بايدن يعلن موعد انسحاب الولايات المتحدة "نهائياً" من أفغانستان

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث من البيت الأبيض في 14 أبريل 2021  - AFP
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث من البيت الأبيض في 14 أبريل 2021 - AFP
دبي-الشرق

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، بدء انسحاب القوات الأميركية نهائياً من أفغانستان اعتباراً من أول مايو المقبل، قائلاً: "آن الأوان لعودة الجنود الأميركيين إلى الديار"، مؤكداً أنه سيقدم تحديثاً حول مسار المضي في ذلك.

وقال بايدن في كلمته التلفزيونية، بشأن الانسحاب من أفغانستان: "أبلغت الرئيس بوش بشأن قرار الانسحاب من أفغانستان"، في إشارة إلى الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش، لافتاً إلى أن "أسباب بقائنا في أفغانستان أصبحت غير واضحة على نحو متزايد".

وقال الرئيس الأميركي إن "الانسحاب سيتم بطريقة آمنة وبالتعاون الكامل مع الحلفاء"، مضيفاً: "هدفنا من الحرب في أفغانستان كان واضحاً وقضيتنا كانت عادلة. وتابع بايدن: "لا يمكن تبرير سبب بقاء قواتنا في أفغانستان بعد 20 عاماً من دخولها".

وأكد بايدن أن الولايات المتحدة "حققت الهدف" القاضي بعدم استخدام أفغانستان بعد اليوم لمهاجمة أميركا، معلناً انسحاب القوات الأميركية من هذا البلد بحلول 11 سبتمبر.

وقال بايدن: "أعتقد أن وجودنا في أفغانستان يجب أن يتركز على السبب الأول الذي دفعنا للذهاب (إلى هذا البلد)، التأكد من أن أفغانستان لن تستخدم قاعدة لمهاجمة بلادنا مجدداً، هذا ما قمنا به، لقد حققنا هذا الهدف".

تهديدات أخرى

وأضاف: "الولايات المتحدة ستركز على التهديدات الإرهابية التي تظهر في أماكن أخرى إضافة إلى الصين"، مؤكداً أنه "يجب ألا تُستخدم القوات الأميركية ورقة مساومة بين الأطراف المتحاربة في دول أخرى".

وقال: "سنواصل العمل لمنع معاودة ظهور الإرهاب، على طالبان أن تعرف أنه إذا هاجمت القوات أثناء الانسحاب فسنرد بكل ما أوتينا من قوة".

وأشار الرئيس الأميركي إلى أن واشنطن قضت على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن قبل 10 سنوات ومع ذلك بقيت في أفغانستان لعقد آخر، ومنذ ذلك الحين فإن سبب بقائها أصبح أقل وضوحاً أكثر فأكثر.

ولفت إلى أنه مع انتشار الإرهاب خارج أفغانستان؛ إلا أن القوات الأميركية بقيت في بلد واحد، لافتاً إلى هذا أن هذا التمركز "الذي لا مغزى له" كلف المليارات كل عام.

اتفاقية الانسحاب

وبخصوص الاتفاقية التي تمت بين الولايات المتحدة وطالبان في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، والتي تنص على خروج كافة القوات الأميركية من أفغانستان بحلول الأول من مايو المقبل، أشار بايدن إلى أنه ملتزم بهذه الاتفاقية التي لم يتفاوض عليها، لكنها تمت باسم الولايات المتحدة، موضحاً أن واشنطن ستبدأ الانسحاب النهائي في الأول من مايو هذا العام.

وحث بايدن طالبان على الوفاء "بالتزامها" لمكافحة الإرهاب، محذراً الحركة من أنها "إذا هاجمتنا عند الانسحاب، فإننا سندافع عن أنفسنا وحلفائنا بكل الوسائل المتاحة لنا".

ودعا الرئيس الأميركي باكستان إلى "بذل مزيد" من الجهود لدعم أفغانستان، وقال إن الصين وروسيا وتركيا لها مصلحة في استقرار أفغانستان.

وأضاف: "لن نغفل أعيننا عن تهديد الإرهاب، وسنعيد تنظيم قدراتنا لمكافحة الإرهاب ومنع تجدد ظهور الإرهابيين وتهديدهم للولايات المتحدة".

وتابع بايدن: "بتوجيه مني فإن فريقي يعيد صياغة استراتيجيتنا القومية لمراقبة وتعطيل التهديدات الإرهابية ليس في أفغانستان فحسب وإنما في أي مكان تظهر لفيه في إفريقيا أو أوروبا أو الشرق الأوسط أو ي مكان آخر".

دعم أفغانستان

وأكد الرئيس الأميركي أن بلاده ستواصل دعم الحكومة الأفغانية، وستقدم الدعم لقوات الدفاع والأمن الأفغانية.

كما أكد دعم واشنطن لمباحثات السلام بين الأطراف المختلفة في أفغانستان، وحقوق المرأة الأفغانية، وذلك من خلال المساعدات الإنسانية والتنموية.

وسيسمح قرار بايدن ببقاء قوات في أفغانستان بعد الأول من مايو، لكن المسؤولين أشاروا إلى أن من الممكن رحيل القوات كلها قبل 11 سبتمبر.

ورجحت وزيرة الدفاع الألمانية أنيغريت كرامب كارنباور، الأربعاء، انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" من أفغانستان بحلول سبتمبر المقبل.

وصرّحت كرامب كارنباور للإذاعة العامة الألمانية "آ إر دي"، قبل اجتماع لوزراء الدفاع والخارجية للدول الأعضاء في الحلف الأطلسي: "قلنا دائماً: ندخل معاً (مع الأميركيين) ونخرج معاً".

رد أفغاني

وقال الرئيس الأفغاني أشرف غني، الأربعاء، إنه ناقش مع نظيره الأميركي جو بايدن، انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بحلول سبتمبر، مؤكداً أن قوات بلاده "قادرة على الدفاع عن شعبها".

وأضاف غني عبر حسابه على تويتر، أن "أفغانستان تحترم القرار الأميركي، وسنعمل مع شركائنا في الولايات المتحدة لضمان انسحاب سلس.. وبينما نتحرك نحو طور جديد من شراكتنا نتابع العمل مع الولايات المتحدة والناتو في جهود السلام القائمة".

موقف طالبان

ومع إعلان واشنطن عن تأخير خروج قواتها حتى سبتمبر، أعلنت حركة طالبان أنها لن تشارك في قمة بشأن مستقبل أفغانستان، من المقرر أن تُعقد في مدينة إسطنبول التركية لاحقاً في أبريل الجاري، ما لم تخرج كل القوات الأجنبية من البلاد.

وجاء في تغريدة للمتحدث باسم مكتب طالبان في قطر، محمد نعيم: "إلى أن تنسحب كل القوات الأجنبية من بلادنا، لن نشارك في أي مؤتمر قد تتّخذ خلاله قرارات بشأن أفغانستان".

انسحاب بريطانيا

وفي السياق، قالت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية إن المملكة المتحدة ستسحب كل قواتها تقريباً من أفغانستان، في أعقاب إعلان الخطة الأميركية لسحب قواتها بحلول 11 سبتمبر 2021.

أضافت الصحيفة أن بريطانيا وضعت خططاً لتسليم السيطرة على الأكاديمية في كابول، حيث تساعد القوات في تدريب الجنود الأفغان، للحكومة.

قلق روسي

من جانبها، أعربت روسيا، الأربعاء، عن قلقها لإعلان الرئيس جو بايدن انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر، علماً بأن الموعد المقرر أصلاً للانسحاب كان الأول من مايو.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان "هذا الأمر يثير القلق من تصعيد محتمل مقبل للنزاع المسلح في أفغانستان، والذي قد يؤدي بدوره إلى تقويض الجهود لإطلاق مفاوضات بين الأطراف الأفغانية".

اقرأ أيضاً: