الأمم المتحدة: طرد ما يقرب من 700 ألف أفغاني من إيران منذ يونيو

أفغان عائدون من إيران يبحثون عن بداية جديدة بعد تبدد أحلامهم في المنفى

مواطنون أفغان جرى ترحيلهم من إيران يصلون إلى مخيم للمهاجرين العائدين قرب معبر إسلام قلعة الحدودي في ولاية هرات، أفغانستان. 20 يوليو 2025 - Reuters
مواطنون أفغان جرى ترحيلهم من إيران يصلون إلى مخيم للمهاجرين العائدين قرب معبر إسلام قلعة الحدودي في ولاية هرات، أفغانستان. 20 يوليو 2025 - Reuters
قلعة إسلام (أفغانستان) -رويترز

حبيبة، امرأة أفغانية فرَّت من حكم طالبان، للحصول على درجة علمية في الهندسة في إيران، جرى ترحيلها في يوليو عندما كانت على وشك إكمال دراستها في المنفى.

وقالت المرأة، البالغة من العمر 31 عاماً، والتي طلبت عدم الكشف عن اسم عائلتها؛ خوفاً من التداعيات، إنها عادت إلى أفغانستان لا تحمل شيئاً سوى جهاز الكمبيوتر (لابتوب) ووثائقها، أي ما تبقى من آثار مستقبل كادت أن تضمنه.

حبيبة واحدة من مئات الآلاف الذين أُجبروا على العودة خلال الأسابيع الماضية، مع تكثيف إيران عمليات طرد الأفغان، في أعقاب حربها مع إسرائيل.

عائلة أفغانية تم ترحيلها من إيران تستريح مع أمتعتها في مخيم للمهاجرين العائدين قرب معبر إسلام قلعة الحدودي في ولاية هرات، أفغانستان، 20 يوليو 2025
عائلة أفغانية جرى ترحيلها من إيران تستريح مع أمتعتها في مخيم للمهاجرين العائدين قرب معبر إسلام قلعة الحدودي في ولاية هرات، أفغانستان. 20 يوليو 2025 - Reuters

وقالت حبيبة لـ"رويترز" في بلدة قلعة إسلام الحدودية الأفغانية: "كنت على وشك تحقيق هدفي".

ترحيل الأفغان من إيران

وأضافت أنها ادخرت ما يكفي من المال لإكمال أطروحتها، وهي الخطوة النهائية قبل التخرج، والآن عليها أن تبدأ من جديد في بلدٍ يحظر على الفتيات الذهاب إلى المدارس الثانوية، والجامعات.

وتقول وكالات إغاثة إن اتهامات السلطات الإيرانية للمواطنين الأفغان بالتجسس لصالح إسرائيل تسببت في زيادة عمليات الترحيل.

وأفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأن نحو 700 ألف أفغاني تركوا إيران منذ بداية يونيو الماضي.

ويتشارك البلدان حدوداً برية بطول 920 كيلومتراً.

ويصر المسؤولون الإيرانيون على أن أولئك الذين جرى ترحيلهم لم يكن معهم وثائق، وأن معظمهم غادروا طوعاً، وعزوا ذلك إلى مخاوف تتعلق بالأمن والموارد.

راحلة، 37 عاماً، امرأة أفغانية، فنانة مكياج وخيّاطة، تم ترحيلها من إيران مع ابنتيها، تجلس داخل منزل والدها في هرات، أفغانستان، 24 يوليو 2025
راحلة، 37 عاماً، امرأة أفغانية، فنانة مكياج وخيّاطة، جرى ترحيلها من إيران مع ابنتيها، تجلس داخل منزل والدها في هرات، أفغانستان. 24 يوليو 2025 - Reuters

وذكرت وسائل إعلام محلية أن وزير الداخلية إسكندر مؤمني قال في يوليو الماضي، إن 70% من مليون شخص غادروا منذ مارس رحلوا طواعية.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن نادر ياراحمدي، مستشار بوزارة الداخلية الإيرانية، ورئيس مركز شؤون الأجانب والمهاجرين التابع لها، قوله إن بطاقات التعداد المؤقتة التي يحملها نحو 2 مليون مواطن أفغاني ألغيت منذ مارس، وكان أمامهم مهلة حتى يوليو الماضي، للمغادرة.

وأضاف أن هناك 2.1 مليون أفغاني آخرين في إيران ليس لديهم وثائق.

وزاد عدد الأفغان العائدين، بشدة بعد الحرب بين إسرائيل وإيران التي استمرت 12 يوما في يونيو الماضي.

وتشير تقديرات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن إيران رحَّلت أكثر من 30 ألف أفغاني في المتوسط يومياً خلال الحرب، بزيادة 15 مِثلاً مقارنة بنحو 2000 قبل ذلك.

لكن المسؤولين الإيرانيين قللوا من أهمية مزاعم التجسس باعتبارها تقارير إعلامية منفردة. وقال ياراحمدي إن الحملة تستهدف المهاجرين غير الشرعيين.

وقال عمال إغاثة في قلعة إسلام إن بعض العائدين وصلوا بعد أيام دون طعام، أو ماء. فيما قال وزير الداخلية إن عمليات الترحيل تمت "باحترام وكرامة"، لكنه أقرَّ بأن الحرب تسببت في تسارع عمليات المغادرة، ما جعل الكثيرين يرحلون دون تلقي أجورهم، أو جمع متعلقاتهم.

وأجرت "رويترز" مقابلات مع 26 أفغانياً عادوا من إيران في الآونة الأخيرة، ووصف عدد منهم البلد الذي عادوا إليه بأنه غير مألوف، وغير صالح للعيش الآن.

ونفى معظمهم ما قيل عن كونهم مهاجرين غير شرعيين في إيران، وقالوا إنهم كانوا يحملون "شكلاً من أشكال الوثائق".

تصنيفات

قصص قد تهمك