في مواجهة الصين.. اليابان والفلبين تبحثان تبادل قوات عسكرية

علم الفلبين يرفرف بجوار سفن تابعة للبحرية راسية في جزيرة ثيتو التي تحتلها الفلبين في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه. 21 أبريل 2023 - AFP
علم الفلبين يرفرف بجوار سفن تابعة للبحرية راسية في جزيرة ثيتو التي تحتلها الفلبين في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه. 21 أبريل 2023 - AFP
دبي -الشرق

ناقشت اليابان إمكانية نشر قواتها في الفلبين، وذلك مع اقتراب الدولتين من التوصل لعدة اتفاقيات أمنية، تهدف في مجملها إلى تعزيز الردع الإقليمي في مواجهة الصين، حسبما نقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية. 

وقال سفير الفلبين لدى الولايات المتحدة خوسيه مانويل روموالديز، إن "حكومتيْ مانيلا وطوكيو على وشك التوقيع على اتفاقية للوصول المتبادل، والتي ستسمح لكل جيش منهما بالتدريب على أراضي الأخرى". 

وأضاف أن البلدين ناقشا "نشر القوات بالتناوب، وهو ترتيب مماثل لذلك الذي تحتفظ بموجبه الولايات المتحدة بقوات عسكرية في الفلبين، على الرغم من الحظر الدستوري للبلاد على النشر الدائم للقوات الأجنبية". 

وتابع: "لقد ناقشنا هذا الأمر بالفعل في الماضي وسنواصل النظر فيه مرة أخرى كجزء من التعاون بين بلدينا"، موضحاً أن مانيلا تدرس جميع جوانب علاقاتها مع اليابان، متوقعاً أن يبرم البلدان اتفاقية الوصول المتبادل بعد وقت قصير من القمة الثلاثية التي ستُعقد في 12 أبريل الجاري في واشنطن.

وقال روموالديز، إن الولايات المتحدة والفلبين واليابان تقترب أيضاً من التوصل إلى اتفاق سيؤدي إلى قيام قواتها البحرية بدوريات مشتركة في بحر الصين الجنوبي، مضيفاً أن الدول الـ 3 وضعت اللمسات النهائية على التفاصيل، بما في ذلك الأمور المتعلقة بمدى تواتر الدوريات ومكان إجرائها.  

وذكر السفير أن الولايات المتحدة والفلبين "قريبتين جداً" أيضاً من التوصل إلى اتفاق لتبادل المعلومات الاستخباراتية العسكرية يُعرف باسم "اتفاقية الأمن العام للمعلومات العسكرية"، قائلاً: "آمل أنه إذا لم نتمكن من إتمام هذه الاتفاقية خلال هذه القمة، فإنها تتم بعدها بفترة وجيزة". 

رد صيني

وأشارت الصحيفة، إلى أن روموالديز تحدث معها، الأربعاء، قبل الاجتماع الثلاثي التاريخي بين الولايات المتحدة واليابان والفلبين، والذي من المقرر أن يعقده الرئيس الأميركي جو بايدن، الأسبوع المقبل، مع الرئيس فرديناند ماركوس جونيور ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا

ومن المقرر أن يعقد ماركوس أيضاً اجتماعاً ثنائياً مع بايدن بعد يوم من عقد قمة بين الزعيمين الأميركي والياباني، ستتضمن مأدبة عشاء رسمية رفيعة المستوى في البيت الأبيض. 

في المقابل، قالت السفارة الصينية في الولايات المتحدة إن "بكين تعتقد دائماً أن المحادثات والتعاون بين الدول يجب أن يؤدي إلى تعزيز التفاهم والثقة المتبادلة بين دول المنطقة وحماية السلام والاستقرار الإقليميين، وليس استهداف أو تقويض مصالح أي طرف ثالث".

وقامت طوكيو، على مدى العامين الماضيين، بتعزيز موقفها الدفاعي بشكل كبير، بما في ذلك من خلال زيادة إنفاقها الدفاعي بشكل حاد وشراء صواريخ كروز أميركية الصُنع من طراز "توماهوك" ذات مدى قادر على ضرب أهداف في الصين. 

وكانت "فاينانشيال تايمز" قد ذكرت مؤخراً أن بايدن وكيشيدا سيكشفان، الأسبوع المقبل، عن أكبر تطوير للتحالف العسكري الأميركي-الياباني منذ أكثر من ستة عقود.  

قلق أميركي

ورأت "فاينانشيال تايمز" أن الأخبار المتعلقة بهذه المناقشات، ترسل رسالة واضحة إلى الصين حول مدى قلق الولايات المتحدة وحلفائها المتزايد بشأن نشاطها العسكري في المنطقة، سواء بشأن تايوان، أو في مناطق أخرى من بحر الصين الجنوبي.

ولفتت الصحيفة، إلى أن نشر قوات يابانية في جنوب شرق آسيا "يمثل تطوراً كبيراً بالنسبة لطوكيو ومانيلا"، اللتين عملتا بشكل كبير على تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة في مواجهة الصين. 

وبهذا الصدد، نقلت عن كريستوفر جونستون، وهو خبير ياباني في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، قوله: "إذا حدث ذلك، فإن وجود القوات اليابانية في الفلبين سيبعث رسالتين قويتين إلى الصين، أولهما أن هناك بنية أمنية إقليمية متعددة الأطراف باتت تتشكل رداً على سلوك بكين في المنطقة، وأن اليابان أصبحت مزوداً أمنياً مقبولًا في جنوب شرق آسيا، وهي التطورات التي لم يكن من الممكن تصورها قبل بضع سنوات فقط". 

وقد أعربت الولايات المتحدة عن قلقها المتزايد بشأن النشاط الصيني العدواني تجاه السفن الفلبينية في جزيرة "سكند توماس شول" المرجانية في بحر الصين الجنوبي، والتي أصبحت نقطة خلاف خطيرة مرة أخرى في الأشهر الأخيرة. 

وانتقدت كل من واشنطن ومانيلا، الصين بشدة بسبب نشاطها الخطير، بما في ذلك استهداف السفن بخراطيم المياه، وذلك من أجل جعل من الصعب على الفلبين إعادة إمداد القوات المتمركزة على متن سفينة "سييرا مادري" التي تتواجد في "سكند توماس شول" منذ 25 عاماً، ويمكن لأي هجوم على السفينة أن يؤدي إلى تفعيل معاهدة الدفاع المشترك بين الولايات المتحدة والفلبين، بحسب الصحيفة. 

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على المناقشات داخل إدارة بايدن قولهم، إن "المسؤولين يشعرون بقلق متزايد من أن وقوع أي حادث في الجزيرة قد يؤدي إلى اندلاع مواجهة أوسع نطاق". 

تصنيفات

قصص قد تهمك