شنت إسرائيل غارات جوية قرب مدينة حلب السورية، الجمعة، ما أسفر عن سقوط ضحايا ومصابين، وسط أنباء عن أن بينهم مدنيون وعسكريون، منهم 5 على الأقل من مقاتلي حزب الله اللبناني.
ونقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر عسكري، لم تكشف عن هويته، قوله إنه "حوالي الساعة 01:45 بعد منتصف الليل شن العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه أثريا، جنوب شرق حلب، مستهدفاً عدداً من النقاط في ريف حلب، وذلك بالتزامن مع اعتداء بالطيران المسير نفذته التنظيمات الإرهابية من إدلب وريف حلب الغربي في محاولة منها لاستهداف المدنيين في مدينة حلب ومحيطها”.
وأكد المصدر سقوط ضحايا ومصابين من "المدنيين والعسكريين ووقوع خسائر مادية بالممتلكات العامة والخاصة".
وجاءت الغارات على ريف حلب بعد ساعات من غارة إسرائيلية تسبّبت بسقوط شخصين في مبنى سكني قرب منطقة السيدة زينب في ريف دمشق، بحسب الإعلام الرسمي السوري.
وتعدّ منطقة السيدة زينب منطقة نفوذ لمجموعات موالية لطهران. ولحزب الله والحرس الثوري الإيراني مقرات فيها، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
أهداف إيرانية في سوريا
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين أمنيين، لم تكشف عن هويتهما، قولهما إن الضربات الإسرائيلية أدت إلى سقوط 33 مدنياً وعسكرياً، وأضافا أن الضربات تسببت أيضاً في سقوط خمسة من مقاتلي حزب الله.
من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن سقوط ما لا يقلّ عن "42 عسكرياً سورياً"، وإنها استهدفت مواقع بينها "مستودعات صواريخ تابعة لحزب الله اللبناني" في ريف حلب في شمال سوريا.
وأشار المرصد إلى أنّ القصف الجوي الإسرائيلي استهدف كذلك في مدينة السفيرة، الواقعة جنوبي شرق مدينة حلب، "معامل الدفاع التي كانت تابعة لوزارة الدفاع السورية قبل أن تسيطر عليها مجموعات إيرانية".
وأضاف المرصد أنّ حصيلة الضحايا تشمل 6 عناصر على الأقل من حزب الله و36 عنصراً من قوات الجيش السوري، معتبراً أن "هذه الحصيلة من قوات النظام هي الأعلى" في غارة إسرائيلية في سوريا منذ كثّفت تل أبيب استهدافها لمواقع في جارتها الشمالية منذ بدأت الحرب ضدّ حركة حماس في قطاع غزة في 7 أكتوبر.
غارات إسرائيل على سوريا
وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت على نحو رئيسي أهدافاً إيرانيّة وأخرى لحزب الله، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، لكن أيضاً مواقع للجيش السوري ومطارات على رأسها مطاري دمشق وحلب الدوليين.
ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، لكنها تكرر أنها ستتصدى لما تعتبرها محاولات من طهران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا.
وتنفي طهران إرسال قوات للقتال في سوريا، مؤكدة أنّ وجودها في هذا البلد يقتصر على مستشارين عسكريين ومجموعات موالية لها من بلدان عدة.
واتّهمت إيران في 25 ديسمبر إسرائيل بقتل رضي موسوي، القيادي البارز في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في ضربة قرب دمشق.
وسقط 13 شخصاً، بينهم 5 مستشارين في الحرس الثوري الإيراني، جراء غارة إسرائيلية استهدفت مبنى في حيّ المزة في دمشق في 20 يناير، وفق المرصد.
