أردوغان: ناقشنا الخطوات المشتركة ضد "حزب العمال الكردستاني"

"نقطة تحوّل".. العراق وتركيا يتفقان على خارطة طريق في الأمن والمياه والاقتصاد

بغداد/ دبي-الشرقرويترز

وقّع العراق وتركيا، الاثنين، اتفاقاً استراتيجياً للتعاون في مجالات الأمن والطاقة والاقتصاد والمياه، على هامش زيارة تاريخية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بغداد، هي الأولى منذ 13 عاماً.

وقال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس التركي: "اليوم جرى توقيع اتفاق الإطار الاستراتيجي مع تركيا، الذي يُعد خارطة طريق لبناء تعاونٍ مستدامٍ"، وفق بيان أصدره المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء.

وأضاف: "ستنبثق عن هذا الاتفاق لجان دائمة للأمن والطاقة والاقتصاد. رعينا معاً توقيع أكثر من 24 مذكرة تفاهم في مجالات وقطاعات مختلفة".

 

من جانبه، اعتبر الرئيس التركي أن زيارته إلى بغداد والاتفاقيات المبرمة على هامشها ستشكل "نقطة تحوّل" في العلاقات التركية العراقية.

وقال أردوغان خلال المؤتمر، إن "اتفاقية الإطار الاستراتيجي للتعاون المشترك التي وقّعناها مع رئيس الوزراء العراقي تشكل خارطة طريق قوية"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء التركية "الأناضول".

وتُعد هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها أردوغان إلى العراق منذ عام 2011، إذ شهدت العلاقات بين البلدين خلال العقد الماضي توترات بشأن عدد من القضايا الخلافية.

المياه والنقل

وقال رئيس الوزراء العراقي، إنه "في ملف المياه، وقعنا اتفاقاً إطارياً يتضمن التعاون في تنفيذ مشاريع مشتركة، تتعلق بتحسين إدارة المياه في نهري دجلة والفرات، وتبادل الخبرات في مجال تحديث أنظمة الرّي وتقنياته الحديثة".

وأوضح أن "الاتفاق سيستمر 10 سنوات، وسيكفل تحقيق إدارة مشتركة وعادلة للموارد المائية. سيلمس أبناء شعبنا منافع هذا الاتفاق، وسيعود بالنفع أيضاً على الجارة تركيا"، مؤكداً أنه "ليس من مصلحة أحد أن تتفاقم الأوضاع في ما يتعلّق بالمياه وحصّة العراق".

وأشار إلى أنه جرى "التوقيع على مذكرة تفاهم رباعية، على مستوى وزراء النقل تضمّ، إلى جانب العراق وتركيا، الأشقاء في دولتي قطر والإمارات".

وتابع أن "مذكرة التفاهم الرباعية تتضمن المبادئ الخاصة بـ(طريق التنمية)، النهر الاقتصادي الذي يربط الشرق بالغرب، ويمتد من العراق إلى تركيا، ليستمر نحو أوروبا، مثلما أنّ نهري دجلة والفرات ينبعان من تركيا ويصبان بالعراق".

ولفت إلى أن "مشروع (طريق التنمية) سينقل المنطقة اقتصادياً، وسيطلق تكاملاً غير مسبوق يعتمد النماذج الاقتصادية النابعة من حاجة أسواقنا المحلية، وعلاقتها بالأسواق والتجمعات الدولية".

وعلى الصعيد التجاري، أعرب الرئيس التركي عن رغبته في رفع حجم التبادل التجاري إلى مستويات أعلى بعد أن بلغ 20 مليار دولار خلال 2023، مشيراً إلى أنه ناقش مع السوداني سبل تخطي "العراقيل المصطنعة" لتعزيز حجم التبادل التجاري بين البلدين.

وأوضح أن مشروع "طريق التنمية" يحمل أهمية قصوى في هذا الإطار، لا سيما وأنه سيساهم في استقرار ورفاهية دول المنطقة بأسرها وفي مقدمتها العراق.

وتابع: "رسخنا عزمنا على هذا التخطيط الاستراتيجي بمذكرة التفاهم التي وقعناها".

التنسيق الأمني ومكافحة "الإرهاب"

وأشار أردوغان إلى أن المحادثات تطرقت إلى "التنسيق الأمني الثنائي، بما يلبي حاجات الجانبين، ومواجهة التحديات التي يشكلها وجود عناصر مسلحة قد تتعاون مع الإرهاب، وتخرق أمن البلدين، ووجود مناطق رخوة تحتاج إلى المزيد من السيطرة في مناطق حدودية مشتركة".

وشدّد السوداني على أن "أمن تركيا والعراق وحدة واحدة لا تتجزأ، والتعاون بيننا مهم للأمن في المنطقة"، مضيفاً: "ننطلق من الدستور العراقي، ونتمسّك بعدم السماح لأيّ قوّة باستخدام الأراضي العراقية منطلقاً للاعتداء على دول الجوار، مثلما لا نسمح بأي اعتداء على السيادة العراقية".

وأشار  الرئيس التركي إلى أن "الأمن والتعاون لمكافحة الإرهاب كانا من أهم البنود المطروحة على جدول أعمال المباحثات" مع الجانب العراقي، فيما رحّب بإعلان "حزب العمال الكردستاني" "تنظيماً محظوراً" في العراق، مضيفاً: "تشاورنا حول الخطوات المشتركة التي يمكن اتخاذها ضد تنظيم (بي كي كي) الذي يستهدف تركيا من الأراضي العراقية".

وأعرب أردوغان عن اعتقاده القوي بأن وجود "حزب العمال الكردستاني" في الأراضي العراقية، سينتهي في "أقرب وقت ممكن".

حرب غزة

ولفت رئيس الوزراء العراقي إلى أن "زيارة الرئيس أردوغان تأتي في وقت حساس وخطير تمرّ به المنطقة بسبب العدوان على غزّة، والأراضي المحتلة".

وأكد أن "مقدسات الشعوب الإسلامية لا يمكن إهمالها أو تناسي وجودها، والقدس رمز إسلامي بعمر الإسلام نفسه"، محذراً من أن "إهانة المقدسات الإسلامية، وقتل شعبنا الفلسطيني يعد سبباً لاستمرار عوامل الصراع في المنطقة".
 
وحض على "إيقاف فوري للعدوان، والسماح بإرسال المساعدات، ونؤكد الدعوة إلى ضبط النفس وخفض التصعيد".

وقال الرئيس التركي إنه بحث أيضاً مع الجانب العراقي "آثار الظلم الإسرائيلي في فلسطين على منطقتنا وتشاورنا بشأن الخطوات المشتركة الممكن اتخاذها".

وحول التوتر بين إيران وإسرائيل، قال: "أود أن أذكر مجدداً كافة الأطراف المعنية بضرورة تجنب الخطوات التي من شأنها التصعيد".

مذكرات التفاهم والاتفاقات بين العراق وتركيا

 1- اتفاق الإطار الاستراتيجي بين حكومة العراق وتركيا.

 2- مذكرة اتفاق إطاري للتعاون في مجال المياه بين حكومة العراق وتركيا.

3- مذكرة تفاهم مشروع طريق التنمية، بين وزارة النقل ووزارة النقل والبنى التحتية التركية.

4- مذكرة تفاهم لتشكيل لجنة تجارية اقتصادية مشتركة (JETCO) بين وزارتي التجارة العراقية والتركية.

5- اتفاقية تشجيع وحماية وتبادل الاستثمارات، بين الهيئة الوطنية للاستثمار، ووزارة الصناعة والتكنولوجيا التركية.

6- مذكرة تفاهم بين اتحاد الغرف التجارية العراقية، ومجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي.

7- مذكرة تفاهم للتعاون الفني والعلمي والاقتصادي في مجال المشاريع الصغيرة والمتوسطة، بين وزارة الصناعة العراقية ووزارة الصناعة والتكنولوجيا التركية.

8- مذكرة تفاهم في مجال التدريب العسكري، بين وزارتي الدفاع العراقية والتركية.

9- مذكرة تفاهم بشأن التدريب والتعاون في مجال الصحة العسكرية، بين وزارتي الدفاع العراقية والتركية.

10- مذكرة تفاهم للتعاون الاستراتيجي بين هيئة التصنيع الحربي العراقية وسكرتارية الصناعات الدفاعية التركية.

11- مذكرة تفاهم للتعاون الأمني، بين وزارتي الداخلية العراقية والتركية.

12- مذكرة تفاهم بين معهد الخدمة الخارجية ومعهد الدراسات الاستراتيجي التركي، وبين وزارتي الخارجية العراقية والتركية.

13- مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الشباب والرياضة، بين وزارتي الشباب والرياضة العراقية والتركية.

14- مذكرة تفاهم للتعاون في مجال العلوم الصحية والطبية، بين وزارتي الصحة العراقية والتركية.

15- خطة مجموعة العمل الزراعية للفترة 2024-2025، بين وزارتي الزراعة العراقية والتركية.

16- مذكرة تفاهم بشأن البحث العلمي والتكنولوجي، بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومجلس البحث العلمي والتكنولوجي التركي.

17- مذكرة تفاهم للتعاون في المجال التربوي، بين وزارتي التربية العراقية والتركية.

18- مذكرة تفاهم في مجال التعاون السياحي، بين وزارة الثقافة والسياحة والآثار، ووزارة السياحة التركية.

19- مذكرة تفاهم في مجال التشغيل والضمان الاجتماعي، بين وزارتي العمل والشؤون الاجتماعية العراقية والتركية.

20- مذكرة تفاهم في مجال الشأن الاجتماعي والأسرة، بين وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ووزارة الأسرة والخدمات التركية. 

21- مذكرة تفاهم بشأن الوثائق والأرشيف الحكومي، بين وزارة الثقافة والأرشيف الحكومي التركي. 

22- مذكرة تفاهم في مجال أمن المنتجات والحواجز الفنية أمام التجارة، بين وزارة التخطيط ووزارة التجارة التركية. 

23- مذكرة تفاهم في الشؤون الدينية، بين ديوان الوقف السني ورئاسة الشؤون الدينية التركية. 

24- مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال التدريب القضائي للطلاب والقضاة والمساعدين والمدعين العامين، بين المعهد القضائي العراقي وأكاديمية العدالة التركية. 

25- مذكرة تفاهم في مجال الكهرباء، بين وزارة الكهرباء، ووزارة الطاقة والموارد الطبيعية التركية. 

26- مذكرة تفاهم في مجال الإعلام والاتصالات بين هيئة الإعلام والاتصالات ورئاسة الاتصالات التركية.

وفي الإطار، شدد الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد خلال خلال مباحثات رسمية أجراها مع نظيره التركي في قصر بغداد، على أهمية التنسيق والعمل المشترك من أجل التوصل إلى حلول مرضية للقضايا المتعلقة بالمياه وأمن الحدود والإرهاب، وضرورة "وقف العدوان على قطاع غزة، وتكثيف الجهود لزيادة المساعدات الإنسانية للفلسطينيين".

 

أردوغان يلتقي رئيس إقليم كردستان العراق

والتقى الرئيس رجب طيب أردوغان مساء الاثنين، رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، ورئيس وزراء الإقليم مسرور بارزاني في أربيل حيث بحث جهود "مكافحة الإرهاب" بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والعالمية.

ونقلت وكالة الأنباء التركية (الأناضول) عن أردوغان قوله إنه سعيد بأن العراق يبتعد أكثر "يوماً بعد يوم" عن العنف، وأكد أنه قد حان الوقت لمحو قضية حزب العمال الكردستاني من قائمة اهتمامات بلاده.

وشدد أردوغان خلال الاجتماع مع رئيس إقليم كردستان ورئيس وزراء الإقليم في أربيل، على أن تركيا تؤكد على "أهمية الوحدة في الحرب ضد الإرهاب".

وحثّ أردوغان حكومتي بغداد وأربيل على إقامة علاقة عمل جيدة بينهما دون السماح بتدخل أطراف ثالثة، على حد قول "الوكالة".
          
كما التقى أردوغان، الاثنين، رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، وانعقد اللقاء المغلق في القصر الرئاسي للإقليم الكردي في شمال العراق.

تصنيفات

قصص قد تهمك