إسبانيا.. حرائق الغابات تستعر مع هبوب رياح عاتية

رجل إطفاء يعمل على إخماد حريق هائل في فيرين بإسبانيا. 3 أغسطس 2022 - AFP
رجل إطفاء يعمل على إخماد حريق هائل في فيرين بإسبانيا. 3 أغسطس 2022 - AFP
مدريد-أ ف ب

خرج حريق غابات ضخم عن السيطرة في ظل الرياح العاتية في جنوب شرق إسبانيا، الاثنين، في وقت تمّ احتواء حريق آخر في الشمال، وفق ما أفاد مسؤولون السبت.

واندلع الحريقان في وقت متأخر السبت، بينما شارك أكثر من 350 عنصر إطفاء في مكافحة حرائق الغابات في منطقة أرجون (شمال) والتي دمّرت حتى الآن نحو 6000 هكتار، وأجبرت قرابة 1500 شخص على الأقل على الفرار من منازلهم.

لكن بينما نجح عناصر الإطفاء في السيطرة على حريق أرجون بعدما تمكنوا من منعه من الوصول إلى محمية طبيعية، اتسعت رقعة الحريق في منطقة فالنسيا (جنوب شرق).

وحاول مئات عناصر الإطفاء، تساندهم 25 طائرة ومروحية، إخماد النيران في فال ديبو الواقعة على بعد 50 كم شمال منتجع بنيدورم الساحلي.

اتساع الحريق

وحتى الآن، دمر هذا الحريق أكثر من 6500 هكتار من الأراضي، بينما فر أكثر من 1200 شخص من منازلهم، في وقت تعقّد الرياح العاتية جهود إخماد الحرائق في منطقة يصعب الوصول إليها بسبب تضاريسها الوعرة، وفق ما أفادت سلطات المنطقة.

وقال قائد جهاز الطوارئ الإقليمي خوسيه ماريا أنخل لإذاعة "كادينا إس إي آر" إن "الحريق معقّد للغاية وتضاريس المنطقة معقدة للغاية. أجلينا أكثر من ألف شخص أمس والليلة الماضية، وكان علينا إخلاء 70 أو 80 منزلاً"، مشيراً إلى أن رقعة الحريق "تتسع".

وبالنسبة لحريق أرجون، خشي مسؤولون من إمكانية وصول النيران إلى محمية مونكايو الطبيعية الواقعة على بعد 80 كم غرب سرقسطة، لكن عناصر الإطفاء سيطروا عليها بنجاح، بينما أفاد مسؤول، الاثنين، بأن الوضع "يتطور بشكل جيّد".

وفي وقت يتوقع أن تتراجع سرعة الرياح خلال اليوم، أعرب مسؤولون في جهاز الحماية المدنية عن أملهم في أن تفسح السيطرة على الحريق المجال لعودة 1500 شخص تم إجلاؤهم إلى منازلهم.

وشهدت إسبانيا هذا العام 390 حريق غابات على وقع ارتفاع درجات الحرارة والجفاف، أتت على نحو 265 هكتاراً من الأراضي، بحسب آخر بيانات صادرة عن النظام الأوروبي للمعلومات عن حرائق الغابات.

لهيب في أوروبا

وتتفاقم الحرائق في الاتحاد الأوروبي حيث أتت النيران على أكثر من 660 ألف هكتار منذ يناير، وهو رقمٌ قياسي لهذه الفترة من العام منذ بدء تسجيل بيانات الأقمار الاصطناعية في عام 2006.

منذ بداية يناير، قضت الحرائق على 662 ألفاً و776 هكتاراً من الغابات في الاتحاد الأوروبي وفق البيانات التي حدّثها، الأحد، نظام المعلومات الأوروبي بشأن حرائق الغابات، الذي يحتفظ بإحصاءات قابلة للمقارنة منذ عام 2006 بفضل صور الأقمار الاصطناعي لبرنامج "كوبرنيكوس" الأوروبي.

وشهدت فرنسا أعواماً أسوأ في السبعينيات، قبل البيانات الأوروبية الموحّدة، ولكن سنة 2022 تعدّ الأخطر منذ 16 عاماً وفقاً لهذه الأرقام، ويرجع ذلك إلى حدّ كبير إلى حريقين كبيرين متتاليين في جيروند، جنوب غربي البلاد، حيث وصل رجال الإطفاء الألمان والبولنديون والنمساويون هذا الأسبوع لتقديم الدعم في إطفاء الحرائق.

والوضع استثنائي أيضاً في وسط أوروبا، حيث استغرق رجال الإطفاء أكثر من 10 أيام في يوليو للسيطرة على أكبر حريق في تاريخ سلوفينيا الحديث، بمساعدة السكان الذين حشدوا أنفسهم لدرجة أنّ الحكومة اضطرّت إلى مطالبة السكان بالتوقف عن التبرّع لرجال الإطفاء.

تصنيفات