واشنطن تتخوف من تصعيد يطال قواتها.. وأوستن يبلغ نظيره الإسرائيلي بإحباطه من الخطوة

استياء في البنتاجون من إسرائيل لعدم إبلاغ واشنطن بضرب قنصلية طهران مسبقاً

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس- 12 أبريل 2021 - AFP
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس- 12 أبريل 2021 - AFP
دبي-الشرق

قال مسؤولون إن قيادات وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" بما في ذلك وزير الدفاع، تشعر بالإحباط، لأن إسرائيل لم تخطر واشنطن قبل شنها ضربة على مقر القنصلية الإيرانية في دمشق مطلع أبريل، وهو تصعيد يرون أنه يزيد المخاطر على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، فيما يزيد التوتر بين البلدين الحليفين.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن وزير الدفاع لويد أوستن وغيره من كبار مسؤولي البنتاجون يعتقدون أنه كان ينبغي على إسرائيل إبلاغهم عن الهجوم بشكل مسبق، وذلك بالنظر إلى تداعياته المحتملة على القوات والمصالح الأميركية في المنطقة.

وذكر أحد المسؤولين أن أوستن "شكا مباشرةً إلى نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت، من الأمر، خلال مكالمة هاتفية أجريت في 3 أبريل"، لكن نَص تقرير البنتاجون الخاص بالمكالمة لم يكشف عن هذه التفاصيل، إذ اكتفى بالقول إن أوستن "أكد دعم الولايات المتحدة للدفاع عن إسرائيل ضد مجموعة من التهديدات الإقليمية". 

ولفت المسؤولون إلى أن المعرفة المسبقة كانت ستسمح للبنتاجون بتعزيز دفاعات الأفراد الأميركيين ووضع الأصول، بما في ذلك السفن الحربية التي تحمل أنظمة دفاع صاروخية، بطريقة يمكن أن تساعد في حماية كل من إسرائيل والقوات الأميركية، من رد إيراني محتمل. 

ويخشى مسؤولون أميركيون أن تؤدي ضربة دمشق الأخيرة إلى إعادة إشعال هجمات وكلاء إيران على الأفراد العسكريين الأميركيين في العراق أو سوريا أو أي مكان آخر في الشرق الأوسط، وإفساد هدفهم المتمثل في ضمان ألا تؤدي المناوشات بين إسرائيل وجماعة "حزب الله" اللبنانية، والهجمات التي يشنها وكلاء إيرانيون آخرون مثل جماعة "الحوثي" في اليمن، إلى دفع المنطقة نحو صراع شامل. 

دعم أميركي لإسرائيل

ورغم أن المسؤولين الأميركيين أعربوا علناً عن استيائهم من إدارة الحكومة الإسرائيلية للحرب في غزة، إلا أن الولايات المتحدة قالت إنها "ستقف إلى جانب تل أبيب وتساعدها في الدفاع عن نفسها". 

وأفاد جالانت في منشور عبر منصة "إكس"، الخميس، بأنه "تحدث مرة أخرى مع وزير الدفاع الأميركي وشدد على أن إسرائيل لن تتسامح مع أي هجوم إيراني على أراضيها".

 وأضاف: "الهجوم الإيراني المباشر سيتطلب رداً إسرائيلياً مناسباً ضد طهران"، فيما جاء في بيان البنتاجون الخاص بهذه المكالمة الأخيرة أن أوستن أكد لجالانت أن "إسرائيل يمكنها أن تعتمد على الدعم الأميركي الكامل للدفاع عنها ضد الهجمات الإيرانية". 

وفي الإطار، قال الناطق باسم البنتاجون، الجنرال باتريك رايدر، إن قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال مايكل إريك كوريلا كان في تل أبيب الخميس، مضيفاً أن "التزام الولايات المتحدة بتأمين إسرائيل ضد التهديدات من إيران ووكلائها سيظل صارماً". 

وأوردت الصحيفة أن تل أبيب اتخذت خطوات تشير إلى أنها تستعد للرد الإيراني المحتمل، بما في ذلك وقف إجازات جنود الاحتياط وتعزيز وحدات الدفاع الجوي، كما ينسق المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين عن كثب كيفية الرد على أي ضربة إيرانية مضادة.

وتعهدت طهران بالرد على الهجوم الذي وقع في الأول من أبريل الجاري، وأسفر عن سقوط قيادي بارز في الحرس الثوري الإيراني، و6 مسؤولين آخرين.

وعلى الرغم من أن إيران قالت إنها تُحمل الولايات المتحدة مسؤولية التصرفات الإسرائيلية، بما في ذلك الهجوم على منشآتها في دمشق، فإنه ليس من الواضح ما إذا كانت ستحاول اتخاذ إجراءات مباشرة ضد الولايات المتحدة رداً على ذلك، أم ستركز على إسرائيل فقط. 

توتر متصاعد

وفي هذا الصدد، أشارت "واشنطن بوست" إلى أن البنتاجون قام بتوسيع وجوده في الشرق الأوسط بعد هجمات 7 أكتوبر، بما في ذلك اتخاذ خطوة غير عادية تتمثل في وضع حاملتي طائرات بشكل مؤقت في المنطقة وإرسال سفن من مجموعة برمائية جاهزة قبالة إسرائيل.

ورأت الصحيفة أن هذا الهجوم يزيد من حدة التوترات الشديدة بالفعل بين واشنطن وأقرب حلفائها في الشرق الأوسط؛ بسبب الحملة العسكرية التي تشنها ضد حركة "حماس" في قطاع غزة، كما أنه يسلط الضوء على وجود فجوة في التواصل بينهما.

وكثَف المسؤولون الأميركيون انتقاداتهم لطريقة تعامل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الحرب في القطاع، فضلاً عن فشل إسرائيل في حماية المدنيين أو ضمان حصول سكان غزة على الغذاء والماء والرعاية الطبية بشكل كافٍ. 

اقرأ أيضاً

بايدن ينتقد نتنياهو مجدداً: يدير حرب غزة بشكل "خاطئ"

انتقد الرئيس الأميركي جو بايدن، دور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، مجدداً، واصفاً نهج الأخير في إدارة الحرب بـ"الخطأ"

ويقول المسؤولون الأميركيون إنه لم يتم اتخاذ أي قرارات بعد بشأن التغييرات التي يمكن أن تحدث في سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل، حال فشلت الأخيرة في الاستجابة لتحذيرات واشنطن، بما في ذلك ما إذا كانت الإدارة ستفرض شروطاً على المساعدات العسكرية لتل أبيب، لكنهم يقولون إن القادة الإسرائيليين يدركون تماماً أن الرأي العام في جميع أنحاء العالم وفي الولايات المتحدة بات يتحول ضد حملتهم العسكرية في غزة. 

تصنيفات

قصص قد تهمك