أردوغان: "الدول الداعمة للإرهاب" لن تدخل الناتو ما دمت في منصبي

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال اجتماع حزبه "التنمية والعدالة" في أنقرة - 18 مايو 2022 - AFP
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال اجتماع حزبه "التنمية والعدالة" في أنقرة - 18 مايو 2022 - AFP
أنقرة- وكالات

أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنه لن يسمح بانضمام دول "داعمة للإرهاب" إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، طالما بقي في منصبه، في إشارة إلى السويد وفنلندا، مكرراً اتهامهما بدعم الإرهاب. 

وقال الرئيس التركي للصحافيين، خلال رحلة عودته من أذربيجان، بحسب ما نقلت وكالة الأناضول التركية الرسمية، "ما دام طيب أردوغان رئيساً لجمهورية تركيا، لا يمكننا بالتأكيد أن نقول (نعم) لدخول الدول التي تدعم الإرهاب لحلف شمال الأطلسي".

وأخفق اجتماع عقدته تركيا مع وفدين من السويد وفنلندا، في أنقرة الأربعاء الماضي، في تحقيق اختراق يتيح رفع تركيا اعتراضها على انضمام الدولتين الأوروبيتين إلى الحلف، في ظل مؤشرات إلى أن أنقرة لن تحسم موقفها قبل قمة مرتقبة للناتو في مدريد الشهر المقبل.

ولم تحقق محادثات الوفدين في أنقرة، تقدماً يُذكر، فيما لم يتحدد موعد آخر للمناقشات التالية، علماً أن موافقة جميع الأعضاء الثلاثين في "الناتو"، ضرورية لتوسيع الحلف.

وقدّمت ستوكهولم وهلسنكي طلباً لعضوية "الناتو"، في إطار تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا الذي دفع العاصمتين إلى التخلّي عن حيادهما التاريخي.

وتتهم أنقرة البلدين بتأمين ملاذ آمن لـ"حزب العمال الكردستاني"، المدرج على لوائح الإرهاب في تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وبرفض تسليمها "إرهابيين"، بينهم مؤيّدون للداعية التركي المعارض فتح الله جولن، المقيم في الولايات المتحدة منذ عام 1999، والذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في عام 2016. كذلك فرضت السويد وفنلندا ودول أخرى قيوداً على صادرات الأسلحة إلى تركيا، بعدما شنّت هجوماً عسكرياً على "وحدات حماية الشعب" الكردية في شمال سوريا عام 2019.

"ليسوا صادقين"

لكن أردوغان اعتبر أن المحادثات بين تركيا ووفدي فنلندا والسويد لم تكن على "المستوى المتوقع"، مشيراً إلى أن الدولتين لم تتخذا أيّ خطوات لتبديد المخاوف الأمنية لبلاده، علماً أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حضّه، في اتصال هاتفي، الخميس الماضي، على "احترام الخيار السيادي" لفنلندا والسويد بطلب انضمامهما إلى الحلف، متمنياً التوصل سريعاً إلى "حلّ" لمعارضة تركيا.

وأشار أردوغان إلى مقابلة بثها التلفزيون الرسمي السويدي مع صالح مسلم، عضو الإدارة الكردية السورية في شمال شرق سوريا، ليلة اجتماع الوفدين الفنلندي والسويدي في أنقرة، معتبراً ذلك دليلاً على دعم ستوكهولم لمسلحي "وحدات حماية الشعب" الكردية في سوريا.

وقال: "إنهم ليسوا صادقين أو مخلصين. لا يمكننا تكرار الخطأ الذي ارتُكب في الماضي، في ما يتعلّق بدول تحتضن مثل هؤلاء الإرهابيين وتغذيهم في حلف شمال الأطلسي، وهو منظمة أمنية". كما اتهم ألمانيا وفرنسا وهولندا بارتكاب "الخطأ" ذاته بدعم الإرهاب، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".

هجوم على اليونان

وكالة الأناضول الرسمية التركية للأنباء نقلت عن أردوغان قوله إن تركيا وقعت في خطأ السماح لليونان بالانضمام مجدداً إلى "الناتو" في عام 1980، بعدما انسحبت منه في عام 1974. وقال: "اليونان كذلك كانت تتبنّى الخطابات ذاتها (مثل السويد)، كانت تقول لن يحدث شيئاً، واليوم انظروا إلى اليونان: إنها مدينة لأوروبا بأكثر من 400 مليار يورو، وعلى أراضيها 9 قواعد عسكرية أميركية".

وسأل: "لماذا وضد مَن تُبنى هذه القواعد؟ قالوا إنها ضد روسيا، ولكن هذا كذب وهم ليسوا صادقين". واعتبر أن موقف اليونان من تركيا واضح ولا يحتاج إلى شرح، بحسب "الأناضول".

وذكّر بكلمة ألقاها رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، أمام الكونجرس الأميركي قبل أسبوعين، متهماً إياه بتحريض الأميركيين على عرقلة بيع أنقرة مقاتلات أميركية من طراز F-16. وقال: "المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين".

وتطرّق إلى إلغاء أنقرة اجتماع المجلس الاستراتيجي مع أثينا، قائلاً إن ميتسوتاكيس "لم يعُد محاوراً لي".

وشدد أردوغان على أن تركيا تريد أن ترى نهاية للحرب بين روسيا وأوكرانيا في أقرب وقت، مستدركاً أن الوضع بات أكثر سلبية كل يوم. وذكر أنه سيجري اتصالين هاتفيين مع الجانبين الاثنين، مضيفاً: "سنواصل تشجيع الأطراف على فتح قنوات للحوار والدبلوماسية".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات