بريطانيا: طالبان تعتقد أنها ربحت المعركة بانسحاب القوات الأجنبية

time reading iconدقائق القراءة - 5
طفل أفغاني يمر أمام جنود ضمن القوات الأجنبية في أفغانستان عام 2008 - AFP
طفل أفغاني يمر أمام جنود ضمن القوات الأجنبية في أفغانستان عام 2008 - AFP
دبي- الشرق

أرجعت سفيرة المملكة المتحدة لدى أفغانستان أليسون بليك، الثلاثاء، عدم رغبة حركة طالبان في الانخراط في محادثات سلام، إلى اعتقاد الحركة أنها ربحت على خلفية انسحاب القوات الأجنبية، مؤكدة أن المجال لن يبقى مفتوحاً أمام طالبان لبسط سيطرتها.

ومن المقرر أن تنتهي عملية سحب القوات الأجنبية من أفغانستان في سبتمبر المقبل، ليتولى الجيش الأفغاني وحده مسؤولية التصدي لحركة طالبان، التي باتت تتحدى سلطات كابول في أكثر من نصف الأراضي الأفغانية. 

ونقلت صحيفة "غارديان" عن بليك القول، في ندوة صحافية، إن هناك "مؤشرات قليلة على رغبة طالبان في الانخراط في محادثات السلام" لاقتسام السلطة مع الحكومة الأفغانية.

"حرب نفسية"

وأكدت الدبلوماسية البريطاينة أن محادثات السلام دخلت في مرحلة جمود، مضيفةً أن الوضع الحالي "ليس قريباً مما كنا نأمل".

وأضافت أن طالبان تخوض "حرباً نفسية" بتصعيدها الهجمات تزامناً مع تقدم انسحاب القوات الأجنبية، وبتجاهلها دعوات الدول الغربية لتقاسم السلطة في البلاد.

وأشارت بليك إلى أن الدول الغربية ما زالت ملتزمة بدعم المؤتمر الدولي للسلام المقرر انعقاده في إسطنبول، الذي يهدف إلى إعطاء زخم جديد لمحادثات السلام.

لكنها أقرت بأن "هناك مؤشرات قليلة على رغبة طالبان في التحول إلى شريك سياسي ينخرط في المسار السياسي بحسن نية".

وقالت أليسون بليك إن حركة طالبان "تتجاهل الأصوات الغربية (للانخراط في محادثات السلام) في الوقت الراهن، لاعتقادها أننا نسحب قواتنا، لأنها فازت بالمعركة".

وأضافت: "إنه من المهم أن تفهم طالبان أنه بالرغم من مغادرة القوات الدولية، فإن المجال لن يبقى مفتوحاً أمامها" لبسط السيطرة على البلاد.

وشددت على أنه في حال استمرار تجاهل طالبان لدعوات الانخراط في محادثات السلام، فإنها "ستصطدم بواقع جديد، إذ سيتحتم عليها تقاسم السلطة"، مشيرةً إلى أن تقديم المساعدات المستقبلية لأفغانستان سيشترط تقاسم السلطة.

هدنة مؤقتة

وأعلنت حركة طالبان، الاثنين، وقفاً لإطلاق النار لمدة 3 أيام بمناسبة عيد الفطر، في قرار أتى بعد يومين من مصرع أكثر من 50 شخصاً في هجوم استهدف مدرسة للبنات في ضاحية كابول، واتّهمت السلطات الأفغانية الحركة المتمرّدة بالوقوف خلفه. ولم يعلن أي طرف مسؤوليته عن الهجوم.

وبالمقابل، أمر الرئيس الأفغاني أشرف غني القوات الحكومية باحترام وقف للنار خلال عطلة عيد الفطر هذا الأسبوع، متجنّباً في الوقت ذاته الترحيب بإعلان حركة "طالبان" هدنة أثناء العيد.

وذكر الرئيس الأفغاني، في بيان الثلاثاء، أن حكومته على علم بإعلان "طالبان" وقف النار خلال العيد، لكنه لم يرحّب بذلك أو يعترف به.

وقال غني: "رسالتنا إلى طالبان هي أن هجماتها الأخيرة خلال شهر رمضان، في لوغار، وهلمند، وغزنة، وهرات، وبغلان، والهجوم على مدرسة في كابول، والحادث المميت في زابل، تظهر أن أي محاولة لفرض العنف وبذل جهود لإشاعة رعب لدى الناس، من أجل تحقيق أهداف سياسية واستخباراتية، لا تؤدي سوى إلى مزيد من الكراهية لدى الناس".

واعتبر غني أن حركة "طالبان" ربما أدركت في الأسابيع القليلة الماضية أن حساباتها خاطئة، للفوز عسكرياً وفي المعارك المباشرة ضد القوات الأفغانية.

وجدّد مطالبته الحركة بالاستجابة لمطالب الشعب بوقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات.

دعم أميركي - أوروبي

وأعرب المبعوث الأميركي لدى أفغانستان زلماي خليل زاد، عن ترحيبه بوقف النار، مشيراً في تغريدة على "تويتر"، بأن أعمال العنف كانت مروعة في الأسابيع الأخيرة، ودفع الشعب الأفغاني الثمن".

وفي بروكسل، تعهد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي بدعم الحكومة الأفغانية، في ظلّ قلق من تداعيات انسحاب قوات "التحالف".

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس قوله: "بعد الهجمات المروّعة خلال الأيام الأخيرة، من الأهمية بمكان أن يوضح الاتحاد الأوروبي بشدة أن أفغانستان وحكومتها تستطيعان الاستمرار في الاعتماد على دعم أوروبا".

وأضاف: "سنواصل تأمين تمويل كافٍ لإعادة الإعمار المدني، وسنفعل كل ما في وسعنا كي تتوصّل مفاوضات السلام الجارية إلى نتيجة"، في إشارة إلى محادثات السلام المتعثرة بين الحكومة الأفغانية و"طالبان".