لبنان يدرس مقترحاً أميركياً للتهدئة على حدود إسرائيل.. ويتمسك بـ"تعزيز الجيش"

وزير الدفاع الإسرائيلي: التوتر المستمر مع "حزب الله" يقربنا من التصعيد العسكري

time reading iconدقائق القراءة - 7
جنود من الجيش اللبناني في موقع ضربة إسرائيلية في جدرا، جنوب لبنان. 10 فبراير 2024 - Reuters
جنود من الجيش اللبناني في موقع ضربة إسرائيلية في جدرا، جنوب لبنان. 10 فبراير 2024 - Reuters
بيروت/دبي-الشرقعماد عاصي

قال نجيب ميقاتي، القائم بأعمال رئيس وزراء لبنان، الثلاثاء، إن المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكستين، قدم مقترحاً بالتهدئة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، ويدرسه حالياً رئيس مجلس النواب نبيه بري، فيما أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، أن التوتر المستمر مع "حزب الله" على الحدود اللبنانية، يقرب الوضع من "التصعيد العسكري".

وأضاف ميقاتي في تصريحات لتلفزيون "الجديد" اللبناني، أنه سيتحدث مع المبعوث الأمريكي في اليومين المقبلين لبحث الموقف الإسرائيلي من مقترح إنهاء تبادل إطلاق النار في جنوب لبنان، مضيفاً أن "تعزيز الجيش اللبناني جزء من اتفاق لإنهاء التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية".

واعتبر ميقاتي أن "حزب الله يتحلى بضبط النفس"، و"يرغب في تحقيق الاستقرار في جنوب لبنان"، على حد وصفه.

وتتبادل إسرائيل و"حزب الله" إطلاق النار منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر، مما أثار مخاوف من خطر نشوب حرب أكبر بين الخصمين، اللذين يمتلكان ترسانة أسلحة كبيرة.

وقال جالانت في بيان عقب اجتماعه مع هوكستين، الثلاثاء: "نحن ملتزمون بالعملية الدبلوماسية، لكن عدوان حزب الله يقربنا من نقطة حرجة في اتخاذ قرار بشأن الأنشطة الحربية حيال لبنان".

وأشار "حزب الله" إلى أنه سيتوقف عن إطلاق النار إذا توقف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، وقال إن حملته هدفها دعم الفلسطينيين ضد الحرب الإسرائيلية.

لكن هوكستين حذر خلال زيارته لبيروت، الاثنين، من أن الهدنة في غزة لن تؤدي بالضرورة إلى نهاية تلقائية للأعمال القتالية عبر الحدود الجنوبية للبنان، وقال إن وقف إطلاق النار المؤقت ليس كافياً.

واندلعت معظم الاشتباكات بين إسرائيل و"حزب الله" بالقرب من الحدود، لكن كانت هناك استثناءات شملت ضربة جوية إسرائيلية على وادي البقاع في 26 فبراير الماضي، وضربة إسرائيلية بطائرة مسيرة على بيروت في الثاني من يناير.

وأدت الضربات الإسرائيلية منذ أكتوبر، إلى سقوط أكثر من 200 من مقاتلي "حزب الله"، وأكثر من 50 مدنياً في لبنان، بينما أدت الهجمات من لبنان على إسرائيل إلى سقوط أكثر من 12 جندياً إسرائيلياً وستة مدنيين، وفق إحصاءات الجيش الإسرائيلي. وفرّ عشرات الآلاف من الإسرائيليين واللبنانيين من قرى على جانبي الحدود.

"الحل الدبلوماسي"

وجاء لقاء هوكستين بوزير الدفاع الإسرائيلي عقب زيارة مماثلة أجراها المبعوث الأميركي إلى بيروت، التقى خلالها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، إلى جانب مسؤولين لبنانيين آخرين.

وأكد هوكستين للصحافيين عقب لقائه بري أن "الحل الدبلوماسي هو المخرج الوحيد" لوقف التصعيد على حدود لبنان وإسرائيل، وقال: "تؤمن الولايات المتحدة بأن الحل الدبلوماسي هو المخرج الوحيد لإنهاء العمليات العدائية الحالية".

وأشار إلى ضرورة تغيير "الصيغة الأمنية على طول الخط الأزرق من أجل ضمان أمن الجميع"، محذراً من أن وقف إطلاق النار في غزة قد لا يشمل "تلقائياً" لبنان.

وإثر انسحاب الجيش الأسرائيلي من جنوب لبنان في عام 2000 بعد احتلال دام 22 عاماً، رسمت الأمم المتحدة "الخط الأزرق"، وهو بمثابة حدود بين لبنان وإسرائيل. وينتشر جنود دوليون في جنوب لبنان منذ عام 1978.

وأضاف هوكستين: "لهذا السبب نحن هنا اليوم، لإيجاد حل دبلوماسي لوقف التصعيد، وضمان أن يتمكن الناس على جانبي الحدود من العودة إلى منازلهم بأمان.. وأن يكون لهم مستقبل خال من الخوف".

وأوضح هوكستين أن إيجاد حل دبلوماسي "ليس مجرد جهد أميركي"، مضيفاً أن واشنطن تعمل مع "شركاء دوليين، لتعزيز فرص الاستقرار في لبنان"، مضيفاً أنه سيكون هناك دعم دولي للبنان يشمل اقتصاده وجيشه "لكن هذا لا يمكن أن يبدأ إلا عندما نتمكن من التوصل إلى نقطة للمضي قدماً".

"أجواء إيجابية"

وأكدت مصادر سياسية لبنانية لـ"الشرق"، أن رئيس مجلس النواب نبيه بري، خرج بأجواء إيجابية من خلال اجتماعه مع المبعوث الأميركي هوكستين.

وشدد هوكشتاين بطريقة غير مباشرة أمام بري، حسب المصادر السياسية، على ضرورة أن يوقف "حزب الله" النار في جنوب لبنان، من دون أن يسميه.

واتفق بري وهوكستين على أهمية العمل بالقرار 1701، وأبلغه بري أن لبنان على استعداد تام للالتزام بالقرار شرط أن تلتزم إسرائيل بمندرجاته أيضاً.

في المقابل فان مصادر سياسية معارضة لتدخل "حزب الله" في حرب غزة، أكدت لـ"الشرق" أن المساعي التي يبذلها المبعوث الرئاسي الأميركي، تعترضها المقولة التي يتمسك بها "حزب الله"، بأن "لا كلام في أي ترتيبات في الجنوب اللبناني، قبل انتهاء الحرب على غزة".

وزار المبعوث الأميركي، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السرايا الحكومية، وأطلعه على المستجدات الأخيرة في المنطقة والجهود التي يبذلها من أجل التوصل إلى وقف الأعمال العسكرية.

كما اجتمع الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، مع هوكستين في منزله في كليمنصو، بحضور رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي تيمور جنبلاط.

وزار هوكستين قائد الجيش العماد جوزاف عون، وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد، والتطورات على الحدود الجنوبية.

وعقد المبعوث الأميركي اجتماعاً في مجلس النواب، مع عدد من نواب المعارضة، جورج عدوان، وجورج عقيص، وسامي الجميل، وإلياس حنكش، وميشال معوض. 

وزار بيروت في الأشهر الأخيرة مسؤولون غربيون حضوا على ضبط النفس والدفع باتجاه إيجاد حلول دبلوماسية، ويرى دبلوماسيون أن أي حل يجب أن يشمل ترسيماً للحدود البرية بين لبنان وإسرائيل.

ويطالب لبنان بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي لا تزال تحتلها منذ انسحابها من جنوب لبنان عام 2000، وهي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من قرية الغجر.

وخاض "حزب الله" وإسرائيل حرباً مدمرة عام 2006، انتهت بصدور القرار 1701 الذي ينص على انتشار الجيش اللبناني وقوة اليونيفيل فقط بين الحدود مع إسرائيل ونهر الليطاني، على بعد حوالى 40 كلم إلى شمال هذه الحدود.

تصنيفات

قصص قد تهمك