بيان أميركي فرنسي مشترك يدعو لبنان إلى الإسراع في تشكيل الحكومة

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، 3 فبراير 2021 - AFP
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، 3 فبراير 2021 - AFP
باريس- وكالات

دعت فرنسا والولايات المتحدة في بيان مشترك، السياسيين اللبنانيين إلى تشكيل حكومة جديدة، وتقديم نتائج التحقيقات في أسباب انفجار مرفأ بيروت، الذي شهدته العاصمة اللبنانية في 4 أغسطس 2020.

ووقع البيان المشترك، وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن.

وقال الوزيران، إن "مرور 6 أشهر على هذه الواقعة المأساوية، يسلط الضوء على الضرورة الملحة والحيوية، لأن ينفذ المسؤولون اللبنانيون التزامهم بتشكيل حكومة ذات كفاءة ويعتد بها، والعمل لتنفيذ إصلاحات ضرورية، تتوافق مع تطلعات الشعب اللبناني".

وأضاف الوزيران: "تبقى تلك الإجراءات الملموسة، ضرورةً مطلقة لكي تلتزم فرنسا والولايات المتحدة وشركاؤهما الإقليميون والدوليون، بتقديم دعم إضافي وهيكلي طويل الأمد للبنان".

وكانت سفيرة فرنسا في لبنان، آن غريو، قالت في بيان الخميس إنه "بعد مرور 6 أشهر على الانفجار، من غير المقبول أن يبقى لبنان من دون حكومة، للاستجابة للأزمة الصحية والاجتماعية، وللبدء في تطبيق الإصلاحات الهيكلية الضرورية، لتعافي البلاد واستقرارها".

وأضافت أن "الالتزامات التي تم اتخاذها أمام رئيس الجمهورية (الفرنسية إيمانويل ماكرون) لا تزال حبراً على ورق".

جمود سياسي

وعلى الرغم من الضغوط الدولية، لا تزال القوى السياسية في لبنان عاجزة عن تشكيل حكومة تنكب على تنفيذ إصلاحات يشترطها المجتمع الدولي لمساعدة البلاد، الغارق في أزمة اقتصادية غير مسبوقة.

وغرق لبنان في دائرة من الجمود السياسي، بعد استقالة حكومة حسان دياب، إثر انفجار المرفأ في 4 أغسطس 2020، الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص، وإصابة أكثر من 6500 بجروح، وتهدم مبانٍ وبيوت.

ورفضت السلطات اللبنانية إجراء تحقيق دولي، وتعهدت بإجراء تحقيق داخلي لكشف ملابسات انفجار أطنان من نترات الأمونيوم، التي كانت مخزنة لسنوات في أحد عنابر المرفأ، من دون إجراءات وقاية، وتبين أن مسؤولين على مستويات عدة، كانوا على دراية بمخاطر تخزينها، من دون أن يحركوا ساكناً.

ولم يثمر التحقيق عن أي نتيجة حتى الآن، على الرغم من توقيف أكثر من 20 شخصاً، إذ دخلت السياسة على الخط وساهمت في عرقلته، خصوصاً بعدما ادعى قاضي التحقيق على مسؤولين.

مشاكل داخلية

وكشفت مصادر لبنانية مطلعة لـ"الشرق" أن السفيرة الفرنسية لدى لبنان، ​آن غريو، بدأت الاثنين الماضي سلسلة اتصالات، شملت رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومسؤولين آخرين، لبحث ملف تشكيل الحكومة.

وأكد بري، في بيان الاثنين، أن "العائق أمام تشكيل الحكومة ليس من الخارج بل من الداخل". وشدد على "ضرورة أن يكون أعضاء الحكومة متخصصين، لا ينتمون إلى أحزاب سياسية".

وأشار بري إلى أن هذا المبدأ في تشكيل الحكومة، يجب أن يطبق على جميع الكتل السياسية اللبنانية، حتى "لا تكون الحكومة تابعة لغير مصلحة لبنان العامة".

وأضاف أنه "لا يجوز لأحد على الإطلاق الحصول على الثلث المعطل، ومن دون ذلك لا قيمة لحكومة لا يثق بها الداخل والخارج".

وتابع: "انطلاقاً من هذا الفهم، تقدمت للفرقاء السياسيين بهذا الاقتراح (إلغاء الثلث المعطل)، باعتباره حلاً ينصف الجميع وأولهم لبنان، لكنه لم يحظ بالقبول، فهل نعقل ونتعظ؟ أو نبحث عن وطننا في مقابر التاريخ؟".

وفي تصريحات لـ"الشرق"، قال رئيس الوزراء اللبناني السابق فؤاد السنيورة إن "المبادرة الفرنسية تعثرت بسبب موقف الرئيس ميشال عون، وحزب الله الذي حاول الاحتفاظ بالورقة اللبنانية عبر عرقلة تشكيل الحكومة، لدعم موقف إيران التفاوضي مع الولايات المتحدة في الكثير من القضايا المعروفة".