الصين تبدي استعدادها لـ"الحوار والتعاون" مع الولايات المتحدة

time reading iconدقائق القراءة - 4
وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال كلمته في منتدى لانتينغ في بكين، 22 فبراير 2021 - REUTERS
وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال كلمته في منتدى لانتينغ في بكين، 22 فبراير 2021 - REUTERS
دبي-رويترز

أعلنت الصين، الاثنين، أنها مستعدة للحوار مع الولايات المتحدة والتعاون في مجالات عالمية ملحّة، شرط احتكام واشنطن إلى محددات عدة "تراعي المصالح الصينية".

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، إن الولايات المتحدة والصين يمكن أن تعملا معاً في قضايا مثل تغير المناخ وجائحة كورونا، إذا أصلحتا علاقتهما الثنائية المتضررة.

وأضاف وانغ، خلال "منتدى لانتينغ" التي تنظمه وزارة الخارجية الصينية، أن بكين مستعدة لإعادة فتح حوار بنّاء مع واشنطن، بعدما تدهورت العلاقات بين البلدين إلى أدنى مستوياتها منذ عقود في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب.

شروط صينية

ودعا الوزير الصيني واشنطن إلى إلغاء الرسوم الجمركية على السلع الصينية، والتخلي عما وصفه بـ"قمع غير عقلاني" لقطاع التكنولوجيا الصيني، وهي خطوات قال إنها ستخلق "الظروف الضرورية" للتعاون.

وحضّ وانغ واشنطن على احترام المصالح الجوهرية للصين، والكف عن "تشويه سمعة" الحزب الشيوعي الحاكم، ووقف "التدخل في الشؤون الداخلية" لبكين، والتوقف عن "التواطؤ" مع القوى الانفصالية الداعية إلى الاستقلال في تايوان.

وقال وانغ في تصريحات معدّة سلفاً مترجمة إلى الإنجليزية: "خلال السنوات القليلة الماضية، قطعت الولايات المتحدة بشكل أساسي الحوار الثنائي على المستويات كافة. نحن على استعداد لإجراء اتصالات صريحة مع الجانب الأميركي والدخول في حوارات تهدف إلى حل المشاكل".

استعادة المنطق

وحضّ وزير الخارجية الصيني إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على رفع القيود التي فرضتها إدارة سلفه دونالد ترمب على التجارة والاتصالات بين أفراد، ووقف ما تعتبره بكين تدخلاً غير مبرّر في شؤون تايوان وهونغ كونغ وشينغيانغ والتبت.

وقال وانغ يي لدبلوماسيين وباحثين وصحافيين، بشأن العلاقات بين بكين وواشنطن: "نعلم أن الإدارة الأميركية الجديدة تراجع وتقيّم سياستها الخارجية.

وأضاف: "نأمل بأن يواكب صانعو السياسة الأميركية العصر، وأن يروا بوضوح اتجاه العالم، ويتخلّوا عن التحيّزات، وعن الشكوك غير المبرّرة، ويتحرّكوا لاستعادة المنطق في سياسة الصين، لضمان تطوّر صحي وراسخ للعلاقات الصينية-الأميركية".

دبلوماسية كرة الطاولة

واعتبر كبير الدبلوماسيين في الصين أن المكالمة الأخيرة (في 11 فبراير) بين الرئيس الصيني شي جينبينغ والرئيس الأميركي جو بايدن تشكل "خطوة إيجابية" في ترميم العلاقات بين البلدين العملاقين.

وقبل أن يتحدث وانغ في المنتدى، قام المسؤولون بتشغيل لقطات من "دبلوماسية كرة الطاولة" لعام 1972 عندما مهد تبادل لاعبي كرة الطاولة في بطولة العالم التي استضافتها اليابان، الطريق أمام الرئيس الأميركي آنذاك ريتشارد نيكسون لزيارة الصين، ما اعتُبر حجر أساس في عودة العلاقات الأميركية-الصينية.

قضايا خلافية

وتدهورت العلاقات بين واشنطن وبكين خلال عهد ترمب بسبب قضايا عدة، تشمل التجارة، والاتهامات الأميركية للصين بارتكاب جرائم حقوق الإنسان ضد أقلية الإيغور في منطقة شينغيانغ، وقانون الأمن القومي الذي فرضته بكين على هونغ كونغ، ومطالبات بكين الإقليمية في بحر الصين الجنوبي الغني بالموارد، فضلاً عن منشأ فيروس كورونا.

ومع تسلم إدارة بايدن مقاليد السلطة في الولايات المتحدة، أشارت واشنطن إلى أنها ستواصل الضغط على بكين، معربة عن قلقها بشأن الممارسات التجارية "القسرية وغير العادلة" لبكين، وعن تأييدها قرار الإدارة السابقة بأن الصين ارتكبت إبادة جماعية في شينغيانغ.

ورغم ذلك، تعهد بايدن اتباع نهج متعدد الأطراف، والحرص على التعاون مع بكين في قضايا مثل تغير المناخ وإقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن أسلحتها النووية.

اقرأ أيضاً: