أوكرانيون يروون أهوال ما رأوا بعد العودة إلى بوتشا

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، ورئيس الوزراء السلوفاكي إدوارد هيجر، ورئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال يقفون بجوار مقبرة جماعية أثناء زيارتهم لبلدة بوتشا، أوكرانيا. 8 أبريل 2022 - REUTERS
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، ورئيس الوزراء السلوفاكي إدوارد هيجر، ورئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال يقفون بجوار مقبرة جماعية أثناء زيارتهم لبلدة بوتشا، أوكرانيا. 8 أبريل 2022 - REUTERS
بوتشا-رويترز

أصبحت بلدة بوتشا الأوكرانيا معروفة في جميع أنحاء العالم بعد ظهور صور لضحايا مدنيين خلفتهم القوات الروسية في الشوارع الأسبوع الماضي، بعدما سيطرت على المدينة قرابة أسبوعين، ما أثار غضباً دولياً عارماً، ونفياً روسياً، بعدما اعتبرت موسكو الصور "مفبركة".

وقبل الحرب في أوكرانيا، كان عمل بودان زوبتشوك ضمن أفراد الشرطة ينطوي على القيام بدوريات في شوارع بوتشا الهادئة على مشارف كييف ومواجهة جرائم صغيرة، بينما يتعامل مع شكاوى بسيطة من السكان.

وقال زوبتشوك، وهو يسير في أحد الشوارع حيث تم العثور على جثث العديد من الضحايا بعد انسحاب القوات الروسية أواخر الشهر الماضي، إن مسقط رأسه ووظيفته لن يكونا كسابق عهدهما، مضيفاً "لن ننسى كل ما رأيناه هنا، وسيبقى معنا (الأوكرانيون) طوال حياتنا".

وأشار الشرطي الذي يبلغ من العمر 29 عاماً، إلى أنه منذ مغادرة القوات الروسية، تم تكليفه مع زملائه من أفراد الشرطة بمساعدة الناجين المصابين بصدمات نفسية، والقيام بمهام مثل تلقي المساعدات الإنسانية والتحقق من عدم وجود ذخائر غير منفجرة في أنحاء البلدة.

وقال زوبتشوك: "في كل مرة أخرج في دورية بهذا الشارع، سأُعاود التفكير في ما حدث هنا".

ضحايا في الطرقات

وقال مسؤولون أوكرانيون إنه تم العثور على جثث مئات المدنيين منذ انسحاب الروس، فيما أفاد نائب رئيس بلدية بوتشا، بأن 360 مدنياً سقطوا خلال الغزو الروسي.

ووصفت روسيا التي نفت مراراً استهداف المدنيين منذ غزو أوكرانيا في 24 فبراير، المزاعم بأن القوات الروسية أعدمت المدنيين في بوتشا أثناء احتلالها للبلدة بأنها اتهامات زائفة تهدف إلى تشويه سمعة الجيش الروسي.

ورأى شهود من "رويترز" رفات 5 أشخاص في بوتشا أصيبوا برصاص في الرأس. وكان أحدهم مقيد اليدين خلف ظهره بينما كان آخر مكبل القدمين.

وبحلول السبت، كان العمال المحليون والسكان قد رفعوا الجثث بالفعل من الشوارع، لكن لا تزال آثار القصف المدفعي موجودة في أنحاء البلدة.

وبدأ محققو الطب الشرعي الجمعة، في استخراج الرفات من مقبرة جماعية في بوتشا، ورفعوا الجثث بعناية من خندق موحل لفحصها وتحديد هوية أصحابها.

وخلال الأسابيع التي أعقبت وصول القوات الروسية إلى بوتشا، قال زوبتشوك إنه ورفاقه من الضباط اختبأوا في الأقبية واستمروا في العمل حتى فروا من البلدة مع أسرهم.

وأضاف أن الجنود الروس أثناء احتلالهم للبلدة كانوا يجوبونها بحثاً عن أفراد الشرطة المحليين وذوي الخبرات العسكرية.

"قلبي مفطور"

وفي مكان آخر في بوتشا، رفع متطوعون الأنقاض السبت، بينما استخدم عمال يضعون الخوذات، رافعات ثقيلة لرفع ما تبقى من حطام الدبابات الروسية.

وتصف موسكو الحرب بأنها "عملية خاصة" لنزع السلاح و"القضاء على النازيين الجدد" في جارتها. وتقول أوكرانيا وحلفاؤها إن هذه ذريعة لا أساس لها لشن الحرب.

وكانت فاليري ليسينكو واحدة من بين العديد من السكان الذين عادوا إلى بوتشا لرؤية الأضرار مباشرة. وقالت ليسينكو إنها فرت من مسقط رأسها بعد ما يزيد قليلاً على أسبوع من دخول القوات الروسية إلى بوتشا.

وقالت ليسينكو إنها كانت تدعو أصدقاءها دائماً قبل الحرب لزيارة بوتشا، واصفة لهم إياها "بجزيرة" هادئة قرب كييف تتسم بوجود الحدائق الجميلة والبنية التحتية الرائعة.

وقالت: "الشيء الوحيد الذي باتوا يعرفونه (عن بوتشا) هو الموت وقتل أناس مكبلي الأيدي والأقدام، وتعذيب الناس وقتلهم، هذا أمر يحطم قلبي". وأضافت: "إذا قلت إنني أشعر بالألم، فهذا يمثل فقط واحداً بالمئة مما أشعر به".

تصنيفات