المغرب يدعو إلى "تحقيق شفاف" بشأن دخول زعيم البوليساريو لإسبانيا

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة - REUTERS
وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة - REUTERS
الرباط-أ ف بالشرق

دعا المغرب، السبت، إسبانيا إلى إجراء "تحقيق شفاف" بشأن دخول زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، إلى أراضيها لتلقي العلاج، وهو ما أدى إلى أزمة دبلوماسية بين البلدين وتدفق عدد غير مسبوق من المهاجرين المغاربة إلى جيب سبتة الإسباني. 

وقال المدير العام للشؤون السياسية في وزارة الخارجية المغربية فؤاد يزوغ، خلال مؤتمر صحافي في الرباط، إن دخول زعيم جبهة بوليساريو إلى إسبانيا "جرى بشكل احتيالي وبوثائق مزورة وهوية منتحلة".

ودعا المسؤول المغربي إلى "إجراء تحقيق شفاف بهدف تسليط الضوء على جميع ملابسات هذه القضية"، مؤكداً أن بلاده لديها معلومات تثبت أن غالي استفاد من "تواطؤ سيتم الكشف عنه في الوقت المناسب".

وأضاف: "هذه المعلومة قد تفاجئكم، بل وقد تكون صادمة للرأي العام الإسباني، لكن لا تتفاجؤوا. فكما تعلمون، تعد الأجهزة المغربية من بين الأكثر كفاءة".

ويتلقى غالي منذ الشهر الماضي، العلاج في أحد مستشفيات إسبانيا بعد إصابته بكورونا، في خطوة أثارت غضب الرباط، وتفاقمت الأزمة أكثر بين البلدين، بعد دخول آلاف المهاجرين من المغرب إلى مدينتي سبتة ومليلية الإسبانيتين، والتي يطالب المغرب بالسيادة عليهما.

تحذيرات مغربية

وحذرت السفيرة المغربية لدى إسبانيا كريمة بنيعيش، في وقت سابق السبت، من خطورة سماح السلطات الإسبانية لزعيم البوليساريو، بمغادرة أراضيها "بنفس الغموض الذي اكتنف دخوله إليها"، مؤكدةً أن مدريد "ستختار بذلك تدهوراً أكبر للعلاقات".

وقالت إن المغرب "لا يسعى للحصول على خدمات، بل يحترم روح الشراكة، ويأمل في تطبيق القانون الإسباني بشأن غالي، المتهم بارتكاب أفعال خطيرة تتعلق بجرائم ضد الإنسانية، وانتهاكات حقوق الإنسان"، بحسب السفيرة المغربية.

 وأشارت بنيعيش إلى قضيتين يُتابع فيهما غالي بإسبانيا، تتمثل الأولى في شكوى قدمها الناشط الصحراوي فاضل مهدي بريكة، في أغسطس الماضي، و"ندد فيها بالتعذيب من قبل جبهة البوليساريو".

أما القضية الثانية، فتُروّج لها "الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان"، والمنددة بـ"جرائم القتل والاحتجاز غير القانوني والإرهاب والتعذيب"، والتي تم تأجيلها العام الماضي، نظراً لاستحالة استجواب المتهم لعدم وجوده في إسبانيا، لكن أُعيد فتحها الآن لوجود غالي في الأراضي الإسبانية.

ودُعي زعيم جبهة البوليساريو إلى المثول أمام القضاء الإسباني في الأول من يونيو المقبل، على خلفية قضية أخرى اتهمه فيها المنشق عن الجبهة فاضل بريكة بـ"التعذيب".

وكانت وزارة الخارجية المغربية، استدعت في الـ24 من أبريل الماضي، السفير الإسباني لدى الرباط لطلب "توضيحات بخصوص دخول غالي إلى المستشفى في مدينة لوغرونيو"، كما استنكر المغرب "قرار إسبانيا استضافة غالي"، وعبر عن "خيبة أمله إزاء التصرف الذي اعتبره مخالفاً لروح الارتباط وحسن الجوار".

وأشار وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الخميس الماضي، إلى أن "السفيرة المغربية لن تعود إلى مدريد في الوقت الذي تستمر فيه الأزمة".

في المقابل، قالت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزاليس لايا في مقابلة مع صحيفة "لا راثون" الإسبانية، إن استقبال زعيم جبهة البوليساريو، "موقف إنساني لشخص كانت حالته الصحية متردية، بسبب كورونا"، نافيةً "دخول غالي إلى إسبانيا بطريقة سرية"، بل "تم التكتم على دخوله".

مأزق جيب سبتة

وتدفق الأسبوع الماضي نحو 10 آلاف شخص عبر الحدود المغربية إلى جيب سبتة الإسباني، إذ تواجه المدينة مأزقاً مع بقاء المئات منهم فيها ومعظمهم من القصَّر.

وقالت مابل ديو أحد المسؤولين في المدينة للصحافيين، إنه "لا يمكننا بعد تحديد عدد الأشخاص الذين دخلوا سبتة، نحن نقدر العدد بين 8 و10 آلاف، ويبدو أن 6600 عادوا إلى المغرب".

وعبر معظم المهاجرين سباحة، لكن بعضهم جاء في قوارب، وأفاد مسؤولون حكوميون إسبان بأن 1500 منهم تقل أعمارهم عن 18 عاماً. 

وأوضحت ديو أن السطات المحلية "لا تعرف عدد القاصرين الذين دخلوا"، مشيرةً إلى أنه بحلول الجمعة، كان 438 طفلاً ويافعاً في رعاية مدينة سبتة داخل موقعين، وكانت تستعد لإنشاء مركز ثالث، معترفة بأنه ما زال "بضع مئات يتجولون في أنحاء المدينة".

وتابعت ديو: "قالوا لنا إنهم جاؤوا للزيارة أو لمشاهدة مباراة لكرة القدم مع رونالدو"، متهمة السلطات المغربية باللجوء إلى "الحيل والألاعيب" لتشجيع هذه الموجة الكبيرة من العابرين.