شارل ميشيل يتراجع عن الترشح للبرلمان الأوروبي بعد عاصفة انتقادات

رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل خلال زيارة إلى قصر الإليزيه في باريس، فرنسا. 5 يناير 2024 - AFP
رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل خلال زيارة إلى قصر الإليزيه في باريس، فرنسا. 5 يناير 2024 - AFP
دبي-الشرق

أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، أنه لن يترشح في انتخابات البرلمان الأوروبي المقبلة، بعد تعرُّضه لانتقادات شديدة، بسبب قراره ترك منصبه قبل انتهاء ولايته في نوفمبر المقبل.

وأوضح ميشيل في بيان عبر "فيسبوك" مساء الجمعة: "سأكرس كل جهودي لمسؤولياتي الحالية بعزم ثابت حتى تنتهي. سأظل دائماً مدافعاً قوياً عن أوروبا ديمقراطية وقوية وموحدة وسيدة مصيرها"، مضيفاً: "في نهاية ولايتي، سأفكر في طبيعة واتجاه التزاماتي المستقبلية".

وتابع: "أثار اختياري اهتماماً إعلامياً مكثفاً وتكهنات. لقد توقعت بعضاً من ذلك، نظراً للطبيعة غير المسبوقة، التي يعتبر البعض أنها جريئة، لنهجي"، في إشارة إلى إعلان ترشحه لانتخابات البرلمان الأوروبي، مضيفاً: "أدى قراري إلى ردود فعل شديدة ليس داخل المجلس الأوروبي فقط، ولكن خارجه".

واستدرك قائلاً: "لا أريد أن يصرف هذا القرار انتباهنا عن مهمتنا، أو يقوّض هذه المؤسسة ومشروعنا الأوروبي، ولا أريد أن يُساء استغلاله بأي شكل من الأشكال لتقسيم المجلس الأوروبي، الذي أعتقد أنه يجب أن يعمل بلا كلل من أجل الوحدة الأوروبية".

ردود فعل غاضبة

وأثار قرار ميشيل المفاجئ بالترشح للانتخابات البرلمانية الأوروبية في يونيو المقبل، والذي كان سيعني ترك منصبه قبل أشهر من نهاية فترة ولايته، ردود فعل غاضبة من مسؤولي الاتحاد الأوروبي والدبلوماسيين الأوروبيين والبرلمان، وفق مجلة "بوليتيكو".

واعتبر مسؤولون أن إعلان ميشيل المفاجئ بمثابة مؤشر على أنه "يولي أهمية أكبر لمستقبله السياسي" بأكثر من دوره الحالي كرئيس للمجلس الأوروبي، كما زادت خطوته الضغوط على القادة الأوروبيين للتوصل إلى تسوية بشأن المناصب العليا في الاتحاد الأوروبي.

وإذا ما كان ميشيل قد قرر المضي في خططه، كان سيترك منصبه في منتصف يوليو المقبل، ما يفتح الباب أمام رئيس الوزراء المجري، المشكك في أوروبا، فيكتور أوربان ليرأس بشكل مؤقت اجتماعات زعماء الاتحاد، وفق المجلة الأميركية.

وفي تعليق على القرار، قال جورج لويس بوشيز، زعيم الحزب البلجيكي "حركة الإصلاح" الذي ينتمي إليه ميشيل عبر منصة "إكس" إنه على الرغم من الأمر سيكون "مخيباً للآمال بالفعل" لأن ميشيل لم يعد على القائمة الانتخابية للحزب في الاتحاد الأوروبي، إلا أن أفعاله "يجب أن تحظى بأكبر قدر من الاحترام".

وكان آخرون أقل لطفاً في ردهم على ميشيل، وبينهم عضوة البرلمان الأوروبي (الهولندية) صوفي إينت فيلد التي كتبت عبر منصة "إكس" أنه في حين أن خطوة ميشيل "تنقذ قادة حكومات الاتحاد الأوروبي من بعض الصداع، فإنها لا تفعل الكثير لتحسين مصداقية المجلس الأوروبي، وإذا كان ثمة شيء، فإنها تكشف ضعفه".

وقالت رئيسة لجنة الدفاع في البرلمان الألماني (البوندستاج) ماري أجنيس ستراك زيمرمان، وهي أبرز المرشحين عن الحزب الديمقراطي الحر الألماني في انتخابات الاتحاد الأوروبي، عبر منصة "إكس"، إن هذا كان "منعطفاً آخر... يسبب ارتباكاً"، مضيفة: "دوره (ميشيل) ليس الترويج لنفسه، بل تمثيل الدول الأعضاء والتنسيق. إنه لا يفعل أياً من ذلك. لقد حان الوقت لرئيس جديد ومناسب لمجلس الاتحاد الأوروبي".

وقال مسؤول آخر في البرلمان الأوروبي، طلب عدم ذكر اسمه، إن ميشيل ربما "يريد أن يدير فريتكوت (كشك لبيع البطاطس المقلية) في ووترمايل بويتسفورت (إحدى مقاطعات بروكسل)".

وكان ميشيل أعلن في مقابلة مع صحيفة "دي ستاندارد" البلجيكية، خلال الأسبوع الأول من يناير الجاري، أنه سيخوض انتخابات البرلمان الأوروبي في يونيو المقبل، وسيترك منصبه في منتصف يوليو إذا تم انتخابه، وذلك قبل انتهاء ولايته.

وأوضح ميشيل حينها أن ترشحه لانتخابات البرلمان الأوروبي "يعني أنني سأمارس وظيفتي كرئيس للمجلس الأوروبي، حتى أؤدي اليمين كعضو في البرلمان الأوروبي، وهو ما سيحدث في 16 يوليو"، إلا أنه تراجع عن قراره، الجمعة.

وستُجرى انتخابات البرلمان الأوروبي في الفترة من 6 إلى 9 يونيو المقبل، في دول الاتحاد البالغ عددها 27 دولة. كما يُنتخب النواب الأوروبيون الذين سيبلغ عددهم 720 في نهاية انتخابات 2024، بالاقتراع العام المباشر ولمدة 5 سنوات.

تصنيفات

قصص قد تهمك