الأمم المتحدة تطالب بانسحاب روسي "فوري" من أوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك تلقي كلمة خلال جلسة خاصة للجمعية العامة في مقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك، 23 فبراير 2023. - Getty Images via AFP
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك تلقي كلمة خلال جلسة خاصة للجمعية العامة في مقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك، 23 فبراير 2023. - Getty Images via AFP
نيويورك- أ ف ب

طالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار مساء الخميس بانسحاب "فوري" للقوات الروسية من أوكرانيا، ودعت إلى سلام "عادل ودائم" عشية الذكرى السنوية الأولى للغزو

وحصل القرار على تأييد 141 صوتاً مقابل اعتراض سبعة أصوات، فيما امتنعت 32 دولة عن التصويت من بينها الصين والهند.

ووافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة على "عزل روسيا"، إذ دعت في الذكرى السنوية الأولى للغزو الروسي لأوكرانيا إلى "سلام شامل وعادل ودائم" مع مطالبة روسيا مجدداً بـ"سحب قواتها ووقف القتال".

وبعد يوم واحد من زيارة كبير لدبلوماسيين الصينيين وانج يي إلى موسكو، وتعهده تعميق الشراكة معها، امتنعت بكين عن التصويت. وهي المرة الرابعة التي تمتنع فيها عن المشاركة في مثل هذا التصويت منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير 2022.

وقال وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي الخميس، إثر استئناف النقاشات: "خلال عام يجب ألا نجتمع مرة أخرى في الذكرى الثانية لهذه الحرب العدوانية العبثية"، معرباً عن أمله في عقد "مؤتمر سلام" عام 2024.

لكن نظيرته الفرنسية كاترين كولونا حذّرت من منصة الأمم المتحدة من أن "روسيا لا تظهر أي رغبة في السلام".

وقالت: "إن روسيا تحاول إقناع بعضكم بأن محاولاتها لزعزعة النظام العالمي وفرض نظام على أساس القوة يصب في صالحكم. وهذا وهم"، لتضم صوتها بذلك إلى عشرات الدول الداعية إلى دعم مشروع القرار الذي سيطرح للتصويت بعد نقاشات الخميس.

وسبق لوزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، أن قال في قاعة الجمعية العامة في أول أيام النقاشات الأربعاء: "لم يكن الخط الفاصل بين الخير والشر واضحاً في التاريخ الحديث كما هو اليوم. دولة تريد البقاء وأخرى تريد القتل والتدمير".

قرار رمزي

وكانت أوكرانيا تأمل في أن يحصل النص على عدد أصوات يساوي على الأقل ما حصده القرار الذي يدين ضم روسيا مناطق أوكرانية في أكتوبر الماضي، علماً أن 143 دولة دعمن نص القرار في ذلك الحين. 

ويعتبر هذا القرار "رمزياً" قبل كل شيء، وفقاً للمحلل في "مجموعة الأزمات الدولية" ريتشارد جوان، الذي يؤكد أنه (القرار) سيفاقم عزلة روسيا ويسهم في "تقويض مزاعم بوتين بأنه يقود تحالفاً واسعاً مناهضاً للغرب".

ويشدد مشروع القرار غير الملزم على "التمسك" بـ"وحدة أراضي أوكرانيا وسلامتها"، و"يطالب" روسيا بـ"انسحاب فوري وكامل وغير مشروط لجميع قواتها العسكرية من الأراضي الأوكرانية داخل حدود البلاد المعترف بها دولياً"، في إشارة إلى المناطق التي أعلنت (روسيا) ضمّها.

كما يدعو النص، الذي شاركت في رعايته عشرات الدول من أبرزها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا والأرجنتين واليابان، إلى "وقف الأعمال العدائية". و"يشدد على الحاجة إلى تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في أسرع وقت ممكن في أوكرانيا وفقا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة".

تنديد أممي

من جهتها، قدمت بيلاروس مقترحات لتعديل القرار، تنص خصوصاً على إزالة الإشارات إلى العدوان الروسي وطلب انسحاب القوات الروسية، وتدعو الدول الأعضاء إلى "الامتناع عن نقل الأسلحة إلى منطقة النزاع".

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الأربعاء، أن الغزو يمثّل "إهانة لضميرنا الجماعي".

وقال إن "العواقب المحتملة لتصعيد النزاع، خطر واضح وقائم حالياً"، في إشارة خصوصاً إلى "تهديدات ضمنية" باستخدام السلاح النووي والأنشطة العسكرية "غير المسؤولة" في محيط محطات للطاقة النووية.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تعهد قبل أيام، مواصلة الهجوم "بشكل منهجي" في أوكرانيا، في خطاب مناهض للغرب يذكر بالحرب الباردة.

كما هاجم سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الغربيين قائلاً إنه "في سعيهم لإلحاق الهزيمة بروسيا بأي طريقة، ليس بإمكانهم التضحية بأوكرانيا فقط، بل إنهم مستعدون لإغراق العالم كله في هاوية الحرب".

وردّ مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قائلاً إن هذه الحرب لا تضع فقط "الغرب في مواجهة روسيا"، بل إن "هذه الحرب غير الشرعية تهم الجميع: الشمال والجنوب والشرق والغرب".

مبادرة صينية

في سياق متصل بما هو وارد أعلاه، وعدت الصين، التي تمتنع عموماً، مثل الهند، عن التصويت على مشاريع القرارات الأممية بشأن أوكرانيا، بالإعلان هذا الأسبوع عن مقترح "تسوية سياسية" أطلعت كييف وموسكو على جزء من مضمونه.

وحظيت القرارات الثلاثة المتعلقة بالعدوان الروسي، والتي صوتت عليها الجمعية العامة حتى الآن، بعدد أصوات يراوح بين 140 و143 صوتاً، فيما صوتت خمس دول بشكل منهجي ضدها (روسيا وبيلاروس وسوريا وكوريا الشمالية وإريتريا)، وامتنع أقل من 40 بلداً عن التصويت.

لكن التوافق كان أقل عند التصويت على قرار رابع في أبريل، عُلقت بمقتضاه عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان (93 صوتاً داعماً و24 رافضاً و58 امتناعاً عن التصويت).

اقرأ أيضاً:

تصنيفات