"داعش" في سوريا..  هل انتهت القصة؟

العلم السوري بجانب شعار "داعش" في مدينة تدمر بمحافظة حمص السورية حيث نفذ مسلحو التنظيم عمليات إعدام- 1 أبريل 2016 - REUTERS
العلم السوري بجانب شعار "داعش" في مدينة تدمر بمحافظة حمص السورية حيث نفذ مسلحو التنظيم عمليات إعدام- 1 أبريل 2016 - REUTERS
الشرق-عبير ديبة

لا يمكن أن توصف السنوات التي ساد فيها تنظيم "داعش" في سوريا والعراق سوى بـ"السّواد القاتم"، سواد يُلائم الراية التي اتخذها التنظيم شعاراً له.

ورغم أن "داعش" لم يعد اليوم متصدراً للمشهد لا ميدانياً ولا إعلامياً، إلا أن خلاياه لا تزال موجودة، وهو أمر يحمل في طياته عدداً من التساؤلات بشأن درجة قوة التنظيم ووضعه الحالي، واحتماليات استعادة نشاطه في وقت قريب.  

وحين كان "داعش"، المصنّف على "قائمة الإرهاب" في أوج قوته منذ تأسيسه في عام 2014، وحتى القضاء عليه عام 2019، كان كل من عايش تلك الأحداث يسعى لأن يسمع العالم قصته، أما اليوم فلم يعد من السهل أن تجد شخصاً عايش فترته يستحضر تلك الذكريات، وما تفادي الحديث إلا رغبة في النسيان، وخوفاً من تكرار المأساة نفسها.

لا يفضل أبو يامن، وهو سائق منذ أكثر من 35 سنة على طريق دمشق-دير الزور، الحديث كثيراً عن تلك الفترة، فهو وبحكم عمله "قد رأى الكثير، ولا يفضل الحديث عما فات"، وعلى عجالة يروي لـ"الشرق"، واحدة من تجاربه على أحد أخطر الطرقات التي شكلت، وعلى مدى سنوات، مسرحاً لعمليات التنظيم من كمائن وتفجيرات وحواجز.

يقول أبو يامن: "في أحد المرات أوقفتنا عناصر لداعش على الطريق، صعد أحدهم إلى الباص، وبدأ يسأل الركاب أسئلة عن عدد ركعات كل صلاة، أحد الركاب كان مسناً، وأظهر تلبكاً في الجواب، فكان حكم داعش 15 جلدة.. لقد جلدوه أمام أعيننا جميعاً، ولم نفعل شيئاً له"، يتوقف عن الكلام ويضيف: "لا أريد أن أتذكر المزيد.. تنذكر ما تنعاد".

مخاوف المدنيين مشروعة هنا، فمنهم من روعته التجارب، ومنهم من فقد أحبته بأبشع الطرق، ومن لا يزال ينتظر إلى اليوم عودة مفقوديه، متمسكاً بالأمل.

مخاوف أبو يامن لا تأتي من فراغ، فرغم أن التنظيم لم يعد قادراً على إيقاف الحافلات وتفتيش ركابها، إلا أنه ما زال قادراً على شن هجمات على الطرق العامة، أودى آخرها في مايو الماضي بحياة 17 جندياً سوريا.

وبشأن تواجد التنظيم حالياً على الأرض، أكد مصدر عسكري سوري لـ"الشرق"، أن "المجموعات التابعة لداعش فقدت جزءاً كبير من قدرتها على المناورة، وانحسرت قدراتها العسكرية، ولكنها ما تزال تشكل خطراً إرهابياً على المدنيين من خلال هجماتها على القرى، وفرض الإتاوات على السكان في قرى صغيرة متناثرة في عمق البادية، وتعاملها مع المهربين عبر الحدود مع العراق".

وأشار المصدر العسكري إلى أن التنظيم في حالة بحث دائمة عن أي فرصة أو سهو أمني لتنفيذ هجمات على الطرق العامة التي تقطع البادية السورية، أو حتى إرسال مقاتلين مدربين لتنفيذ هجمات في المدن.

وأضاف المصدر: "العمليات ضد داعش لا تتوقف سواء في مناطق البادية الحدودية بين سوريا والعراق أو جبهة النصرة، فرع القاعدة، في شمال غرب البلاد على الحدود مع تركيا، وفي مطلع الصيف تم تنفيذ عملية واسعة في البادية، تقدمت فيها القوات من محورين، خاصة في المنطقة الوسطى (محافظة حمص وحماة)".

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" تحدثت عن "حملات خفية" تشنها الولايات المتحدة ضد "داعش"، ووصفته بـ"المنبعث من جديد".

ونقلت الصحيفة عن ضباط أميركيين، ومن قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، حشد "داعش" لعناصره في صحراء البادية السورية، وتدريب بعضهم لتنفيذ عمليات انتحارية، وتوجيه الهجمات على قوات التحالف الدولي، والاستعداد لإحياء حلمه في حكم "الخلافة".

في حين أعلنت القيادة المركزية الأميركية خلال يوليو الماضي، أنه في الفترة من يناير إلى يونيو 2024، تبنى تنظيم "داعش" 153 هجوماً في العراق وسوريا، أي ضعف العدد الإجمالي للهجمات التي أعلن مسؤوليته عنها في عام 2023.

الهجمات التي تبناها تنظيم
الهجمات التي تبناها تنظيم "داعش" في سوريا ما بين 2019 و2024 - "الشرق"

كما أعلن المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية في يوليو الماضي، عن حصيلة العمليات الأمنية ضد "داعش" خلال النصف الأول من عام 2024، مؤكداً تنفيذ 28 عملية أمنية وصفها بـ"الناجحة"، وإحباط معظم هجمات التنظيم وتفكيك العديد من الخلايا التابعة له، وذلك بدعم من التحالف الدولي لمحاربة "داعش".

من جانبه، قال خبير الجماعات الإسلامية عبد الله سليمان لـ"الشرق": "ليس هناك مؤشرات حقيقة على أن تنظيم داعش يمتلك المقومات اللازمة من أجل إعادة إحياء نشاطه في سوريا والعراق، كما أن انتشار قوات روسية وأميركية وتركية، بالإضافة إلى الجيش السوري وقوات سورية الديمقراطية (قسد) على الأراضي السورية، يضيق من هامش المناورة لدى التنظيم، ويجعله غير قادر على استعادة قوته من جديد".

وأضاف: "ما ينبغي الانتباه له أن التنافس بين هذه الجيوش وتضارب مصالح سياسات الدول التابعة لها قد يشكل ثغرة يمكن أن يتسلل منها التنظيم لتحقيق مكاسب لمصلحته، ولطالما تبادلت الولايات المتحدة وروسيا الاتهامات بخصوص مساعدة تنظيم داعش أو تسهيل نشاطاته".

خارطة انتشار "داعش" في سوريا

بعد "معركة الباغوز" في مارس 2019 التي خسر فيها التنظيم آخر معاقله في شرق سوريا، إثر معارك مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، قام التنظيم باتباع استراتيجية جديدة في الانتشار على الجغرافيا السورية بهدف الاختفاء والتمويه.

وغالباً ما يشار إلى أن غالبية عناصر "داعش" ينتشرون عملياً في البادية السورية شاسعة المساحة مثل المنطقة الممتدة بين مدينتي السخنة وتدمر بريف حمص، وباتجاه ما تعرف بمنطقة الـ55 على مشارف التنف على مثلث الحدود السورية مع الأردن والعراق.

خريطة انتشار تنظيم
خريطة انتشار تنظيم "داعش" في سوريا في 2023 - "الشرق"

وتقول مصادر ميدانية لـ"الشرق"، إن منطقة الـ55 تعتبر مكاناً نشطاً لتنظيم "داعش"، وملاذاً آمناً إلى حد ما، بسبب الحذر التي يتعامل به الجيش السوري والروسي والمجموعات المتحالفة، مع هذه المنطقة لقربها من قاعدة التنف الأميركية، ووجود مساحة 55 كم كنقاط فصل يستغلها التنظيم لنشاطه وإغاراته على الجيشين السوري والعراقي، وهو ما يدفع بالحكومة السورية إلى اتهام الأميركيين عبر بيانات رسمية بمساعدة "داعش" على البقاء في هذه المنطقة.

ويضاف إلى ذلك منطقة جنوب مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، والممتدة من المنطقة المعروفة بـ"فيضة ابن موينع"، ذات الطبيعة الجغرافية الوعرة، وصولاً لمحطات "تي 2" و"تي 3" من جهة، ومدينة البوكمال من جهة أخرى.

والمنطقة الثالثة هي منطقة جبل البشري التي تقع على الحدود الإدارية بين محافظتي دير الزور والرقة، وتحتوي على العديد من الكهوف التي قام التنظيم بإنشائها أثناء فترة سيطرته على المنطقة، مستغلاً طبيعتها الجغرافية وامتدادها لمساحات جغرافية كبيرة، وتعد من أهم النقاط التي تشن منها خلايا التنظيم هجماتها ضد الجيش السوري والقوات التابعة له أو المتحالفة معه.

أما في مناطق سيطرة "قسد"، فتنشط خلايا التنظيم في مناطق جنوب الحسكة وجنوبها الشرقي، والممتدة من ريف الهول على الحدود مع العراق، ووصولاً إلى منطقة رجم صليبي، وحتى بادية الروضة على الحدود الإدارية مع دير الزور وقرب الحدود مع العراق، وفيها منطقة تدعى "وادي العجيج" أو "وداي جهنم" وهي منطقة جغرافية وعرة، ولم تشهد أي عملية جوية أو برية للتحالف و"قسد" منذ بدء انتشار التنظيم في المنطقة لعام 2014 وحتى الآن.

وانطلاقاً من هذه المنطقة  يشن التنظيم هجماته على "قسد"، وتبرز خطورة المنطقة بسبب كثرة الأنفاق فيها، والتي قام التنظيم بحفرها بإشراف خبراء في الفترة ما بين عامي 2014 و2015، وفق شبكة معقدة يصعب كشفها وتدميرها.

وبشأن خريطة انتشار "داعش" اليوم، يؤكد خبير الجماعات الإسلامية عبد الله سليمان لـ"الشرق"، أن المعلومات الدقيقة تؤكد أن القسم الأكبر من البنية الهيكلية لتنظيم "داعش" في سوريا أصبحت تتواجد في مناطق سيطرة القوات التركية في الشمال السوري، بالإضافة إلى مناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام" في إدلب ومحيطها، وما يثبت ذلك أن اثنين من خلفاء "داعش" لقيا حفتهما هناك، كما يتواجد التنظيم كذلك في محافظة درعا، وقد سقط خليفته السابق هناك.

وتابع سليمان: "كان قرار قيادة داعش هو توجيه عناصره للهروب نحو مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) حيث كان يتواجد أيضاً تنظيم (حراس الدين) المبايع لـ(القاعدة)، وتحدثت العديد من التقارير عن صفقات مشبوهة بين هذه التنظيمات لإيواء قادة داعش وعناصره مقابل عدم قيامهم بأي أنشطة أمنية ضد هذين التنظيمين، وقد لقي أبو بكر البغدادي حتفه في منطقة باريشا، التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام، وهو ما يؤكد صحة المعلومات السابقة".

استثمارات خارجية مربحة

يعد عام 2019 مفصلياً في تاريخ تنظيم "داعش" بسوريا، إذ شهد انطلاق سلسلة عمليات استهدفت أبرز قياداته تباعاً في مناطق مختلفة من البلاد، إذ سقط كل من أبو بكر البغدادي بعملية أميركية خاصة نفذت في قرية باريشا في ريف إدلب شمالي البلاد عام 2019، وأبو إبراهيم القرشي المعروف بـ"عبدالله قرداش" عام 2022 في ريف إدلب، وأبو الحسن الهاشمي القرشي بمدينة درعا في نفس العام أيضاً، وأبو حسين الحسيني الهاشمي القرشي، والذي سقط في ريف إدلب عام 2023، فيما لا تزال هوية خامس قادة التنظيم وهو أبو حفص الهاشمي القرشي مجهولة حتى الآن.

وبدأت بعدها وتيرة عمليات "داعش" بالانحسار تدريجياً. لكن ليس سراً أن التنظيم وخلال سنوات ازدهاره جمع أيضاً الكثير من الأموال التي لم يعرف حتى الآن أين ذهبت، في حين لا يزال جانب من مصادر تمويله يكتنفه الغموض والسرية.

 ترى مصادر ميدانية أنه لم يبق للتنظيم سوى ما قام بسرقته وتجميعه سابقاً من أموال، وذهب وآثار يتاجر فيها حتى الآن، وذلك للحفاظ على تمويل ولو محدود لنشاطه، مع وجود متبرعين مجهولين يعتقد أنهم يدعمون التنظيم مالياً لإيمانهم بفكره المتشدد، مع توقف تام لمصادر تمويله السابقة من استثمار آبار النفط والغاز والضرائب.

ويشير خبير الجماعات الإسلامية عبد الله سليمان إلى أنه من "المؤكد أن داعش جمع ملايين الدولارات قبل تقويض خلافته، وجزء من هذه الثروة وضعها في استثمارات خارجية ما تزال تدر عليه الأرباح، أما الجانب الثاني من التمويل يتمثل في تحصيل التنظيم لمبالغ الإتاوات والزكاة من بعض القرى والبلدات في أرياف دير الزور والرقة بسبب قدرته على تهديد الأهالي وترويعهم، وكذلك عقد صفقات مع كبار التجار في المنطقة للحصول على مبالغ مالية منهم مقابل عدم تهديد أعمالهم وشركاتهم ومصانعهم".

أين وصلت خطط تفكيك مخيم الهول؟

على مر السنوات الأخيرة قام قسم كبير من عناصر التنظيم -غالبيتهم من السوريين والعراقيين- بتسليم أنفسهم لـ"قسد" و"التحالف الدولي لمحاربة داعش"، وقسم آخر توجه إلى بلدان في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل الإفريقي، بحسب ما أفادت مصادر لـ"الشرق"، في حين شهد عام 2024 منذ بدايته، نشاطاً ملحوظاً لإخلاء العائلات العراقية والسورية الموجودة داخل مخيم الهول، في وقت أكدت مصادر أن التحالف الأميركي منح "قسد" مهلة حتى مطلع العام 2026 لإخراج كافة العوائل السورية والعراقية.

ووفق مصادر من داخل المخيم لـ"الشرق"، فهناك قرار سياسي وأمني عراقي لاستعادة كافة العائلات العراقية الموجود داخل المخيم، والتي تشكل أكثر من نصف سكانه.

وتُرجع المصادر البطء في إجلاء العائلات العراقية، إلى الأسباب التالية، "الآلية المتبعة لنقل العوائل عبر منح أرقام دون ربطها بالأسماء، ما أدى إلى نشوء سمسرة وبيع في الأرقام للفوز بأسبقية الترحيل، قبل أن يتم اعتماد الاسم حصراً كأساس للترحيل أخيراً".

والسبب الثاني وفقاً للمصادر هو وجود عراقيات متزوجات من مقاتلين من جنسيات أجنبية وغير عراقية، وإعلان العراق الاستعداد لنقل العراقيات ورفض استقبال أطفالهن، ما يزال محط نقاش مع إمكانية حل الموضوع عبر نقلهم إلى مخيم جدعة، الذي تنقل له كافة الأسر العراقية، والتي تخضع لبرنامج تأهيل وإعادة دمج لعدة أشهر، قبل أن يتم السماح لهم بالعودة إلى مناطقهم الأصلية.

وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية في أغسطس الجاري، عن إطلاق مشروع المصالحة المجتمعية وإعادة دمج العراقيين العائدين من مخيم الهول، إذ أكد وكيل الوزارة كريم النوري، أنه "لا يمكن اتهام البعض ممن سعوا إلى تفكيك المخيم بأي اتهامات، وبعد القرار بإعادة تأهيل ودمج العراقيين من مخيم الهول بالمجتمع، بدأت دول أوروبا وآسيا وإفريقيا بسحب الكثير منهم"، مضيفاً أن: "هنالك مواطنين من 80 دولة متواجدين في مخيم الهول جاؤوا من أجل مساندة داعش".

أما بالنسبة لقسم المهاجرات الذي يحوي نساء وأطفال التنظيم من أكثر من 50  جنسية، فقد شهد نشاطاً غير مسبوق منذ مطلع العام الجاري، وذلك بعد أن قامت الولايات المتحدة وللمرة الأولى وبشكل علني بإجلاء قسم من رعاياها؛ هم 11 بينهم 5 أطفال قاصرين، مع إجلاء 6 كنديين، و4 هولنديين وفنلندي واحد، بالإضافة لعمليات إجلاء لفرنسيين وبريطانيين وسويديين وإيطاليين، بالإضافة لإجلاء قرجيزستان كافة رعاياها من المخيم.

هل تهدد حرب غزة بعودة تنظيم "داعش"؟

تتحدث بعض وسائل الإعلام عن تهديد قد تشكله الحرب الإسرائيلية على غزة بعودة التنظيم، الذي ادّعى سابقاً أن أهدافه الأساسية "تحرير المقدسات".

وفي عام 2022 تبنى تنظيم "داعش" هجوماً في إسرائيل قتل فيه ضابطي شرطة، وهي خطوة فسّرها البعض بمحاولة لإعادة بناء صورة جديدة له في المنطقة كـ"حركة مقاومة"، فيما فسرها آخرون برغبته في الانتقام من إسرائيل؛ بسبب "الدور الاستخباراتي الذي لعبته تل أبيب" بالتعاون مع الولايات المتحدة في القضاء على خليفته السابق عبد الله قرداش.

وقال خبير الجماعات الإسلامية عبد الله سليمان: "على المدى القريب والمتوسط، لا أعتقد أن حرب غزة سيكون لها تأثير مباشر على تنظيم داعش وإعادة إحيائه؛ لأن هذه الحرب لها أبعاد إقليمية ودولية بالغة الحساسية، ومن المستبعد أن يستغلها التنظيم لتقوية بنيته أو نشر دعايته، بل على العكس، فإن حرب غزة وضعت التنظيم في حرج كبير، لأنه طالما هدد باستهداف إسرائيل، لكنه منذ اندلاع الأحداث في السابع من أكتوبر التزم الصمت".

واعتبر سليمان أنه على المدى البعيد، فإن الأمر يتوقف على طبيعة التطورات التي ستنتهي إليها الحرب في غزةن وهذا أمر "لا يمكن التكهن به بشكل مسبق".

تصنيفات

قصص قد تهمك