وزير خارجية أميركا يصف عدد ضحايا غزة بـ"المرتفع" وينتقد خطوة جنوب إفريقيا

بلينكن لزعماء إسرائيل: اكسبوا قبول العرب لكم بإقامة دولة فلسطينية

غزة/تل أبيب/القاهرة-وكالاتالشرق

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لزعماء إسرائيليين، الثلاثاء، إن الفرصة لا تزال سانحة لكسب قبول الدول العربية المجاورة إذا مهدوا الطريق لإقامة دولة فلسطينية، وأكد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تل أبيب "أهمية" أن تتجنب إسرائيل إلحاق الأذى بمزيد من المدنيين الفلسطينيين في الحرب التي تخوضها ضد حركة حماس بقطاع غزة.

وخلال مؤتمر صحافي في تل أبيب، قال بلينكن إن "العديد من دول الشرق الأوسط مستعدة للاستثمار في مستقبل غزة، لكنهم سيفعلون ذلك فقط في ظل وجود مسار واضح لإقامة دولة فلسطينية"، مؤكداً أن "الولايات المتحدة ترفض أي مقترحات تدعو إلى إعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة".

وأضاف بلينكن أنه "يجب أن يتمكن الفلسطينيون من العودة إلى ديارهم في أقرب وقت تسمح به الظروف"، مشيراً إلى اتفاق مع السلطات الإسرائيلية بشأن إشراف بعثة أممية على تقييم الأوضاع في شمال غزة، تمهيداً لعودة السكان.

"خطوة جنوب إفريقيا تصرف العالم عن جهود السلام"

ووصف بلينكن حصيلة الضحايا الفلسطينيين في غزة بـ"المرتفعة للغاية"، ولكنه انتقد خطوة جنوب إفريقيا التي رفعت قضية أمام محكمة العدل الدولية تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في حرب غزة، معتبراً أن هذه الخطوة "تُصرف العالم عن الجهود المهمة من أجل السلام والأمن".

واعتبر بلينكن أن "من الضروري أن تحقق إسرائيل هدفها، لكي لا يتكرر هجوم السابع من أكتوبر"، ولكنه شدد على أن الولايات المتحدة "تريد أن تنتهي هذه الحرب في أقرب وقت ممكن".

وأشار بلينكن إلى أن "الولايات المتحدة وإسرائيل تعتقدان أن المسار الدبلوماسي هو أفضل وسيلة لتحقيق الأمن".

وبشأن الأوضاع على حدود لبنان، قال بلينكن إنه أجرى "مناقشات موسعة مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن تجنب انتشار الصراع الإقليمي، خاصة فيما يتعلق بالوضع في شمال إسرائيل".

 تجنب "اللحظة الصعبة"

من جهته، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، أن بلينكن "جدّد دعم الولايات المتحدة لحقّ إسرائيل في منع تكرار هجمات حماس التي وقعت في السابع من أكتوبر، وشدد على أهمية تجنب إلحاق المزيد من الأذى بالمدنيين وحماية البنية التحتية المدنية في غزة".

وركزت اجتماعات بلينكن في جميع أنحاء المنطقة على محاولة رسم نهج طويل الأمد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود في إطار السبيل إلى إنهاء حرب غزة.

وذكر وزير الخارجية الأميركي بعد اجتماعاته مع الحلفاء العرب، أن دول المنطقة تريد التكامل مع إسرائيل، وهو هدف إسرائيلي على المدى الطويل، لكن بشرط أن يشمل ذلك "مساراً عملياً" لإقامة دولة فلسطينية.

وأوضح لنظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس: "أعلم بجهودكم الخاصة، على مدى سنوات عديدة، لبناء قدر أكبر من التواصل والاندماج في الشرق الأوسط، وأعتقد أن هناك بالفعل فرصاً حقيقية".

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين يلتقي بالرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ داخل فندق ديفيد كمبينسكي في تل أبيب. 9 يناير 2024
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين يلتقي بالرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ داخل فندق ديفيد كمبينسكي في تل أبيب. 9 يناير 2024 - Reuters

وتابع: "لكن علينا أن نتجاوز هذه اللحظة الصعبة للغاية، ونتأكد من أن السابع من أكتوبر لن يتكرر مرة أخرى، وأن نعمل على بناء مستقبل مختلف وأفضل بكثير".

وفي جولته الرابعة بالمنطقة منذ أكتوبر الماضي، قال بلينكن إنه سينقل ما دار في محادثات استمرت يومين مع قادة الأردن وقطر والإمارات والسعودية.

وتتضمن محادثات بلينكن اجتماعاً مع مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي الذي تشكل عقب هجمات مقاتلي حركة " حماس" في السابع من أكتوبر التي تقول إسرائيل إنها أودت بحياة 1200 شخص.

وحذر زعماء في الشرق الأوسط، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال جولته الدبلوماسية هذا الأسبوع، من أن الجمهور العربي يلقي باللوم على الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل في ارتفاع عدد الضحايا المدنيين بقطاع غزة، وذلك بحسب ما نقلته شبكة "إن بي سي نيوز" عن عدد من كبار المسؤولين في الإدارة والمصادر الدبلوماسية ومسؤولين بالكونجرس.

وقتل الهجوم الإسرائيلي أكثر من 23 ألف فلسطيني ودمر جزءاً كبيراً من قطاع غزة، وشرد معظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، ما فاقم الأزمة الإنسانية.

وذكر بلينكن أنه سيضغط على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بشأن الضرورة الملحة لبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين، وللتأكد من وصول المساعدات الإنسانية إلى من يحتاجون إليها".

وبدأ وزير الخارجية الأميركي جولة إلى الشرق الأوسط، الجمعة، استهلها بزيارة تركيا، ثم اليونان والأردن وقطر والإمارات والسعودية وإسرائيل، على أن يختتمها بزيارة الضفة الغربية ومصر، وذلك لبحث الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ومنع اتساع رقعة الصراع في المنطقة.

ضغط هادئ

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، مساء الاثنين، إن واشنطن تضغط بهدوء على إسرائيل للبدء في سحب بعض قواتها.

وذكرت إسرائيل أن قواتها تنتقل من الحرب الشاملة إلى حملة أكثر استهدافاً في شمال غزة لكنها مستمرة في تكثيف القتال في الجنوب، وذلك بعد ضغوط أميركية على مدى أسابيع لتقليص هجماتها.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن 57 فلسطينياً قتلوا في الضربات الجوية الإسرائيلية، وإن 65 مصاباً وصلوا خلال الـ 24 ساعة الماضية إلى مستشفى الأقصى في وسط قطاع غزة الذي يبلغ طوله 45 كيلومتراً.

وفرضت الأزمة الإنسانية الضخمة ضغوطاً شديدة على الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل، كي تضغط عليها لتخفيف الهجوم على غزة.

وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "مع ارتفاع عدد الضحايا، تظل القدرة على علاجهم معرضة للخطر".

وأضاف أن 3 مستشفيات في وسط غزة وخان يونس بما في ذلك مستشفى الأقصى "معرضة لخطر الإغلاق، بسبب صدور أوامر الإخلاء في المناطق المجاورة واستمرار الأعمال العدائية في أماكن قريبة".

وقالت منظمة" أطباء بلا حدود" في وقت متأخر، الاثنين، إن قذيفة اخترقت جدار أحد ملاجئها في خان يونس الذي يؤوي أكثر من 100 موظف وعائلاتهم، ما أسفر عن إصابة ابنة أحد العاملين بالمنظمة بجروح خطيرة.

وردد محتجون هتافات أمام بايدن تقول: "أوقف إطلاق النار الآن!" خلال زيارته لكنيسة في ساوث كارولاينا.

ودفع القصف المستمر من قبل إسرائيل والقيود التي تفرضها على توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة، جنوب إفريقيا إلى رفع دعوى قضائية في محكمة العدل الدولية تتهم فيها إسرائيل بارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد الفلسطينيين. ومن المقرر بدء جلسات القضية، الخميس.

وامتد الصراع إلى لبنان حيث تطلق جماعة "حزب الله" صواريخ عبر الحدود مع إسرائيل تضامناً مع حماس. وكلتا الجماعتين متحالفتان مع إيران العدو اللدود لإسرائيل.

وقال مصدران مطلعان على عمليات حزب الله لـ"رويترز"، إن 3 من أعضاء الجماعة اللبنانية قتلوا الثلاثاء في ضربة استهدفت سيارتهم في جنوب لبنان، وذلك بعد اغتيال قائد كبير بالجماعة في المنطقة، الاثنين.

وذكر "حزب الله" أنه شن هجوماً بطائرات مسيرة على مقر قيادة عسكري إسرائيلي في إطار رده على اغتيال إسرائيل لوسام الطويل القيادي الكبير بالجماعة، الاثنين، ومقتل صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، الأسبوع الماضي، في بيروت. ولم تؤكد إسرائيل، أو تنف مسؤوليتها عن الهجمات.

تصنيفات

قصص قد تهمك