منحت السلطات الروسية أكثر من 300 ألف شخص جنسيتها خلال الأشهر الستة الأولى من 2020، بعد اعتماد قانون الجنسية الجديد هناك، وسط توقعات بزيادة الأرقام بعد انتهاء أزمة كورونا.
وقالت وزارة الداخلية الروسية، في بيان، إن 302 ألف و161 شخصاً حصلوا على الجنسية في الفترة بين يناير ويونيو من العام الجاري، بينهم 185 ألفاً و306 أشخاص من أوكرانيا، و31 ألفاً و351 من طاجيكستان، و23 ألفاً و344 من كازاخستان، و14 الفاً و133 من أرمينيا. أما من الدول العربية، فهناك 314 شخصاً من سوريا و30 من المغرب، و24 فلسطينياً، و22 لبنانياً وشخص واحد من ليبيا.
قانون الجنسية الجديد
وأرجع سيرجي ريازانتسيف، مدير معهد البحوث الاجتماعية والسياسية بالمركز الاتحادي للبحوث الاجتماعية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، في حديثه لـ"الشرق"، أسباب تلك الأعداد الكبيرة إلى عدة عوامل، منها "الإجراءات الإدارية، حيث بدأت عملية تسهيل الحصول على الجنسية الروسية في 24 يوليو، وذلك بعد ما تم تمرير قانون الجنسية الجديد".
وبعد أن وقع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، القانون الاتحادي الجديد، دخل القانون الذي يسهل إجراءات الحصول على الجنسية للأجانب وعديمي الجنسية حيز التنفيذ في 24 يوليو الجاري، وهو لا يتضمن شرط التخلي عن الجنسية الأصلية، إذ كانت التشريعات السابقة تُلزم المتقدم، بالتوجه إلى الهيئة المختصة في دولة أجنبية، بوثيقة تؤكد طلبه التخلي عن جنسيته الأصلية.
ولا يشترط القانون الجديد عند التقدم بطلب للحصول على الجنسية، الإقامة في البلاد لمدة 3 سنوات أو أكثر، وكذلك إثبات وجود مصدر قانوني لكسب الرزق للبالغين ممن ليست لديهم جنسيات، ولحاملي جنسية جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة الذين لم يحصلوا على الجنسية في دولهم الجديدة.
وتسري هذه القاعدة نفسها على الأجانب المتزوجين من الروس، ويعيشون في روسيا ولديهم أطفال مشتركون، وأيضاً الأجانب الذين يحمل أحد والديهم الجنسية الروسية ويعيشون في البلاد.
وقال ريازانتسيف إن "الحاصلين على حق الإقامة الدائمة كان يجب عليهم سابقاً الانتظار لمدة 3 أو 5 سنوات"، مشيراً إلى أنه بعد دخول القانون الجديد حيز التنفيذ سيشهد عدد الحاصلين على جنسية روسية ارتفاعاً ملحوظاً.
خريجو الجامعات
وأضاف ريازانتسيف أن خريجي الجامعات الروسية، كانوا ينتظرون الجنسية سابقاً لمدة 3 سنوات، في حين سيتمكنون الآن من الحصول عليها خلال عام واحد، مشيراً إلى أن توجه زيادة عدد الحاصلين على الجنسية في البلاد بدأ قبل فترة طويلة.
وأوضح ريازانتسيف أن هناك أسباباً أخرى وراء ارتفاع أرقام الحاصلين على الجنسية، تتعلق بالأمور الاجتماعية والديموغرافية، من بينها الزواج والرغبة في الإقامة بروسيا.
تجربة صعبة
نورس هدهد، سوري متزوج من روسية، حصل على الجنسية في يوليو 2019، قال إنه كانت هناك بعض الصعوبات في الحصول عليها بالنسبة له.
وأضاف لـ"الشرق": "مركز تقديم الوثائق كان بعيداً جداً، والموظفون أحياناً كانوا لا يقبلون الوثائق بسبب أخطاء بسيطة، وكانوا يعيدونها إلينا دائماً".
وتابع هدهد: "على الأجنبي أن تكون لديه إقامة في موسكو، وأنا أسكن في السكن الجامعي، هذه كانت مشكلة كبيرة بالنسبة لي، لكنها الآن حُلّت، واستأجرت بيتاً في العاصمة".
كوادر شبابية جديدة
ويسود اعتقاد بين متخصصين في العلوم الاجتماعية والديموغرافية أن روسيا بحاجة إلى كوادر جديدة وقوى عاملة من الشباب، خصوصاً من ممثلي الجمهوريات السوفيتية السابقة والشعوب القريبة من الثقافة الروسية.
وفيما تشير إحصاءات 2019 إلى أن أعداد المواليد كانت 10.1 لكل 1000 بينما بلغت أعداد الوفيات 12.3 لكل ألف، فإن الإحصاءات المحلية تشير إلى أن وتيرة الولادة واصلت هبوطها في عام 2020، كما تراجعت نسبة الوفيات في يناير بنسبة 5%.
ولتحسين الوضع الديموغرافي وتشجيع الولادة في البلاد قدمت الحكومة الروسية برامج عدة للدعم والتحفيز، بينها دعم الأسر مع الأطفال مادياً خلال جائحة كورونا الأخيرة لتخصيص الأموال مباشرة من الميزانية الروسية.
كما يتوقع البعض أن انخفاض عدد السكان في البلاد لعام 2020 قد يتسارع بنسبة 400 ألف شخص، ما سيتطلب المزيد من القوى العاملة والسكان الجدد.