تحركات أوروبية لمساعدة فرنسا في مكافحة حرائق الغابات

time reading iconدقائق القراءة - 5
 رجال إطفاء يكافحون الحرائق في مستجول جنوبي فرنسا. 9 أغسطس 2022 - AFP
رجال إطفاء يكافحون الحرائق في مستجول جنوبي فرنسا. 9 أغسطس 2022 - AFP
أوستان/ سان مانييه (فرنسا) -أ ف برويترز

وصل رجال إطفاء من دول أوروبية عدة، الجمعة، إلى فرنسا لمساعدتها في مكافحة حرائق تلتهم الغابات بسبب موجات تاريخية من الحر والجفاف، بينها حريق هائل في جنوب غرب البلاد.

وتوجه 361 من رجال الإطفاء من أوروبا إلى جنوب غرب فرنسا لدعم 1100 رجل إطفاء يعملون ليلاً ونهاراً للحد من حريق هائل اشتعل مجدداً في لانديراس في جنوب غرب البلاد، حيث احترق 14 ألف هكتار في يوليو الماضي.

وقالت المفوضية الأوروبية إنه تم إرسال 4 طائرات من أسطول مكافحة الحرائق التابع للاتحاد الأوروبي إلى فرنسا، من اليونان والسويد.

وأعلنت بولندا اعتزامها إرسال 146 رجل إطفاء اعتباراً من الخميس، للمساعدة في الجنوب، اعتباراً من ظهر الجمعة، بحسب الرئاسة الفرنسية.

وفي تغريدة على تويتر، شكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ألمانيا واليونان وبولندا، ورومانيا والنمسا، مؤكداً أن "شركاءنا يأتون لمساعدة فرنسا في مواجهة الحرائق".

وكتب مجدداً بعد ساعات: "كما حدث في يوليو، تبقى إيطاليا متضامنة مع فرنسا".

وتابع: "عدد من طائرات رشّ المياه الكندية تصل لدعم رجال الإطفاء الفرنسيين والأوروبيين على أراضينا".

إجلاء 10 آلاف شخص

ولا تزال الحرائق مشتعلة في مناطق جيروند (جنوب غرب) وجورا (شرق) ودروم وأفيرون ولوزير (جنوب شرق)، إلى جانب بؤر حرائق أصغر تشتعل كل يوم من الشمال إلى الجنوب.

وفي محيط أوستان (جيروند)، دمّر الحريق 7400 هكتار من الغابات خلال يومين وأجبر 10 آلاف شخص على مغادرة منازلهم، بعضهم للمرة الثانية خلال شهر.

ووصل 65 من رجال الإطفاء الألمان و24 آلية، بعد ظهر الخميس، إلى المنطقة التي تغطي سماءها سحب رمادية تحجب بالكامل الشمس الحارقة.

وقال مندوب محافظ الدفاع والأمن في جيروند، مارتن جوسبيرو، إنه يفترض أن يكونوا قد وصلوا فجر الجمعة، إلى المنطقة.

وقال سايمون فريتز، وهو رجل إطفاء محترف وصل من بون: "نحن جميعاً رجال إطفاء ونتفهم الوضع، من الصعب فعلاً مكافحة حرائق استمرت هذه المدة وبهذا الحجم".

وفي الموقع، عُلّقت لافتات على عدد من المنازل تعبّر عن امتنان السكان لفرق الإطفاء، وكُتب على ملاءة بيضاء: "شكراً لحماية منازلنا" و"شكراً لرجال الإطفاء".

خسائر فادحة

وقال رجل الإطفاء ريمي لاهاي المحترف منذ 20 عاماً وقد بدا عليه التعب، لوكالة "فرانس برس": "إنه حريق هائل.. كما لو أننا في كاليفورنيا، هنا الوضع يفوق قدرتنا في كل مكان".

وقالت إدارة المنطقة إن الجفاف في المنطقة ودرجات الحرارة الحارقة مع هواء جاف جداً ما زالت تشكل "خطراً شديداً لاندلاع حرائق".

وقال مسؤولون إن ارتفاع درجات الحرارة وتفاقم الجفاف يهددان بالتسبب في نشوب حرائق غابات جديدة في جنوب غرب البلاد.

وقالت السلطات المحلية في جيروند، إن خطر اندلاع حرائق جديدة "كبير للغاية" بالنظر إلى الأحوال الجوية، ومن المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية في الجنوب الغربي مع توقعات بارتفاع الحرارة أيضاً في معظم أنحاء البلاد، وفقاً لتنبؤات هيئة الأرصاد الرسمية.

ولا يتوقع هطول أمطار في فرنسا قبل الأحد، وتوقعت هيئة الأرصاد أن تنحسر موجة الحر، وهي الثالثة رسمياً في فرنسا هذا الصيف، السبت، على أن تنتهي يوم الأحد بهبوب عواصف.

واحترق أكثر من 40 ألف هكتار من الغابات هذا العام في فرنسا، حسب الحكومة، و 50 ألف هكتار، وفق بيانات الأقمار الاصطناعية الأوروبية، أي نحو 18 ألف فدان.

وأياً تكن المساحة، فهي تفوق المتوسط السنوي للأعوام الـ15 الماضية، كما هو الحال في إسبانيا، بينما لم ينتهِ الصيف بعد.

وبدأت موجة الحر الحالية في فرنسا في 31 يوليو الماضي، وهي الثالثة خلال العام الجاري، بعد واحدة في أواخر يونيو وأخرى في منتصف يوليو الذي تمّ تصنيفه هذه السنة على أنه الشهر الأكثر جفافاً منذ مارس 1961.

توقعات بزيادة الوفيات

وفي وسط البرتغال، يحلّ المشهد الكارثي نفسه، حيث تم حشد أكثر من 1500 رجل إطفاء الخميس، لإخماد حريق غابة مشتعل منذ أيام في المحمية الطبيعية سيرا دا إستريلا، وقد دمّر نحو 10 آلاف هكتار، بحسب بيانات أوروبية.

وتتوقع تقارير علمية تضاعف موجات الحرارة وأن تطول وتشتد.

ويرى العلماء أنه في أوروبا يمكن أن يتضاعف عدد الوفيات المرتبطة بالإجهاد الحراري أو يصل حتى إلى 3 أضعاف، بحسب مدى الاحترار العالمي، خلال القرن الجاري.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات