ارتفاع أسعار الحبوب بعد قصف ميناء وصوامع أوكرانية

time reading iconدقائق القراءة - 7
مستودع حبوب في ميناء أوديسا البحري في أوكرانيا. 19 أغسطس 2022 - REUTERS
مستودع حبوب في ميناء أوديسا البحري في أوكرانيا. 19 أغسطس 2022 - REUTERS
كييف-رويترز

قالت أوكرانيا إن طائرات روسية مسيرة نفذت هجوماً في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، على ميناء ومنشآت تخزين الحبوب في منطقة أوديسا الساحلية جنوب البلاد وميناء إزمايل على نهر الدانوب، ما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية العالمية مع تكثيف استخدام موسكو للقوة لإعادة فرض حصار على صادرات أوكرانيا من الحبوب.

ويشكل ميناء إزمايل، الذي يقع على نهر الدانوب في الجهة المقابلة لرومانيا العضو في حلف شمال الأطلسي، طريقاً بديلاً رئيسياً لصادرات الحبوب من أوكرانيا منذ أن أعادت روسيا فرض الحصار الفعلي على موانئ أوكرانيا على البحر الأسود في منتصف يوليو.

وقفزت أسعار القمح في مجلس شيكاجو للتجارة أربعة بالمئة في أعقاب هجوم اليوم الأربعاء، مع تجدد قلق التجار إزاء تضرر الإمدادات العالمية من فقد السوق لأوكرانيا، أحد أكبر مصدري المواد الغذائية في العالم.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تيليجرام "للأسف وقعت أضرار... والأبرز في جنوب البلاد. هاجم الإرهابيون الروس مرة أخرى الموانئ والحبوب بما يهدد الأمن الغذائي العالمي".

وكثفت روسيا هجماتها على البنية التحتية للقطاع الزراعي والموانيء في أوكرانيا بعد أن رفضت تمديد اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود الذي كان يسمح بالعبور الآمن لصادرات الحبوب الأوكرانية.

مكالمة بين بوتين وأردوغان

بدوره، قال الكرملين إن الرئيس فلاديمير بوتين تحدث هاتفياً مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، راعي اتفاق تصدير الحبوب.

وكرر بوتين شرط روسيا للعودة إلى اتفاق الحبوب، وهو تنفيذ اتفاق مواز لتحسين شروط صادراتها من الغذاء والأسمدة. وهذه الصادرات معفاة بالفعل من العقوبات التي يقول الغرب إن موسكو تهدف إلى تقويضها من خلال ممارسة الضغط على الإمدادات الغذائية العالمية.

وقالت موسكو إن مثل هذه الهجمات انتقامية لضربة أوكرانية على جسر تستخدمه روسيا لنقل الإمدادات إلى قواتها في جنوب أوكرانيا.

ووضعت السفيرة الأميركية لدى أوكرانيا بريجيت برينك قائمة بالأهداف الروسية الأخيرة. وقالت في بيان أصدرته السفارة "منازل، موانئ، صوامع حبوب، مبان تاريخية، رجال، نساء، أطفال".

وتقول كييف إن الهدف من الضربات هو إعادة فرض الحصار الروسي من خلال إقناع شركات الشحن وشركات التأمين بأن الموانئ الأوكرانية غير آمنة لاستئناف الصادرات.

وقالت ناتاليا هومينيوك، المتحدثة باسم القيادة الجنوبية للجيش الأوكراني، "من أولويات العدو إقناع المجتمع الدولي وملاك السفن على وجه الخصوص بأن موانئ أوديسا وموانئ أوكرانيا أماكن غير موثوقة للعمل والتحميل والملاحة. لإقناعهم بأن الملاحة في اتجاه الموانئ الخاضعة للسيطرة الأوكرانية أمر خطير".

ويشعر المنتجون في أوكرانيا بالفعل بالتأثير. فقد قال كيس هويزينجا، وهو مزارع في منطقة تشيركاسي بوسط أوكرانيا، لرويترز "بسبب القصف، النتيجة المباشرة لمزرعتنا هي أننا لا نستطيع تسليم 700 طن من الشعير المتعاقد عليه والذي كان من المفترض أن نسلمه اليوم".

 "استهداف الحبوب الأوكرانية"

وقال سيرهي براتشوك المتحدث باسم إدارة أوديسا العسكرية في بيان عبر الفيديو "العدو... يحاول إتلاف الحبوب الأوكرانية بمهاجمة البنية التحتية الصناعية والموانئ. للأسف هناك ضربات وصلت لأهدافها وللأسف لحقت أضرار بصومعة واندلعت حرائق في الموقع".

وأضاف "روسيا تحاول فصل أوكرانيا عن أي اتفاق حبوب مستقبلي والأهم أنها استراتيجياً تحاول إزالة بلادنا من سوق الغذاء العالمية".

وذكرت وسائل إعلام أوكرانية أن الطائرات المسيرة جاءت من ناحية البحر الأسود ثم اتجهت صوب ‭‭‬‬‬‬‬ميناء إزمايل وهو ميناء رئيسي في دلتا نهر الدانوب تُنقل منه الحبوب الأوكرانية إلى ميناء كونستانتسا الروماني المطل على البحر الأسود لنقل شحنات الحبوب منه بعد ذلك.

 شريان حيوي لنقل الحبوب

وأصبحت موانئ أوكرانيا على نهر الدانوب شرياناً حيوياً لصادرات الحبوب الأوكرانية بعد أن انسحبت روسيا من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود في منتصف يوليو.

وتوسطت الأمم المتحدة وتركيا في إبرام الاتفاق قبل عام بما سمح لأوكرانيا بمواصلة التصدير عبر الموانئ المطلة على البحر الأسود بهدف تخفيف أزمة غذاء عالمية.

وانسحبت روسيا من الاتفاق في 17 يوليو وعزت ذلك إلى عدم تخفيف عقوبات تعرقل صادراتها من الحبوب والأسمدة وحذرت من أن السفن المتجهة للموانئ البحرية الأوكرانية قد تعتبر أهدافا عسكرية.

وقال محللون، الثلاثاء، إن انهيار الاتفاق أسفر عن تراجع حاد في صادرات الحبوب الأوكرانية في يوليو بنسبة 40 بالمئة مقارنة مع يونيو.

وأجبر التهديد الذي يتعرض له الشحن عبر الموانئ الساحلية أوكرانيا على تحويل المزيد من شحنات الحبوب إلى الموانئ المطلة على نهر الدانوب التي تعاملت مع ربع الصادرات على الأقل قبل انتهاء سريان اتفاق البحر الأسود.

وفي أواخر يونيو، استهدفت طائرات مسيرة روسية ميناء إزمايل مما دمر مخازن للحبوب. والأحد، ذكرت وسائل إعلام أوكرانية أن العديد من الشحنات الأجنبية وصلت للميناء من البحر الأسود للمرة الأولى منذ انتهاء أجل اتفاق الحبوب.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات