أعلن حزب الله، الأربعاء، قصف مقر قيادة عسكري في شمال إسرائيل، "رداً" على سقوط ثلاثة من مقاتليه في ضربات استهدفت بلدتين في جنوب لبنان، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 18 شخصاً بينهم 14 جندياً.
ورغم أن الحدود تشهد تبادلاً للقصف بشكل شبه يومي منذ بدء الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر، إلا أن حزب الله تبنى لليوم الثالث على التوالي تنفيذ هجمات أوقعت جرحى في الجانب الإسرائيلي.
وقال "حزب الله" في بيان إن مقاتليه شنوا "هجوماً مركباً بالصواريخ الموجهة والمسيرات الانقضاضية على مقر قيادة" إسرائيلي مستحدث في قرية عرب العرامشة، وذلك "رداً على اغتيال العدو لعدد من المقاومين في عين بعال والشهابية".
وتعد حصيلة الجرحى هذه الأعلى جراء ضربة واحدة منذ بدء التصعيد عبر الحدود.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن 14 جندياً أصيبوا في هجوم صاروخي وبطائرات مسيرة نفذه "حزب الله"، على شمال إسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي إن 6 جنود أصيبوا بجروح خطيرة، واثنان في حالة متوسطة، وستة آخرون في حالة طفيفة.
وإجمالاً، تم نقل 18 شخصاً إلى مركز الجليل الطبي في نهاريا لتلقي العلاج.
ورداً على الهجوم، ذكر الجيش الإسرائيلي أنه استهدف مبنى عسكري في عيتا الشعب ادّعى أن القذائف أطلقت منه نحو عرب العرامشة، كما أغار على "مبان عسكرية وبنية تحتية" في منطقتي الناقورة ويارين في الجنوب اللبناني.
وكان حزب الله نعى الثلاثاء ثلاثة من مقاتليه، قضوا بضربات إسرائيلية استهدفت ثلاث سيارات في بلدتي الشهابية وعين بعال.
وقالت إسرائيل إن القتلى هم قياديّان وعنصر في الوحدة الصاروخية لـ"حزب الله".
تبادل القصف
وشنّ "حزب الله"، الثلاثاء، هجمات على مواقع إسرائيلية "رداً" على الضربات. وأوقعت إحدى الهجمات قرب بيت هلل ثلاث إصابات وفق المجلس المحلي في المنطقة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين، إصابة أربعة من عناصره داخل الأراضي اللبنانية، بعيد إعلان "حزب الله" أنّه فجّر عبوات ناسفة بجنود إسرائيليين إثر تجاوزهم الحدود.
ويأتي التصعيد بعد توتر شهدته المنطقة في نهاية الأسبوع، مع إطلاق إيران مئات المسيّرات والصواريخ على إسرائيل، في أول هجوم مباشر تشنّه طهران ضد تل أبيب، رداً على قصف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق مطلع أبريل.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الثلاثاء إن "إيران لن تنجو من العقاب".
ومنذ اليوم اللاحق لاندلاع الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي.
ويعلن "الحزب" استهداف مواقع وأجهزة تجسس وتجمعات عسكرية إسرائيلية دعماً لغزة و"إسناداً لمقاومتها". ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف "بنى تحتية" للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود.
ومنذ بدء التصعيد، سقط في لبنان 368 شخصاً على الأقل، بينهم 243 عنصراً في "حزب الله" و70 مدنياً على الأقل، وفق حصيلة أعدّتها وكالة "فرانس برس" استناداً إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية.
وأحصى الجانب الإسرائيلي من جهته سقوط عشرة عسكريين وثمانية مدنيين.