اتهامات متبادلة بين الرئيس الإيراني ونشطاء بشأن "تسميم الطالبات"

time reading iconدقائق القراءة - 4
مدرسة خالية من التلاميذ في العاصمة الإيرانية طهران. 17 مارس 2020 - REUTERS
مدرسة خالية من التلاميذ في العاصمة الإيرانية طهران. 17 مارس 2020 - REUTERS
طهران/دبي- أ ف بالشرق

وصف الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الأحد، ظاهرة التسمم التي طالت الطالبات أخيراً، بـ"مؤامرة جديدة" من جانب "العدو"، فيما اتهم نشطاء إيرانيون "غرفة فكر" التابعة للنظام بالتورط في تلك الهجمات الكيماوية.

وقال رئيسي، خلال اجتماع لمجلس الوزراء، إن "من الضروري متابعة هذه الظاهرة وإعلام الشعب بنتائجها في الوقت المناسب"، واصفاً ذلك بـ"المؤامرة الجديدة من جانب العدو، وجريمة ضد الانسانية"، مطالباً في الوقت ذاته وزارتي الداخلية والاستخبارات بـ"إفشال المؤامرة".

وأضاف الرئيس الإيراني أن "هذه التحركات تكشف عن حلقة أخرى من سلسلة المؤامرات التي يحيكها الأعداء بهدف إثارة التوتر والتهويل داخل المجتمع"، مشدداً على "اتخاذ الإجراءات اللازمة للكشف عن جذور هذه المؤامرة والتصدي لها بكل حزم".

في المقابل، قال نشطاء إيرانيون إن احتمال تورط النظام الإيراني في هذه الهجمات "أقوى" من الاحتمالات الأخرى، مشيرين إلى أن هناك دوراً لـ"غرفة فكر من داخل مؤسسات النظام" في هذه الحادثة، حسبما ذكر موقع "إيران إنترناشيونال".

وتستمرّ عمليات التسمّم بالمواد الكيماوية، التي تطال تلميذات في إيران، في إثارة القلق والغضب الشعبي داخل البلاد، حيث تمّ تسجيل حالات جديدة في مناطق عدّة، بينما لا يزال الغموض يخيم القضية، بعدما فرض النظام الإيراني قيوداً على المعلومات.

وتتكرر ظاهرة استنشاق تلميذات في مدارس الفتيات روائح "كريهة" أو "غير معروفة"، يوماً بعد آخر، ثمّ تظهر عليهن عوارض، مثل الغثيان وضيق التنفّس والدوخة. ورغم نقل بعضهن إلى المستشفى، إلّا أنّ أيّاً منهن لم تتأثّر بشكل خطير.

استمرار "التسمم"

وتم الإبلاغ عن تسمّم عدد من الطالبات في مدرستين ثانويتين للبنات، في أبهار (غرب) والأهواز (جنوب غرب)، الأحد، وفي مدرسة ابتدائية في زنجان (غرب)، حسبما نقلت وكالة الأنباء "إسنا" عن مسؤولين صحيين.

كما طالت حالات التسمّم طالبات في مدارس مدينة مشهد (شمال شرق)، وشيراز (جنوب)، وأصفهان (وسط)، بحسب وكالتي الأنباء "مهر" و"إيلنا".

وتعرّضت مئات التلميذات لتسمّم بالغاز في عشرات من مراكز التعليم خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وفقاً للأرقام الرسمية.

في هذه الأثناء، حثّت والدة إحدى الطالبات مدفوعة بشعور بالخوف، السلطات على وضع كاميرات أمام المؤسّسات وحراسة الباب لـ"معرفة من يدخل ومن يغادر"، من أجل حماية الأطفال. كذلك الأمر في مدن عدّة، حيث تحرّك أهالي الطلّاب مطالبين السلطات بالتصرّف دون تأخير. 

"عينات مشبوهة"

وقال مسؤول في وزارة الصحة، الأسبوع الماضي، إنّ "بعض الأفراد" يسعون عبر ذلك إلى "إغلاق كل المدارس، خصوصاً مدارس الفتيات". 

وتحدث وزير الداخلية أحمد وحيدي، في بيان، السبت، عن اكتشاف "عينات مشبوهة" خلال "البحث الميداني"، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

وأشار رئيس منظمة الدفاع المدني الإيراني العميد غلام رضا جلالي الأحد، إلى أنّ مدارس البلاد "غارقة في حالة من الذعر الاجتماعي". وأضاف: "أنا لا أقول إنّ حالات التسمّم ليست حقيقية، لكن غرس الخوف العام قد يزيد بشكل كبير من عدد الضحايا".

بدوره، اتهم نائب وزير الداخلية ماجد مرحمدي، "مسببي حالات تسمم الفتيات" بالرغبة في "إغلاق المدارس" و"إلقاء اللوم على النظام" من أجل "إحياء أعمال الشغب الخامدة".

ويشير مرحمدي بذلك إلى حركة الاحتجاج التي اندلعت في إيران منذ وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر الماضي، بعد أيام على اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في البلاد.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات