تشكيل حكومة تتولى المهمة، والعمل على عقد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار.

ويضم الوفد الفلسطيني أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، وعدد من مستشاري الرئيس.

ولاحقاً أكد محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، السبت، أن عباس سيتوجه للقاهرة، الأحد، للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبحث سبل وقف الحرب على قطاع غزة.
 
وقال الهباش لوكالة أنباء العالم العربي AWP، إن "المحور الأساسي الذي سيتم نقاشه هو وقف العدوان على غزة، والجهود العربية المشتركة من قبل مصر والأردن والسعودية والمجموعة العربية بأكملها والجهد الفلسطيني لوقف العدوان ودخول الإمدادات الإغاثية لقطاع غزة".

وأضاف: "أولويتنا وقف العدوان وتوفير مقومات الحياة لأهلنا في غزة ومنع مؤامرة التهجير التي تحاول إسرائيل تمريرها، وتنظيم وترتيب وتكثيف الجهود العربية بالتوازي مع الجهد الفلسطيني لتحقيق هذه الأهداف".
 
وشدد الهباش على أن بحث اليوم التالي للحرب لن يتم ضمن لقاء الأحد، بين عباس والسيسي، مشيراً إلى أن الحديث فيه سابق لأوانه.

وأكد مستشار عباس على أن الأولوية الآن لوقف "العدوان" وليس من الصواب مناقشة النهاية قبل البداية، مضيفاً: "اليوم التالي للحرب شأن فلسطيني وعربي ويحتاج إلى جهد دولي".

جولة بلينكن

ومن المرتقب أن يعقد وزير الخارجية الأميركي خلال جولته إلى المنطقة مزيداً من المناقشات بشأن الكيفية التي ستُدار بها غزة إذا حققت إسرائيل هدفها بالقضاء على "حماس".

وقال ماثيو ميلر، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، الخميس: "ما أوضحناه هو أننا نريد أن نرى على المدى الطويل تحقق إعادة توحيد الضفة الغربية وغزة تحت حكم بقيادة فلسطينية، وذلك ما نعمل على تحقيقه".

وأضاف: "ندرك أنه سيكون بالطبع ثمة حاجة إلى فترة انتقالية، لكن تلك هي الرؤية التي سترون الوزير (بلينكن) يحرز تقدماً فيها خلال هذه الرحلة على مدى الأسبوع المقبل".

وزار وزير الخارجية الأميركي تركيا، الجمعة، في مستهل جولة تستمر حتى 11 يناير الجاري، تشمل اليونان والأردن وقطر والإمارات والسعودية وإسرائيل والضفة الغربية ومصر، وذلك لبحث الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ومنع اتساع رقة الصراع في المنطقة.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن بلينكن سيشدد خلال الجولة، على ضرورة قيام الحكومة الإسرائيلية ببذل المزيد من الجهود لخفض التوتر في الضفة الغربية، كما سيناقش الجهود الجارية لإعادة المحتجزين الإسرائيليين المتبقين في قطاع غزة.

وأضافت أن بلينكن سيركز على منع اتساع رقعة الصراع بما في ذلك خطوات محددة يمكن للأطراف اتخاذها.

تصعيد إقليمي

وتأتي جولة بلينكن أيضاً وسط مخاوف من تصعيد إقليمي بعد اغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي في حماس، الثلاثاء، جراء هجوم إسرائيلي في العاصمة اللبنانية بيروت.

كما تصاعدت التوترات في البحر الأحمر، حيث نفذ الحوثيون 24 هجوماً على السفن التجارية منذ منتصف نوفمبر الماضي، وفقاً للقيادة المركزية الأميركية التي تشرف على العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط.

ولعبت قطر ومصر دور الوسيط بين إسرائيل و"حماس" في اتفاق أدى إلى هدنة لمدة أسبوع نهاية نوفمبر الماضي، أطلقت خلالها "حماس" سراح أكثر من 100 امرأة وطفل وأجنبي كانت تحتجزهم، مقابل إطلاق سراح 240 امرأة وشاباً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية.

تصنيفات

قصص قد تهمك