هيئات السلامة النووية الأوروبية قلقة من "إضعاف" المحطات الأوكرانية

time reading iconدقائق القراءة - 6
متظاهرة تقف بجانب لافتة كتب عليها "تشيرنوبلاي.. أوقفوا النووي المدني والعسكري" خلال مظاهرة مناهضة للأسلحة النووية في بوردو جنوب غربي فرنسا. 13 مارس 2022 - AFP
متظاهرة تقف بجانب لافتة كتب عليها "تشيرنوبلاي.. أوقفوا النووي المدني والعسكري" خلال مظاهرة مناهضة للأسلحة النووية في بوردو جنوب غربي فرنسا. 13 مارس 2022 - AFP
باريس-أ ف ب

عبّر المدير العام للهيئة الفرنسية للسلامة النووية، أوليفييه جوبتا، الذي يرأس أيضاً شبكة هيئات السلامة النووية في غرب أوروبا (وينرا)، الاثنين، عن القلق من "إضعاف" الأمان النووي في أوكرانيا التي تشهد حرباً.

وقال جوبتا في مقابلة مع صحيفة "ليزيكو" الاقتصادية الفرنسية: "يبدو لي أن السؤال الأول عن إضعاف السلامة (النووية)، سواء بسبب الانقطاعات في التغذية الكهربائية أو بسبب الصعوبات التي تواجهها الأطقم في أداء مهمتها". 

وبعد اجتماعات عقدها خبراء للبحث في هذا الموضوع، أضاف جوبتا أن خطوط كهرباء مهمة تسمح بتوفير قدرة تبريد مستمر قد "تدهورت" وأن السلسلة اللوجستية لوصول قطع الغيار إلى المواقع النووية الأوكرانية "ضعفت".

في محطة زابوروجيا الأوكرانية التي تعرضت في 4 مارس لقصف القوات الروسية التي باتت تحتلها منذ ذلك الوقت، لا يزال اثنان من 4 خطوط كهرباء "يعملان"، لكنّ الاتصال "بين المحطة والخارج أصبح صعباً"، وفق جوبتا.

أما في محطة تشيرنوبل، "فلم يعد هناك خط هاتف أرضي أو هاتف محمول، ولم تتلقَّ هيئة السلامة الأوكرانية أي بريد إلكتروني منذ 24 ساعة"، بحسب المسؤول. 

وفي خاركوف، تم التحذير من "أضرار قد تلحق بمركز أبحاث يضم مفاعلاً مدفوعاً بمصدر نيوتروني"، بحسب ما قال المسؤول، مضيفاً: "لحقت أضرار ببعض المباني، لكن على حد علمنا المواد النووية لم تتأثر".

"تشيرنوبل جديدة"

واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، موسكو، باللجوء إلى "الرعب النووي" والسعي "لتكرار كارثة تشيرنوبل".

وقال زيلينسكي في رسالة عبر الفيديو نشرتها الرئاسة الأوكرانية: "ليس هناك أي بلد آخر في العالم سوى روسيا أطلق النار على محطات للطاقة النووية. إنّها المرة الأولى في تاريخنا، في تاريخ البشرية. هذه الدولة الإرهابية تلجأ الآن إلى الرعب النووي".

وأضاف أنّ "أوكرانيا لديها 15 مفاعلاً نووياً. إذا حدث انفجار، فستكون نهاية كلّ شيء، ستكون نهاية أوروبا، سيتمّ إخلاء أوروبا".

وحذّر الرئيس الأوكراني من أنّه "فقط تحرّك أوروبي فوري يمكنه أن يوقف القوات الروسية. يجب أن نمنع أوروبا من الموت بسبب كارثة نووية". 

وذكّر زيلينسكي بأنّه بسبب كارثة تشيرنوبل في 1986 "عانى مئات الآلاف من عواقب وعشرات الآلاف تمّ إجلاؤهم. روسيا تريد تكرار ذلك، وهي تكرّره الآن".

وبحسب زيلينسكي فإنّ دبّابات روسية هي التي قصفت المحطة. وقال: "تتمتع هذه الدبّابات بمناظير حرارية، وبذلك فإنّهم يعرفون ما يفعلون وكانوا مستعدّين له".

وبعد أن أعلنت في بادئ الأمر أنّ القوات الروسية منعت فرق الإطفاء من الوصول إلى المنشأة النووية لإخماد النيران، قالت السلطات الأوكرانية صباح الجمعة إنّ طواقم الإطفاء تمكنت من الدخول، وباشرت إخماد النيران.

وقال جهاز الحالات الطارئة التابع للحكومة في بيان على فيسبوك، إنّ "الوحدات تدخّلت لإخماد الحريق في مبنى التدريب"، مشيراً إلى أنّ الحريق لم يسفر عن خسائر بشرية، وإنّ 40 إطفائياً و10 عربات إطفاء يشاركون في جهود إخماد النيران في المبنى البالغة مساحته نحو 2000 متر مربع.

"فقدان الاتصال"

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت الأسبوع الماضي، أنها فقدت الاتصال بالأنظمة التي تتيح إجراء عمليات مراقبة عن بُعد للمواد النووية في تشيرنوبل، المنشأة النووية القريبة من كييف والخاضعة حالياً لسيطرة القوات الروسية.

وقالت الوكالة التابعة للأمم المتّحدة في بيان، إنّ مديرها العام رافاييل جروسي "أشار إلى أنّ الإرسال عن بُعد للبيانات من أنظمة مراقبة الضمانات المثبّتة في محطة تشيرنوبل للطاقة النووية انقطع".

و"الضمانات" هو مصطلح تستخدمه الوكالة الدولية للطاقة الذرية لوصف الإجراءات التقنية التي تطبّقها على المواد والأنشطة النووية، بهدف ردع انتشار الأسلحة النووية من خلال الكشف المبكر عن أيّ إساءة استخدام لهذه المواد.

وطلبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من روسيا السماح لهؤلاء الموظفين بالعمل بالتناوب وبالخلود للراحة، وبالعمل لعدد محدد من الساعات، معتبرة هذه الشروط ضرورية لضمان سلامة الموقع.

تحذيرات

وحذّر جروسي من الوضع الصعب والمرهق الذي يجد فيه العاملون بمحطة تشيرنوبل للطاقة النووية أنفسهم والمخاطر المحتملة التي يشكّلها ذلك على الأمن النووي.

 ومع انقطاع نقل البيانات عن بُعد وعدم تمكّن الهيئة الناظمة الأوكرانية من الاتصال بالمنشأة النووية إلا عن طريق البريد الإلكتروني، كرّر جروسي عرضه القيام بزيارة إلى الموقع أو إلى أي مكان آخر للحصول من جميع الأطراف على "التزام بشأن السلامة والأمن" في محطات الكهرباء الأوكرانية العاملة بالطاقة النووية.

وكان الجيش الروسي احتل أيضاً محطة زابوروجيا للطاقة النووية في جنوب شرق أوكرانيا. واتّهمت كييف القوات الروسية بقصف المحطة بالمدفعية ما تسبّب باندلاع حريق فيها، في حين تنفي موسكو أي علاقة لها بالحريق.

وزابوروجيا هي أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، ودخلت مفاعلاتها الخدمة بين عامي 1984 و1995، وهي ذات تصميم حديث مقارنة بتشيرنوبل التي بنيت في 1970 وكانت أول محطة للطاقة النووية في أوكرانيا.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات