أوكرانيا تطالب لبنان بمصادرة شحنة حبوب "مسروقة من أراضيها"

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس اللبناني ميشال عون يستقبل السفير الأوكراني لدى لبنان إيهور أوطاش في بيروت - 28 يوليو 2022
الرئيس اللبناني ميشال عون يستقبل السفير الأوكراني لدى لبنان إيهور أوطاش في بيروت - 28 يوليو 2022
بيروت/ دبيرويترزالشرق

قالت السفارة الأوكرانية في بيروت، الجمعة، إن قاضياً أوكرانياً أصدر حكماً يطالب فيه بمصادرة حمولة السفينة السورية الراسية في لبنان، وذلك بعد يوم واحد من حديث كييف عن حمل هذه السفينة أطناناً من القمح والشعير تقول كييف إنها "مسروقة" من أراضيها.

وأشارت السفارة إلى أنه بخصوص مصادرة شحنة السفينة، فإن أوكرانيا مستعدة للتفاوض مع السلطات اللبنانية حول شروط نقل هذه الشحنة إلى لبنان.

يوم الخميس، ادعت أوكرانيا أن سفينة سورية تفرض عليها الولايات المتحدة عقوبات رست في ميناء طرابلس شمال لبنان، "وعلى متنها 5 آلاف طن من الشعير و5 آلاف طن من الدقيق سُرقت" من الأراضي الأوكرانية.

"مصدرها روسيا"

نفى مسؤول في شركة لتجارة الحبوب مقرها تركيا، الجمعة، أن تكون شحنات الشعير والدقيق (الطحين) على متن السفينة قد سُرقت من أوكرانيا، قائلاً إن مصدر الدقيق هو روسيا.

وقال المسؤول في شركة "لويال أجرو" الذي طلب عدم نشر اسمه، لـ"رويترز"، إن الشركة سعت لاستيراد 5 آلاف طن من الدقيق لبيعها لمشترين من القطاع الخاص في لبنان، وليس للحكومة اللبنانية.

وأوضح أنه لم يتم تفريغ الشحنة، وأن الجمارك اللبنانية لم تمنح بعد رخصة استيراد لأنها تحقق في المزاعم الأوكرانية، مبيناً أن الشركة قدمت وثائق للجمارك اللبنانية توضح أن مصدر الشحنة مشروع، علماً بأن الشركة رفضت تقديم هذه الوثائق لـ"رويترز".

وأشار إلى أن الشحنة التي تضم نحو 8 آلاف طن من الدقيق و1700 طن من الشعير في المجمل كانت متجهة في البداية إلى سوريا، ولكن الشركة قررت تفريغ 5 آلاف طن من الدقيق في لبنان.

وأضاف أنه كان من المقرر تفريغ الشحنة المتبقية في ميناء سوري، لافتاً إلى أن الدقيق يمكن أن يباع بسعر يتراوح بين 620 و650 دولاراً للطن في لبنان، بينما يبلغ سعره 600 دولار في سوريا.

الجمارك تحقق

قال مسؤول من الجمارك ومصدر ملاحي لـ"رويترز"، الخميس، إن ميناء طرابلس لم يفرغ حمولة السفينة للاشتباه بأنها كانت تنقل بضائع مسروقة.

وأكد مدير مرفأ طرابلس أحمد تامر لـ"الشرق" أن السفينة المحمّلة بالقمح تسعى إلى بيع بضاعتها، ولكن الأمر عائد إلى مصلحة الجمارك التي تعمل على التحقق من البضاعة، مشيراً إلى أنه إذا تبين أن الحمولة مسروقة، عندها يتدخل القضاء اللبناني  لكي يقول كلمته.

من جانبها، رفضت وزارة الأشغال اللبنانية التعليق على الموضوع، وقالت لـ"الشرق" إن القضية تعود لإدارة المرفأ والجمارك اللبنانية.

اتهامات أوكرانية

أفادت السفارة الأوكرانية في بيروت بأن السفير الأوكراني لدى لبنان إيهور أوطاش أثار قضية السفينة خلال لقاء الخميس مع الرئيس اللبناني ميشال عون، مطالباً بـ"اتخاذ إجراءات لمعرفة ظروف بقائها في المياه الإقليمية اللبنانية"، ومحذراً من أن قضية السفينة "يمكن أن تضر بالعلاقة الثنائية" بين بيروت وكييف.

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن السفارة الأوكرانية قولها إن "السلطات اللبنانية وعدت بإجراء تحقيق"، مضيفة "نأمل أن يتخذوا إجراءات قانونية أخرى".

نفي روسي وتحذيرات غربية

من جانبها، قالت السفارة الروسية في بيروت إنه "ليس لديها معلومات عن السفينة السورية أو شحنة جلبتها شركة خاصة إلى لبنان". وسبق أن نفت روسيا مزاعم أوكرانية بأنها سرقت حبوباً أوكرانية.

ونقلت تغريدة من حساب وزارة الخارجية اللبنانية عن الوزير عبد الله بو حبيب قوله إن "لبنان تلقى احتجاجات وإنذارات من دول غربية عقب وصول السفينة إلى ميناء طرابلس".

وقال الوزير، في مقابلة مع شبكة "بي بي سي" البريطانية، إن الجهات المعنية في لبنان تفحص السفينة حالياً، من دون أن تتمكن حتى الآن من تحديد مصدر المواد التي تحملها، مشدداً على أن الحكومة ستتخذ القرار المناسب لاحقاً.

وتأتي قضية السفينة في وقت يواجه فيه لبنان نقصاً في الخبز مرتبطاً بأزمة اقتصادية مستمرة منذ ثلاث سنوات.

شهدت المخابز في لبنان الأسبوع الجاري تدافع حشود محبطة في بلد يعاني نحو نصف سكانه من انعدام الأمن الغذائي، وفقاً لبرنامج الأغذية العالمي.

واعتاد لبنان استيراد معظم شحناته من القمح من أوكرانيا، لكن هذه الشحنات تعطلت بسبب الغزو الروسي والحصار المفروض على الموانئ الرئيسية بالبحر الأسود التي كانت تستخدمها أوكرانيا في السابق لتصدير منتجاتها.

واستأنفت أوكرانيا الصادرات القانونية من القمح إلى لبنان منتصف يوليو، بحسب السفارة الأوكرانية ورئيس جمعية مطاحن الدقيق اللبنانية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات