
أعلن جهاز الأمن الفيدرالي في روسيا، الاثنين، إحباط ما قال إنها عملية للاستخبارات العسكرية الأوكرانية كانت "تهدف لتجنيد طيارين روس واختطاف مقاتلات"، متهماً الاستخبارات البريطانية بأنها "الداعم الرئيسي" للخطة، حسبما نقل تلفزيون "روسيا اليوم" الحكومي.
في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع البريطانية، إن روسيا تواجه أزمة صيانة لالآف المركبات العسكرية التي دُمرت في الحرب.
ودخل الغزو الروسي لأوكرانيا والذي بدأ في 24 فبراير، شهره السادس في ظل هجمات متبادلة وغياب مؤشرات على حل قريب للأزمة.
ونسبت شبكة "روسيا اليوم" لجهاز الأمن الفيدرالي قوله، إن الاستخبارات الأوكرانية "كانت تعمل بالتنسيق مع استخبارات بلدان حلف شمال الأطلسي"، متهماً الاستخبارات البريطانية بأنها "الداعم الرئيسي" في هذه العملية.
وأضاف أن الاستخبارات العسكرية الأوكرانية "عملت تحت إشراف السلطات في كييف وحاولت تجنيد وإغراء طيارين عسكريين روس مقابل مكافأة مالية كبيرة وضمانات للحصول على جنسية إحدى دول الاتحاد الأوروبي".
وأشار جهاز الأمن الفيدرالي، وفقاً لـ"روسيا اليوم"، إلى أن العملية الاستخباراتية كانت تهدف إلى "إقناع الطيارين الروس بالهبوط في المطارات التي تسيطر عليها القوات المسلحة الأوكرانية".
وقال إن الخطة كانت تهدف لاختطاف مقاتلات من نوع "سو 24" و"سو 34" أو "تو 22 إم3".
وأشار إلى أن عملية استخباراتية روسية مضادة، تمكنت من "الحصول على معلومات ساعدت القوات الروسية في استهداف عدد من المنشآت العسكرية الأوكرانية".
كما تم "تحديد موظفي الاستخبارات الأوكرانية المشاركين في العملية والمتواطئين معهم"، حسبما نقلت "روسيا اليوم".
معضلة القادة الروس شرقاً
من جانبها، قالت وزارة الدفاع البريطانية في تقييمها الاستخباراتي اليومي للوضع في أوكرانيا، الاثنين، إن القتال "غير الحاسم" يتواصل في إقليم دونباس شرقاً ومدينة خيرسون جنوباً، وأن القادة الروس يواصلون مواجهة معضلة "توجيه مواردهم العسكرية للعملية الهجومية في الشرق أو دعم دفاعاتهم في الغرب".
وقالت إن الاستخبارات البريطانية تعرفت في 18 يوليو على مركز لإصلاح وتجديد المركبات العسكرية الروسية بالقرب من مدينة بارفينوك في بيلجورود الواقعة على بعد 10 كيلومترات من الحدود الأوكرانية.
وأشارت إلى أنها رصدت "300 مركبة عسكرية وآلية مدمرة على الأقل بالمركز، بينها دبابات قتال رئيسية، وناقلات جند مدرعة، ومركبات عامة للدعم".
وقالت وزارة الدفاع البريطانية، إنه بالإضافة إلى "مشكلات نقص الجنود الموثقة"، فإنه من المرجح أن تواصل روسيا معاناتها لإصلاح آلاف من المركبات القتالية التي دمرت في حرب أوكرانيا.
وكانت كييف قد توعدت بشن هجوم مضاد لاستعادة السيطرة على منطقة خيرسون الاستراتيجية. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت إن قواته "تتقدّم خطوة خطوة في منطقة خيرسون".
وبيّن زيلينسكي في خطابه الليلي، الأحد، أن أوكرانيا "ستواصل بذل كل ما في وسعها لإلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بالعدو"، وذلك في إشارة إلى الجيش الروسي، وتابع: "المحتلون يعترفون بأننا سننتصر.. نسمعها في محادثاتهم طوال الوقت، وفي ما يخبرون به أقاربهم عندما يتصلون بهم".
وقال زيلينسكي إن أوكرانيا لم تستسلم. وأضاف "نحن نبذل قصارى جهدنا لإلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بالعدو، ولحشد أكبر قدر ممكن من الدعم لأوكرانيا".
محكمة للعسكريين الأوكرانيين
في غضون ذلك، قال رئيس لجنة التحقيق الروسية إن موسكو وجهت اتهامات إلى 92 من العسكريين الأوكرانيين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية واقترحت تشكيل محكمة دولية تدعمها دول من بينها بوليفيا وإيران وسوريا، حسبما ذكرت وكالة "رويترز".
ونقلت صحيفة روسيسكايا جازيتا الحكومية، الاثنين، عن رئيس اللجنة ألكسندر باستريكين اتهامه "أكثر من 220 شخصاً من بينهم ممثلو القيادة العليا للقوات المسلحة الأوكرانية إضافة إلى قادة وحدات عسكرية قصفت السكان المدنيين".
وقال إن هؤلاء الأوكرانيين تورطوا في ارتكاب "جرائم ضد سلام وأمن البشرية لا تسقط بالتقادم".
وقال باستريكين، الذي تحقق لجنته في الجرائم الكبرى، إنه تم توجيه اتهامات لاثنين وتسعين من القادة ومرؤوسيهم وإنه تم إعلان أن 96 شخصاً، بينهم 51 من قادة القوات المسلحة، مطلوبون للعدالة.
ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق بشكل مستقل من اتهامات اللجنة. ولم يتسن الاتصال بالسلطات الأوكرانية للتعليق.
واتفقت الولايات المتحدة وأكثر من 40 دولة أخرى في وقت سابق من الشهر الجاري على تنسيق إجراء تحقيقات في جرائم الحرب المشتبه بها في أوكرانيا.
ومنذ أن بدأت القوات الروسية ما تصفه بعملية عسكرية خاصة في فبراير قامت بقصف مدن أوكرانية وحولتها إلى أنقاض وخلفت وراءها جثثاً في شوارع البلدات والقرى التي احتلتها. وتقول أوكرانيا إن عشرات الآلاف من المدنيين لقوا حتفهم. وتنفي موسكو مسؤوليتها.
ووردت أيضاً بعض التقارير عن إساءة معاملة الأوكرانيين للسجناء الروس على الرغم من أن معظم الاتهامات التي وثقتها هيئات مثل الأمم المتحدة تتعلق بفظائع مزعومة ارتكبها الغزاة الروس ووكلائهم، حسبما ذكرت "رويترز".
اقرأ أيضاً: