السوداني: خفض التصعيد بالشرق الأوسط يصب في مصلحة البلدين ويتطلب نهاية عاجلة لحرب غزة

قبل زيارته إلى واشنطن.. رئيس وزراء العراق: نحتاج شراكة جديدة مع أميركا

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أثناء التصويت على حكومته في البرلمان، 27 أكتوبر 2022 - REUTERS
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أثناء التصويت على حكومته في البرلمان، 27 أكتوبر 2022 - REUTERS
دبي -الشرق

قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مقال بمجلة "فورين آفيرز" يستبق زيارته المرتقبة إلى واشنطن في 15 أبريل، إن العلاقات الأميركية العراقية هي "مفتاح استقرار الشرق الأوسط"، مشدداً على أن زيارته المقبلة للبيت الأبيض، هي "فرصة لوضع الشراكة العراقية - الأميركية على أساس جديد، أكثر استدامة"، وبناء علاقات أوسع.

وأشار إلى أن قرار إنهاء مهمة التحالف الدولي ضد "داعش"، ووضع خريطة العلاقات المستقبلية يأذن بالانتقال إلى مرحلة جديدة من الشراكة، "تتجاوز الشؤون الأمنية والعسكرية".

واعتبر السوداني أن خفض التصعيد الشامل في الشرق الأوسط "يصب في مصلحة كل من العراق والولايات المتحدة"، مشدداً على أن ذلك يتطلب قبل كل شيء، نهاية عاجلة للحرب في قطاع غزة، واحترام الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وقال إن لقاءه المرتقب مع بايدن هو "فرصة لوضع الشراكة الأميركية العراقية على أساس جديد أكثر استدامة"، لافتاً إلى أن المناقشات مع الرئيس الأميركي ستؤكد "الأهمية المستمرة لعلاقتنا الاقتصادية، والتعاون في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، واستخدام الأدوات السياسية والدبلوماسية لنزع فتيل التوترات الإقليمية".

وذكر أن مكافحة الإرهاب ستظل موضوعاً رئيسياً لحكومتي الولايات المتحدة والعراق، معرباً عن تقديره لـ"الدور الحاسم للولايات المتحدة والأعضاء الآخرين في التحالف الدولي لمكافحة داعش في هزيمة الإرهاب"، مضيفاً أن هذا الدور "ساعد العراق على تحقيق الاستقرار واتخاذ خطوات كبيرة في الديمقراطية وسيادة القانون وضمان احتكار الحكومة لاستخدام القوة".

ومع ذلك، أشار السوداني إلى أنه يعتقد أن الوقت قد حان "لكي تصبح علاقتنا أوسع، مع الاعتراف بالقدرات المتزايدة لقواتنا للدفاع عن العراق وضمان سلامة مواطنيه والمساهمة بطرق أساسية في بناء عراق مزدهر ومستقر، في شكلها الجديد، يمكن أن تمثل شراكتنا مصدراً للمنفعة المتبادلة لكلا بلدينا وقوة دافعة في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط".

ويجري العراق والولايات المتحدة مناقشات بشأن إنهاء وجود التحالف العسكري الذي تقوده واشنطن في البلاد، انطلقت في يناير الماضي،  بعد هجمات متبادلة بين القوات الأميركية وفصائل شيعية مسلحة وسط صراع إقليمي مرتبط بالحرب الإسرائيلية في غزة.

وقال السوداني في فبراير الماضي، إن الولايات المتحدة وافقت على تنفيذ اتفاق لجدولة إنهاء مهام التحالف الدولي في العراق، وكرر السوداني حينها، موقف بغداد الرافض لأن تكون بلاده "ساحة للصراع أو تبادل الرسائل"، مؤكداً أن "مصلحة العراق هي الأهم".

"العراق أولاً"

وشدد رئيس الوزراء العراقي في مقاله على أن "المبدأ التوجيهي لعلاقاتنا الخارجية هو العراق أولاً، وهو يقوم على بناء شراكات قوية قائمة على المصالح المشتركة مع البلدان الصديقة في منطقتنا وخارجها".

ولفت إلى أن هذا المبدأ "يعني أننا نقترب من كل مقاطعة على قدم المساواة، حتى لا يصبح العراق ساحة لأي جهة فاعلة خارجية لتسوية الحسابات، يجب التعامل مع العراق على أساس السيادة والاحترام المتبادل، وليس كبديل للصراعات الأخرى".

وقال إنه "لهذا السبب أيضاً نسعى إلى استعادة دور العراق المحوري في الشرق الأوسط، والاستفادة من موقعنا الاستراتيجي"، وأعرب عن ترحيبه بفرصة العمل مع الولايات المتحدة لـ"نزع فتيل الأزمات والحد من التوترات في الشرق الأوسط".

وتابع: "ومع ذلك، نحن عازمون على تجنب الوقوع في الصراع بين اثنين من شركائنا، إيران والولايات المتحدة".

قرار الحرب والسلام يجب أن يكون بيد الدولة

وقال السوداني إن العلاقات العراقية - الأميركية هي مفتاح استقرار الشرق الأوسط، وكذلك لازدهار شعوب المنطقة، مشيراً إلى أنه بلاده "تحتاج إلى وقت لإدارة التعقيدات الداخلية والتوصل إلى تفاهمات سياسية مع مختلف الأطراف".

وأكد أن قرار صنع الحرب والسلام "يجب أن يكون مسألة حصرية للدولة، ولا يمكن لأي طرف آخر المطالبة بهذا الحق".

وأشار إلى أن العراق تمكن "بمساعدة أصدقائه - وخاصة الولايات المتحدة -  من هزيمة المنظمة الإرهابية الأكثر قساوة في التاريخ الحديث، الآن، لم يتبق سوى مجموعات داعش الصغيرة؛ يتم ملاحقتها من قبل قوات الأمن لدينا، عبر الصحاري والجبال وفي الكهوف، لكنها لم تعد تشكل تهديداً للدولة".

مرحلة جديدة من الشراكة مع واشنطن

وقال السوداني إنه منذ ساعدت الولايات المتحدة الشعب العراقي على الإطاحة بنظام الرئيس صدام حسين في 2003، مرت العلاقات الأميركية العراقية خلال العقدين الماضيين بمراحل متعددة من الصعود، والهبوط والحماسة والفتور، ومن توافق المواقف والآراء أحياناً، إلى الاختلاف والتوتر أحياناً أخرى، لكن على الرغم من ذلك ظل هناك إدراك واضح لا تشوبه شائبة بين قيادة البلدين أن علاقتهما ستظل علاقة استراتيجية تحمل الكثير من القواسم المشتركة بما يحقق مصلحة الجانبين".

وتابع: "لقد هزمنا الإرهاب معاً، وسمح لنا التعاون الأمني بإعادة بناء الجيش العراقي وقوات الأمن الفعالة، اليوم، نحن بحاجة إلى حماية شراكتنا الاستراتيجية من خلال إدخالها في مرحلة جديدة - مرحلة تدعم سيادة العراق واستقلاله دون التخلي عن التعاون المثمر بين بغداد وواشنطن".

وقال رئيس الوزراء: "في أواخر  يناير، شكلنا اللجنة العسكرية العليا، المؤلفة من كبار المسؤولين العسكريين من كل من العراق والولايات المتحدة، لتقييم التهديد المستمر لما يسمى تنظيم داعش، وقدرات الأجهزة الأمنية العراقية والظروف التشغيلية في جميع أنحاء البلاد، وأدى هذا الجهد إلى اتفاق بين جميع الشركاء لإنهاء التحالف الدولي بطريقة تدريجية ومنظمة وفقاً لجدول زمني متفق عليه".

وأشار إلى أن التحالف تم تشكيله في عام 2014 لمحاربة داعش، ويشمل 86 دولة، بقيادة الولايات المتحدة ودعوة من العراق.

وقال: "من الآن فصاعداً، ستضع اللجنة العسكرية العليا خريطة طريق للعلاقات المستقبلية، بما في ذلك وجود مستشارين أميركيين، ستسمح لنا هذه التحركات، على عكس خفض التصنيف في علاقتنا مع الولايات المتحدة، بالانتقال إلى مرحلة جديدة من الشراكة، على أساس التعاون الذي يتجاوز مجرد الشؤون الأمنية والعسكرية".

وتابع: "الحرب ضد داعش عززت بشكل كبير تجربة قوات الأمن لدينا، مما جعلها من بين أفضل الجيوش في مكافحة الإرهاب. لذلك حان الوقت لطي الصفحة وإعادة توجيه مواردنا وقدراتنا من شن الحروب نحو تعزيز التنمية، لا يمكن تحقيق النصر النهائي على الإرهاب بدون تنمية حقيقية، بما في ذلك مستوى لائق من الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الأساسية الأخرى. هذا هو الهدف من البرنامج الذي طورته حكومتي وهي مصممة على تنفيذه: دفع الإصلاحات الاقتصادية والمالية، وتعزيز حقوق الإنسان، وتمكين المرأة، وتعزيز مبادئ الحرية والديمقراطية بشكل عام".

تصنيفات

قصص قد تهمك