قائد الجيش اللبناني: انهيار المؤسسة العسكرية يكشف البلاد أمنياً

time reading iconدقائق القراءة - 7
قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون يتحدث خلال مناسبة في وزارة الدفاع في قرية اليرزة، شرق بيروت، 8 سبتمبر 2017 - REUTERS
قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون يتحدث خلال مناسبة في وزارة الدفاع في قرية اليرزة، شرق بيروت، 8 سبتمبر 2017 - REUTERS
دبي -الشرق

حذر قائد الجيش اللبناني جوزيف عون، الخميس، من انهيار المؤسسة العسكرية وانعكاس ذلك على الوضع الأمني في البلاد، في وقت دعت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، إلى دعم هذه المؤسسة التي تلعب دوراً رئيساً في تطبيق القرار الأممي رقم 1701، الخاص بإنشاء منطقة خالية من أي أفراد مسلحين قريبة من الحدود اللبنانية الإسرائيلية.  

وطالب عون في كلمة ألقاها خلال المؤتمر الافتراضي الذي يسعى لتأمين مساعدات طارئة للجيش برعاية فرنسية، بدعم المؤسسة العسكرية لتجاوز الأزمة الاقتصادية التي يشهدها لبنان.

وقال عون إن"لبنان يواجه أزمة اقتصادية غير مسبوقة، ويبدو واضحاً انعدام فرص الحلول في الوقت القريب". وأضاف أن "الجيش يحظى بدعم وثقة محلية ودولية، ولذلك تزداد الحاجة اليوم أكثر إلى دعمه ومساندته كي يبقى متماسكاً وقادراً على القيام بمهامه".

ويشارك في المؤتمر الذي تدعمه الأمم المتحدة حوالي 20 دولة، من بينها الولايات المتحدة ودول خليجية وأوروبية، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، في وقت سابق، عن مصادر في وزارة الجيوش الفرنسية أنه "منذ أشهر عدة يواجه الجيش اللبناني صعوبات في تأمين حاجاته الأساسية المتعلقة بالغذاء وصيانة العتاد".

واعتبر قائد الجيش اللبناني أن استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والمالي في البلاد "سيؤدي حتماً إلى انهيار المؤسسات ومن ضمنها العسكرية، وبالتالي فإن لبنان بأكمله سيكون مكشوفاً أمنياً"، مشدداً على "ضرورة دعم الجيش لاجتياز هذه المرحلة الدقيقة".
 
وأكد عون أن "الجيش هو المؤسسة الوحيدة والأخيرة التي لا تزال متماسكة، وهي الضمانة لأمن واستقرار لبنان والمنطقة، وأي مس بها سيؤدي إلى انهيار الكيان اللبناني وانتشار الفوضى".
 
وقال الجنرال عون: "نؤمن بأننا سنجتاز هذه المرحلة الصعبة والدقيقة بفضل عزيمة جنودنا وإرادتهم وبدعم اللبنانيين والدول الصديقة".



احتياجات الجيش

من جهتها، قالت وزيرة الدفاع اللبنانية زينة عكر، إن أهمية مؤتمر "دعم الجيش اللبناني"، تكمن في أنه يساند المؤسسة التي تشكل ركيزة أساسية للاستقرار في البلاد، وأضافت "يواجه لبنان أزمة متعددة الأوجه، والجيش هو المؤسسة النموذجية التي تضم رفاق سلاح، الذين ينتمون إلى خلفيات مناطقية ودينية وثقافية متعددة، وقد اتحدوا جميعاً تحت شعار الشرف والتضحية والوفاء".

وأشارت عكر خلال كلمة ألقتها في المؤتمر الافتراضي، إلى أن الجيش اللبناني يعمل على جبهات عدة، على غرار كشف المخططات و"المؤامرات الإرهابية"، ومراقبة الحدود ومكافحة التهريب، إضافة إلى توزيع المساعدات، لافتةً إلى أن المؤسسة العسكرية "ترزح تحت العبء نفسه مع الشعب اللبناني. ولكن رغم تلاشي قدرته الشرائية، لكن استقامته ونزاهته لم تهتز".

 وتابعت: "يحتاج الجيش إلى دعم فعلي لكي يستمر في أداء مهامه. ويحتاج عناصره الدعم كي يتمكنوا من إعالة أسرهم التي تعاني جراء تدهور الأوضاع المعيشية والاجتماعية".

وأوضحت وزيرة الدفاع اللبنانية أن المساعدات المُلحة التي يحتاجها الجيش تتمثل في "توفير المواد الغذائية والمساعدات العينية، ودعم نظام الرعاية الصحية، وصيانة المعدات المتوافرة حالياً، وتزويد الجيش بقطع غيار لمعداته وأجهزته".

القرار 1701

من جهتها، دعت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا الدول المشاركة في المؤتمر إلى "بذل كل ما في وسعها لتلبية الاحتياجات الطارئة والعاجلة للمؤسسة العسكرية اللبنانية، والتي تأثرت بشكل بالغ جراء الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة في البلاد".

وقالت: "الوقت الآن هو لدعم الجيش اللبناني وعناصره في جميع جهودهم للحفاظ على استقرار لبنان وتعزيزه".

وفي إشارة إلى "الدور المحوري الذي يلعبه الجيش اللبناني في الحفاظ على أمن لبنان واستقراره وفي تطبيق قرار مجلس الأمن 1701"، قالت: "إن تلبية احتياجات الجيش المادية والبشرية الفورية أمر ضروري لاستمرار عمله".

وحثت الجيش اللبناني على "مواصلة جهوده للوفاء بالتزاماته في مجال حقوق الإنسان". وأكدت أن "الأمم المتحدة ستدعم الجيش اللبناني في وضع ترتيبات في سبيل متابعة نتائج مؤتمر اليوم".

دعم فرنسي

وأكّدت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي، دعم بلادها المتواصل للبنان جيشاً وشعباً، معتبرة أن الجيش اللبناني هو العمود الفقري وركيزة الأمن والاستقرار.

وشدّدت على ضرورة المحافظة على تماسك الجيش كي يبقى قادراً على إكمال مهامه، داعية إلى توحيد الجهود لتلبية الحاجات الملحة للجيش كالدعم الإنساني واللوجيستي، لاجتياز هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان.

واعتبر وزير الدفاع الإيطالي لورينزو غويريني، أن لبنان يمر بأزمة غير مسبوقة، مشدداً على ضرورة الاستجابة إلى حاجات الجيش من خلال توفير متطلّبات الدعم الأساسية له.

"ضغوط غير مسبوقة"

وبحسب تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، فإن المؤسسة العسكرية اللبنانية "مُهددة بانهيار مدمر"، جراء تداعيات الأزمة الاقتصادية على قدراته وأوضاع جنوده.

وأشار التقرير إلى أن الانهيار الاقتصادي يضع ضغوطاً غير مسبوقة على قدرات الجيش اللبناني، ما يمكن أن يؤدي إلى سحق رواتب الجنود وتدمير الروح المعنوية"، إضافة إلى تعريض واحدة من القوى القليلة التي توحد لبنان لخطر التدهور، في ظل تصاعد التوترات وازدياد فقر السكان.

وفي محاولة لتخفيض نفقاته، أعلن الجيش اللبناني العام الماضي أنه سيتوقف عن تقديم اللحوم في وجبات الجنود أثناء الخدمة، ورغم أنه لا يزال يُقدم علاجاً طبياً مجانياً لعناصره، لكنهم يقولون إن جودتها تدهورت بشكل حاد.

وخلال لقائه ضباطاً يستعدون للتخرج في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان في الريحانية، قال العماد جوزيف عون إن "الجيش اللبناني هو المؤسسة الوحيدة التي لا تزال واقفة على قدميها في البلاد"، مؤكداً أن الشعب "يحبنا ومعنا وكذلك المجتمع الدولي، يجب ألا نُفرط بهذا، وعلينا أن نكون على قدر المسؤولية".