وسط توتر مع بكين.. الفلبين تخطط للاستعانة بواشنطن للتنقيب في بحر الصين الجنوبي

time reading iconدقائق القراءة - 6
علم الفلبين بجوار سفن تابعة للبحرية راسية في جزيرة ثيتو ببحر الصين الجنوبي المتنازع عليه. 21 أبريل 2023 - AFP
علم الفلبين بجوار سفن تابعة للبحرية راسية في جزيرة ثيتو ببحر الصين الجنوبي المتنازع عليه. 21 أبريل 2023 - AFP
دبي -الشرق

قال سفير الفلبين لدى الولايات المتحدة، خوسيه مانويل روموالديز، إن بلاده تسعى إلى استغلال علاقاتها الأمنية العميقة مع واشنطن، لتحقيق فوائد اقتصادية أوسع، كاشفاً في مقابلة مع "بلومبرغ" أن مانيلا تعول على واشنطن وحلفائها، للعب دور حاسم في خططها، لاستكشاف موارد الطاقة في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه. 

وتابع: "عندما يحين الوقت الذي سنبدأ فيه عمليات التنقيب ستكون لدينا عدة خيارات لتأمينها.. فنحن نعمل بشكل وثيق مع حلفائنا، ليس مع الولايات المتحدة فحسب، ولكن مع اليابان وأستراليا أيضاً"، وذلك تصاعد للتوترات بين مانيلا وبكين. 

وتستكشف الفلبين عدة خيارات في سعيها للاستفادة من بحر الصين الجنوبي الغني بالموارد، وهي المياه التي تطالب الصين بالسيادة عليها بالكامل تقريباً، وتشير التقديرات إلى أن هذا المسطح المائي يحتوي على كميات كبيرة من النفط والغاز، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية. 

وأشار السفير الفلبيني،  إلى أن مسارات العمل المحتملة تشمل دعوة الشركات الأميركية، للاستثمار في جهود التنقيب والتطوير وإجراء المناقشات مع دول مثل فيتنام التي لديها أيضاً مطالبات متداخلة مع الصين. 

وتستورد الفلبين كل احتياجاتها من الوقود تقريباً، وتحاول منذ سنوات البدء في التنقيب عن الطاقة في المياه المتنازع عليها، بما في ذلك من خلال الشراكة مع الصين، ولكن المفاوضات بين مانيلا، وبكين توقفت وسط تصاعد التوترات بينهما. 

واعتبرت "بلومبرغ"، أن الفلبين الواقعة في جنوب شرق آسيا، باتت تتبنى استراتيجية جديدة للدفاع عن أراضيها ومصالحها الاقتصادية، لافتة إلى أنها وقعت مؤخراً العديد من الصفقات الأمنية مع دول مثل بريطانيا وأستراليا وكندا

وقال السفير الفلبيني، إن بلاده وحلفائها "يتخذون الآن خطوات محسوبة"، رافضاً تقديم المزيد من التفاصيل حول خطط التنقيب عن الطاقة، باستثناء القول إنها ستتم على الأرجح خلال فترة ولاية الرئيس فرديناند ماركوس جونيور التي تنتهي في عام 2028. وأضاف: "هذه العملية تعد جزءاً من خطتنا للطاقة"، في إشارة إلى استراتيجية واسعة النطاق لخفض تكاليف الطاقة لجذب المستثمرين. 

وأوضح روموالديز، أن الفلبين تريد أن تؤدي التحالفات الأمنية التي تبنيها وسط التوترات مع بكين، إلى المزيد من التجارة والاستثمار، قائلاً: "الهدف من كل هذه العلاقات الدفاعية هو الرخاء الاقتصادي، فإذا لم يكن لدينا أمن اقتصادي، فإن كافة الاتفاقيات الدفاعية هذه لن تعني شيئاً بالنسبة لنا". 

التعامل مع الصين

وفي المقابلة التي أُجريت قبل وصول وفد التجارة والاستثمار الأميركي إلى مانيلا، هذا الأسبوع، قال روموالديز، إن الرئيس الفلبيني يحاول الاستفادة من نفوذه المتزايد على المسرح العالمي للفوز بصفقات جديدة للبلاد، فقد قام، خلال العام الماضي، بتعميق العلاقات الأمنية مع الولايات المتحدة، وألقى خطاباً الشهر الماضي أمام البرلمان الأسترالي، ومن المقرر أن يكون المتحدث الرئيسي في منتدى الأمن الإقليمي في مايو المقبل، كما سيجتمع مع وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو، الاثنين، قبل أن يتوجه إلى ألمانيا، لعقد اجتماعات مع المستشار أولاف شولتز، إلى جانب زعماء آخرين في جنوب شرق آسيا. 

وأضاف روموالديز: "الرئيس ماركوس حريص للغاية على محاولة اغتنام هذه الفرص الاستثمارية المفتوحة أمامنا الآن، فحتى الدول الأوروبية تبدي اهتمامها بنا".

ومن المقرر أن يقود السفير الفلبيني وفداً إلى مانيلا يضم أيضاً حوالي 20 مديراً تنفيذياً أميركياً من شركات مايكروسوفت و"يونايتد إيرلاينز هولدنجز" وجوجل وبعض شركات الطاقة بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية وتحفيز الاستثمار، ثم سيتوجه بعد ذلك إلى تايلندا، على أمل تعزيز العلاقات في عدة مجالات بما في ذلك تنويع سلاسل التوريد. 

وقال روموالديز، إنه يتعين على زعيم البلاد أن يثبت أن حكومته قادرة على توفير بيئة أعمال مواتية بما في ذلك تقليل الروتين الحكومي وخفض تكاليف الكهرباء، إذ لا تزال تكاليف الطاقة المرتفعة واحدة من أكبر العقبات أمام المستثمرين، وهي واحدة من الحوافز التي تدفع مانيلا لاستكشاف موارد الطاقة الخاصة بها. 

وكان وزير الشؤون الخارجية الفلبيني قد أشار الشهر الماضي، إلى انفتاح بلاده على إجراء محادثات بشأن الطاقة مع بكين، ولكن روموالديز أكد في المقابلة أن وقت التعامل بلين مع الصين قد انتهى، قائلاً عن خطط البلاد لاستكشاف الموارد في منطقتها الاقتصادية: "ما هو لنا سيظل لنا ولن نتوقف عن العمل ولكننا سنفعل ذلك عندما نشعر أن الوقت قد حان للقيام بذلك". 

أزمة بحر الصين الجنوبي

وتطالب بكين بالسيادة على نحو 90% من بحر الصين الجنوبي، بما يتداخل مع المناطق الاقتصادية الخاصة لكل من فيتنام وماليزيا وبروناي وإندونيسيا والفلبين. واستولت بكين على منطقة سكاربورو شول، إذ أجبرت في عام 2012، الصيادين من الفلبين على السفر لمسافات أبعد للحصول على كميات أقل من الصيد.

وسمحت بكين للصيادين الفلبينيين بالعودة إلى منطقة المياه الضحلة غير المأهولة، عندما شهدت العلاقات الثنائية تحسناً ملحوظاً في عهد الرئيس الفلبيني السابق رودريجو دوتيرتي، لكن العلاقات تراجعت من جديد في عهد خلفه، فرديناند ماركوس.

ويخوض البلدان نزاعاً مستمراً في بحر الفلبين الغربي، الغني بالموارد والذي تُطالب دول أخرى في جنوب شرق آسيا أيضاً بالسيادة عليه، فيما يكثف الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور، احتجاجاته على تصرفات الصين في البحار منذ توليه السلطة العام 2022. 

وتبني الصين جزراً عسكرية صناعية في بحر الصين الجنوبي، وتتداخل مطالباتها بالسيادة التاريخية مع المناطق الاقتصادية الخالصة للفلبين وفيتنام وماليزيا وبروناي وإندونيسيا.

تصنيفات

قصص قد تهمك