حجم فيضانات ألمانيا يصدم علماء المناخ

time reading iconدقائق القراءة - 4
جانب من الفيضان الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 113 شخصاً في أوروبا غالبيتهم في ألمانيا - AFP
جانب من الفيضان الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 113 شخصاً في أوروبا غالبيتهم في ألمانيا - AFP
دبي -الشرق

قالت صحيفة "غارديان" البريطانية إن شدة الفيضانات التي شهدتها ألمانيا، هذا الأسبوع، وحجمها، كانت بمثابة صدمة لعلماء المناخ، الذين لم يتوقعوا تحطيم الأرقام القياسية السابقة بهذا الشكل، وفي مثل هذه المساحات الواسعة، أو بهذه السرعة.

وأضافت الصحيفة، في تقرير الجمعة، أنه بعد موجة الحر القاتلة التي شهدتها الولايات المتحدة وكندا، والتي ارتفعت فيها درجات الحرارة فوق 49.6 درجة مئوية قبل أسبوعين، أثارت الفيضانات في وسط أوروبا مخاوف من أن الاضطرابات المناخية التي يسببها الإنسان قد تجعل الطقس القاسي أسوأ مما كان متوقعاً.

أرقام قياسية

وأشارت الصحيفة إلى أنه تم تحطيم سجلات معدل هطول الأمطار في منطقة واسعة في حوض نهر الراين، الأربعاء، ما تسبب في عواقب وخيمة، إذ أدى إلى وفاة 58 شخصاً على الأقل، وغمر عشرات الآلاف من المنازل بالمياه، فضلاً عن تعطيل شبكات الكهرباء.

وتابعت الصحيفة أنه "في غضون 48 ساعة فقط، غمرت المياه أجزاء من ولايتي راينلاند بالاتينات ونورد راين فيستفالن بـ148 لتراً من الأمطار لكل متر مربع، وذلك على الرغم من أن هذا الجزء من ألمانيا عادة ما يشهد تجمع نحو 80 لتراً من الأمطار فقط في شهر يوليو بأكمله".

كما أعلنت مدينة هاغن حالة الطوارئ بعدما ارتفع منسوب المياه في نهر فولمي إلى مستويات لم يشهدها سابقاً سوى أربع مرات فقط على مدى قرن، حسب الصحيفة.

ولفتت "غارديان" إلى أن "الرقم القياسي اللافت بشكل أكبر، من بين أكثر من اثني عشر رقماً قياسياً جديداً سُجلت، فكان في كولن-ستامهايم، التي غمرها 154 ملليمتر من الأمطار على مدى 24 ساعة فقط، ما أدى إلى تحطيم معدل هطول الأمطار اليومي السابق في المدينة البالغ 95 ملليمتر".

مخاوف متزايدة

وقالت الصحيفة إن علماء المناخ توقعوا منذ فترة طويلة أن تؤدي الانبعاثات الكربونية للمزيد من الفيضانات، وموجات الحر، والجفاف، والعواصف، وغيرها من أشكال الطقس القاسي، إلا أن الأرقام الأخيرة تجاوزت العديد من هذه التوقعات.

وأعرب أستاذ تغير المناخ العالمي في "معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ"، ديتر غيرتن، للصحيفة عن اندهاشه وشعوره بالصدمة من المدى الذي تخطت به الأرقام الجديدة الأرقام القياسية السابقة.

وقال غيرتن: "يبدو أن الأمر لا يتعلق بتجاوز المستوى الطبيعي فحسب، بل إنه تخطى الحدود المعروفة من حيث المكان وسرعة تطور الأوضاع".

وأبرزت الصحيفة مخاوف بعض الخبراء من أن التغيرات الأخيرة في المناخ قد تشير إلى أن النظام المناخي ربما يكون قد تجاوز عتبة خطيرة، قائلة إنهم باتوا يدرسون ما إذا كان اتجاه التغير لم يعد مجرد ارتفاع سلس في درجات الحرارة، أو زيادة مستقرة في الطقس القاسي، كما يبحثون فيما إذا كانت التغيرات الأخيرة نتيجة غير مباشرة للجفاف أو لذوبان الجليد في القطب الشمالي.

اقرأ أيضاً: