أعلن قادة حركة "غير ملتزم" في الولايات المتحدة، التي تعمل على رفع الوعي حول قضايا حقوق الإنسان والسياسات المتعلقة بالصراعات الدولية، الأربعاء، رفض المؤتمر الوطني الديمقراطي المقام في شيكاجو، طلبهم الحصول على فرصة للتحدث، ما اعتبروه "رسالة مقلقة" للمناهضين للحرب الإسرائيلية على غزة.
وقال عباس علوية، المؤسس المشارك للحركة التي تعارض الحرب الإسرائيلية في غزة، إنه تلقى اتصالاً من مسؤول في المؤتمر الوطني الديمقراطي، أخبره فيه: "عباس، الجواب هو لا"، في إشارة إلى رفض الطلب.
ويأتي هذا القرار، بعد سلسلة من الطلبات الطويلة التي قدمتها الحركة إلى المؤتمر الوطني الديمقراطي وفريق المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
وقبل إعلان القرار، دعا علوية إلى دقيقة صمت، ثم تحدث عن تجربته كطفل عندما كان في سن الـ 15 في جنوب لبنان خلال قصف إسرائيلي، قائلاً: "سياسة حكومتنا هي قتل أشخاص مثلي".
وأشاد علوية برسالة والديْ الرهينة الإسرائيلية، هيرش جولدبرج بولين، إلى المؤتمر الوطني الديمقراطي في وقت سابق، الأربعاء، ثم انتقد مجدداً السياسة الأميركية التي وصفها بأنها قد استخدمت بطرق غير إنسانية لـ "قتل الأطفال".
وتذكر علوية قراره بعدم التظاهر في الشوارع، بل العمل داخل هيكل الحزب ومحاولة إقناع المؤتمر الوطني الديمقراطي وفريق هاريس، معتقداً أنهم يمكنهم إقناع الديمقراطيين بمنحهم فرصة للتحدث.
وقال علوية: "أنا من الداخل، أعمل ضمن النظام"، مشيراً إلى عمله السابق مع النائب السابق أندي ليفين وكونه موظفاً في الكابيتول خلال أحداث الشغب التي وقعت في 6 يناير 2021.
وكرر علوية أن الحركة "لا ترغب في دعم المرشح الجمهوري دونالد ترمب أو مساعدته بأي شكل من الأشكال". وقبل التحدث إلى الصحافيين، كان نشطاء حركة "غير ملتزم" يُظهرون مشاعر الحزن، حيث كانوا يتعانقون وبعضهم كان يبكي.
ورغم العديد من المكالمات والمحادثات مع المؤتمر الوطني الديمقراطي وفريق هاريس، وكونه "يعلم" أن نائبة الرئيس كانت على علم بالمحادثات، فإن قرار الرفض كان محبطاً ومؤلماً بالنسبة له.
"رسالة مقلقة"
وخلف الكواليس، يطالب مندوبون من حركة "غير ملتزم"، بأن يتحدث شخص من أصل فلسطيني على المنصة الرئيسية في المؤتمر، وذلك بعد تقارير أفادت بأن أقارب أحد الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة سيتحدثون، مساء الأربعاء.
وقالت الحركة في بيانها: "يحض مندوبو حركة غير ملتزم، الحزب الديمقراطي على رفض أي تمييز بين البشر بناءً على قيمتهم أو أهميتهم، من خلال ضمان سماع الأصوات الفلسطينية على المنصة الرئيسية".
وأضاف البيان أن "غياب الفلسطينيين عن التحدث في المؤتمر يوجه رسالة مقلقة إلى ناخبينا المناهضين للحرب، توحي بأنهم غير مشمولين حقاً في هذا الحزب".
وجاء البيان بعد أن أفادت المجلة اليهودية، The Forward، أن والدي هيرش بولين، الذي اختطف من إسرائيل في 7 أكتوبر، من المتوقع أن يتحدثا في المؤتمر مساء الأربعاء. وأضافت الحركة: "نحن ندعم بقوة هذا القرار ونأمل أيضاً أن نسمع من الفلسطينيين".
وأصدرت اللجنة المنظمة للمؤتمر مساء الأربعاء قائمة المتحدثين، والتي تضمنت والدي بولين، راشيل جولدبرج وجون بولين.
وتأتي حملة الحركة، لجعل الحرب على غزة محور اهتمام المؤتمر، في وقت تجاوز فيه عدد الضحايا هناك 40 ألف فلسطيني، وفقاً للسلطات الصحية في غزة.
بدورها، قالت مارجريت ديريوس، التي تترأس معهد Middle East Institute for Understanding، وهو مجموعة مناصرة غير ربحية تعمل مع حركة "غير ملتزم"، إنها وزملاءها وهم يتجولون في أرض المؤتمر، مرتدين أغطية كتف مطبوعة لتشبه الكوفية التي أصبحت رمزاً للفلسطينيين، وتحمل شعار "ديمقراطيون من أجل الفلسطينيين"، تلقوا دعماً قوياً من العديد من الحاضرين لوقف إطلاق النار الدائم.
لكن ديريوس أشارت إلى أن البرنامج الرسمي للمؤتمر جعلها تشعر بـ"الاغتراب الكامل"، وأضافت "أشعر أن الحزب يريد إخفاء قضية غزة".
وأوضحت ديريوس، أن "القيادة الديمقراطية لا تتوافق مع قاعدة الحزب فيما يتعلق بالحرب في غزة"، لكنها أعربت عن أملها في أن تقول نائبة الرئيس كامالا هاريس، "شيئاً يشير إلى تحول جدي وملموس عن سياسات إدارة بايدن الحالية عندما تقبل ترشيح الحزب الخميس".
وقالت إن هاريس "أظهرت تعاطفاً أكبر مع معاناة الفلسطينيين مقارنة بالرئيس، ولكن ما نحتاج إلى سماعه هو أن إدارتها ستكون مختلفة".