أوكرانيا تتحضر لهجوم مضاد على خيرسون.. وزيلينسكي واثق من "النصر"

time reading iconدقائق القراءة - 6
مدرسة مدمرة نتيجة قصف في باخموت بمنطقة دونيتسك، أوكرانيا. 24 يوليو 2022 - AFP
مدرسة مدمرة نتيجة قصف في باخموت بمنطقة دونيتسك، أوكرانيا. 24 يوليو 2022 - AFP
ميكولايف / وارسو-أ ف ب

يُشكل دوي المدفعية الروسية، في قرية مُدمّرة قرب خط المواجهة في جنوب أوكرانيا، تذكيراً دائماً بالمعركة الطاحنة التي تنتظر القوات الأوكرانية في سياق ما تخطط له من هجوم مضاد على قوات روسيا، في وقت أعرب الرئيس الأوكراني عن ثقته بـ"النصر".

وتنتشر آثار الدمار في كل مكان في القرية التي لم تستعيدها القوات الأوكرانية إلّا بعد معارك طويلة وعنيفة. أغلب البيوت تقريباً مدمّرة بالكامل أو متضررة إلى حد كبير، والعديد من السيارات محترقة، فيما تنتشر حُفر خلّفتها صواريخ، ولا أثر لسكان المنطقة. 

وتنتشر مفرزة صغيرة من الجنود الأوكرانيين في خنادق محمية بأكياس رمل وحطام مبان مدمرة. وهي في حال تأهّب دائمة لصدّ مسيّرات الروس في الجوّ.

وتوعّدت كييف بشن هجوم مضاد لاستعادة السيطرة على منطقة خيرسون الاستراتيجية. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت إن قواته "تتقدّم خطوة خطوة في منطقة خيرسون".

وبيّن زيلينسكي في خطابه الليلي بالفيديو الأحد، أن أوكرانيا "ستواصل بذل كل ما في وسعها لإلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بالعدو"، وذلك في إشارة إلى الجيش الروسي، وتابع: "حتى المحتلون يعترفون بأننا سننتصر... نسمعها في محادثاتهم طوال الوقت، وفي ما يخبرون به أقاربهم عندما يتصلون بهم".

وقال زيلينسكي إن أوكرانيا لم تستسلم. وأضاف "نحن نبذل قصارى جهدنا لإلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بالعدو، ولحشد أكبر قدر ممكن من الدعم لأوكرانيا".

"صامدون"

وفي السياق، قال ستانيسلاف (49 عاماً) الذي ترك زوجته وطفليه ليقاتل الغزو الروسي لأوكرانيا "هناك من يخاف، لكن ما عسانا نفعل، نحن بحاجة إلى الدفاع عن أرضنا، إذا لم أفعل ذلك بنفسي، سيُضطرّ طفليْ إلى فعله".

وفي الوقت الراهن، تبدو القوات الأوكرانية مطمئنة إلى القيام بعمل جيد للحفاظ على خط المواجهة.

وأضاف ستانيسلاف الآتي من منطقة أوديسا المجاورة: "ليس لدينا ما يكفي من المدفعية هنا، إذا أطلقنا النار 8 مرات عليهم، يطلقون النار 48 مرة علينا. لديهم تفوق في المدفعية". ويتابع "لكننا صامدون".

وفي وقت دفعت روسيا بالجزء الأكبر من قواتها في منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، قد تكون معركة خيرسون حاسمة لتحديد مستقبل الحرب. 

وكانت خيرسون أول منطقة تسقط تحت السيطرة الروسية حين بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا. وستكون استعادتها انتصاراً رمزياً واستراتيجياً لكييف، إذ ستعني طرد القوات الروسية من منطقة رئيسية شمال معقلها أي شبه جزيرة القرم، وقطع الطريق أمام الكرملين لشن هجوم مستقبلي غرباً على طول ساحل البحر الأسود إلى أوديسا.

وستكون المعركة المقبلة اختباراً أساسياً للقوات الأوكرانية لتحديد ما إذا كانت، في ظلّ تزويدها أسلحة غربية جديدة، ستتمكن من ردع الروس واستعادة كامل أراضيها. 

وقالت كييف والمخابرات الغربية إن موسكو تعزز دفاعاتها في الجنوب في محاولة لردع أي هجوم، فيما صعّدت القوات الروسية ضرباتها على مدينة ميكولايف القريبة في محاولة على ما يبدو لوقف أي هجوم أوكراني.

"مستعدّون للهجوم المضاد"

وقال الجندي أولكسندر (45 عاماً) "سنُحرّر خيرسون، هذا أمر مؤكّد. لن نتخلّى عنها للروس"، مضيفاً "علينا الصمود ثم تدمير حشد العدو". 

واستخدمت أوكرانيا أهمّ ما حصلت عليه من أسلحة غربية ضدّ الروس في مناطقها الجنوبية، وأبرزها منظومات صواريخ موجهة من طراز هيمارس زودتها بها الولايات المتحدة يبلغ مداها 80 كيلومتراً. والهدف تدمير مخازن الأسلحة ومراكز القيادة وتعطيل خطوط الإمداد في الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.

واستهدفت القوات الأوكرانية أيضاً جسراً رئيسياً على نهر دنيبر يؤدّي إلى مدينة خيرسون، في محاولة لقطع الطريق أمام القوات الروسية المنتشرة في المدينة.

ويأمل الجندي أليكس بإرسال مزيد من صورايخ هيمارس إلى الجبهة الجنوبية، وخصوصاً أن أوكرانيا ليس لديها سوى كمية قليلة تنشرها على طول خط المواجهة الذي يزيد طوله على ألف كيلومتر. 

لكن رغم ذلك، تبقى القوات الأوكرانية "مستعدّة لأي معركة مقبلة"، بحسب قول الجندي، مضيفاً: "نحن مستعدّون للهجوم المضاد".

تبرعات لشراء "بيرقدار"

وفي سياق منفصل، بدأ الشعب البولندي حملة تبرعات جمع خلالها نحو 4.7 ملايين يورو (4.8 ملايين دولار) بهدف تقديم طائرة مسيرة مقاتلة تركية من طراز "بيرقدار" إلى أوكرانيا، وفق ما أعلن صاحب المشروع الأحد.

وكتب الصحافي سلافومير سيراكوفسكي على موقع مجلة "Krytyka Polityczna" اليسارية البولندية وهو أحد مؤسسيها، "22,500,000 زلوتي! صُنع في بولندا".

ويأتي جمع التبرعات في بولندا إثر مشروع مماثل حقق نجاحاً في مايو الماضي في ليتوانيا المجاورة.

وقال سيراكوفسكي لقناة "تي في إن 24" "حتى الآن، تمكنا فقط من مشاهدة كل هذه الأمور الفظيعة من خلال وسائل الإعلام. هنا أتيحت لنا فرصة القيام بشيء حقيقي للدفاع عن أوكرانيا، من أجل الأوكرانيين".

وشارك أكثر من مئتي ألف شخص في هذه الحملة الرامية إلى شراء مسيرة عسكرية تركية من طراز "TB2" وتقديمها إلى أوكرانيا.

وتشارك المسيرّات المقاتلة التركية التي تزوّدت بها أوكرانيا في النزاع منذ الساعات الأولى للغزو الروسي، وقد أثبتت بحسب كييف، أنها سلاح فاعل.

تصنيفات