شنت القوات الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر، الاثنين، ضربات جديدة على 8 أهداف تابعة للحوثيين في اليمن، وذلك بعد نفي الجيش الأميركي ما أوردته الجماعة اليمنية بخصوص شن هجوم بالصواريخ على سفينة الشحن العسكرية الأميركية "أوشن جاز" في خليج عدن.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" في بيان، إن الولايات المتحدة وبريطانيا نفذتا جولة إضافية من الضربات، الاثنين، ضد الحوثيين في اليمن، على خلفية استهدافهم لسفن الشحن في البحر الأحمر، مشيرة إلى أن موقعاً لتخزين الصواريخ "تحت الأرض"، كان من بين الأهداف، بالإضافة إلى منصات صواريخ، وقدرات عسكرية أخرى للحوثيين.
وأشار البنتاجون، إلى أن هذه الضربات، منفصلة عن إجراءات تأمين حرية الملاحة متعددة الجنسيات التي يتم تنفيذها في إطار عملية "حارس الازدهار".
وقال مسؤولون عسكريون أميركيون، إن الضربات في اليمن كانت ناجحة، وكان لها "تأثير جيد" في جميع المواقع الثمانية المستهدفة.
وقدم البنتاجون، تفاصيل "الضربات الثماني الجديدة" في بيان مشترك مع بريطانيا وأستراليا والبحرين وكندا وهولندا، التي قال البيان إنها "أيدت العمل العسكري الأخير"، حسبما أشارت القيادة المركزية الأميركية الوسطى "سنتكوم".
أهداف الضربات
وذكرت "سنتكوم"، أن تلك الضربات التي وصفتها بـ"الضرورية" استهدفت 8 أهداف للحوثيين، وأوضحت أنها استهدفت على وجه التحديد، موقعاً لتخزين الأسلحة تابع للحوثيين "تحت الأرض"، ومواقع مرتبطة بقدرات الحوثيين الصاروخية والمراقبة الجوية.
وأضافت أن الهدف من الضربات هو "تعطيل وإضعاف قدرات الحوثيين على تهديد التجارة العالمية، وحياة البحارة الأبرياء"، واعتبرتها "رداً على سلسلة من أعمال الحوثيين غير القانونية والخطيرة والمزعزعة للاستقرار".
من جهتها، أشارت وزارة الدفاع البريطانية في بيان، إلى أن 4 طائرات "تايفون FGR4S" تابعة لسلاح الجو الملكي، مدعومة باثنتين من ناقلات "فوياجر" انضمت إلى القوات الأميركية في الضربة ضد مواقع الحوثيين باليمن، موضحةً أن الطائرات استخدمت قنابل "بيفواي 4"، "دقيقة التوجيه" لضرب أهداف عدة في موقعين عسكريين بالقرب من مطار صنعاء.
وأكد وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس، أن هذا الهجوم "سيوجه ضربة أخرى لمخزونات الحوثيين المحدودة وقدرتهم على تهديد التجارة العالمية"، مضيفاً: "سنواصل دعم الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط".
وأشار مسؤولون أميركيون لوكالة " أسوشيتد برس"، إلى أن "هذا الهجوم هو الثاني الذي يشن فيه الحليفان ضربات انتقامية منسقة ضد مجموعة من القدرات الصاروخية التابعة للحوثيين".
وذكر المسؤولون أن الولايات المتحدة وبريطانيا استخدمتا، صواريخ "توماهوك"، التي تُطلق عن طريق السفن الحربية والغواصات والطائرات المقاتلة لتدمير مواقع حوثية لتخزين الصواريخ.
وقالت وسائل إعلام يمنية تابعة للحوثيين، إن الغارات استهدفت مدن صنعاء وتعز والبيضاء، مشيرةً إلى "التحليق فوق محافظة حجة".
وجاءت الضربات بعد اتصال هاتفي بحث فيه الرئيس الأميركي جو بايدن مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، الاثنين، تطورات الأحداث في البحر الأحمر، وحرب غزة والغزو الروسي لأوكرانيا، بحسب البيت الأبيض.
وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، للصحافيين، خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، إن محادثات الجانبين تناولت تطورات البحر الأحمر، و"الحاجة إلى نهج دولي مستمر متعدد الأطراف لتعطيل قدرات الحوثيين وإضعافها".
نفي الهجوم على سفينة أميركية
وسبق أن نفى الجيش الأميركي، الاثنين، ما أوردته حركة الحوثي بشأن شنها هجوماً بالصواريخ على سفينة الشحن العسكرية الأميركية "أوشن جاز" في خليج عدن.
وقالت القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية في بيان على منصة "إكس"، إن "تقرير الإرهابيين الحوثيين المدعومين من إيران عن هجوم ناجح مزعوم على سفينة أوشن جاز محض افتراء"، مؤكدةً "استمرار القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية في التواصل مع أوشن جاز طوال فترة عبورها الآمن".
وكانت جماعة الحوثي اليمنية أعلنت، في وقت سابق، الاثنين، شن هجوم بـ"صواريخ بحرية" على سفينة الشحن العسكرية الأميركية "أوشن جاز" في خليج عدن وهو طريق حيوي للتجارة بين الشرق والغرب.
وذكر المتحدث باسم الجماعة، يحيى سريع، في بيان، أن الجماعة "مستمرة في الرد على أي اعتداء أميركي أو بريطاني على بلدنا، وذلك باستهداف كافة مصادر التهديد في البحرين الأحمر والعربي".
وتكثف جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران، هجماتها على السفن في البحر الأحمر ما أدى إلى تباطؤ التجارة بين آسيا وأوروبا، وأثارت قلق القوى العالمية من تصعيد الحرب في غزة.
وكشفت معلومات استخباراتية جمعتها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، أن جماعة "الحوثي" تسعى للحصول على المزيد من الأسلحة الإيرانية، ما يثير مخاوف من أن الجماعة عازمة على مواصلة هجماتها على حركة الشحن في البحر الأحمر، وتهدد بصراع أوسع في الشرق الأوسط، وفق مجلة "بوليتيكو" الأميركية.
وتسعى واشنطن إلى تقليص القدرات العسكرية للحوثيين، لكن بعد أسبوع على ضربات مكثفة ضد أهداف تابعة لهم، لا يزال الحوثيون يُشكلون تهديداً، وقد تعهدوا مواصلة استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن.
ومنذ نوفمبر الماضي، يشن الحوثيون هجمات على العديد من السفن، التي يشتبهون في ارتباطها إلى توجهها إلى إسرائيل، واضعين ذلك في إطار دعم الفلسطينيين في قطاع غزة.
ودفعت هجمات الحوثيين الكثير من شركات الشحن البحري، من بينها "ميرسك" الدنماركية، إلى تحويل مسار سفنها عبر رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا.
ويمرّ نحو 12% من حركة التجارة البحرية العالمية، عبر مضيق باب المندب المؤدي إلى جنوب البحر الأحمر، لكن عدد الحاويات التي تمر في هذا الممر المائي انخفض بنسبة 70% منذ منتصف نوفمبر، وفق خبراء.
ودفعت هجمات الحوثيين الولايات المتحدة في ديسمبر الماضي إلى تشكيل تحالف بحري دولي يسيّر دوريات في البحر الأحمر لحماية حركة الملاحة من هجمات الحوثيين.
ووجه التحالف ضربات استهدفت الحوثيين في اليمن للمرة الأولى في 12 يناير، طالت رادارات وبنية تحتيّة لصواريخ ومسيّرات.
ومذاك، نفذت الولايات المتحدة سلسلة ضربات أخرى، استهدفت خصوصاً منصّات إطلاق صواريخ، كما تسعى في الوقت نفسه إلى ممارسة ضغوط دبلوماسية ومالية على الحوثيين، بعدما صنفتهم مجدداً على أنهم "تنظيم إرهابي"، في حين من المقرر أن تدخل هذه العقوبة حيز التنفيذ في 16 فبراير المقبل.