البرلمان البرازيلي يرفض اقتراح بولسونارو بتغيير نظام التصويت

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو يلوح يحيي مؤيديه إلى جانب وزير دفاعه براجا نيتو (يمين)، وقائد البحرية ألمير غارنييه (يسار)، خلال عرض للمركبات العسكرية أمام قصر بلانالتو في العاصمة برازيليا. 10 أغسطس 2021 - AFP
الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو يلوح يحيي مؤيديه إلى جانب وزير دفاعه براجا نيتو (يمين)، وقائد البحرية ألمير غارنييه (يسار)، خلال عرض للمركبات العسكرية أمام قصر بلانالتو في العاصمة برازيليا. 10 أغسطس 2021 - AFP
دبي-الشرق

رفض مجلس النواب البرازيلي محاولة الرئيس جايير بولسونارو، تغيير نظام الاقتراع في البلاد، ما قد يفاقم التوتر السياسي، حسبما أفادت وكالة "بلومبرغ".

وينصّ اقتراح الرئيس على طبع إيصالات لكل صوت يُدلى به إلكترونياً، من أجل إتاحة إعادة احتساب الأصوات، في حال حدوث طعون على النتائج.

وبوصفه تعديلاً دستورياً، احتاج الاقتراح إلى دعم 308 من 513 نائباً، لكن الحكومة نالت 229 صوتاً.

وقال رئيس مجلس النواب آرثور ليرا، خلال إعلانه النتيجة: "مجلس النواب أعطى إجابة ديمقراطية على هذا الأمر، وآمل بأن يكون (الاقتراح) مدفوناً بشكل نهائي".

وأضاف: "يجب أن نعترف بالنتائج، عندما تكون مؤاتية أو معاكسة، إنها الديمقراطية. سيكون من الأفضل أن ينظر الرئيس بولسونارو إلى الأمر بهذه الطريقة".

لكن حلفاء بولسونارو يتطلّعون إلى إقناع مجلس الشيوخ بتبنّي مشروع قانون مماثل. وقال النائب فيتور هوغو، وهو حليف لبولسونارو، أثناء التصويت: "لا تزال لدينا فرصة للقتال في مجلس الشيوخ، لأن هناك مشروع قانون بمحتوى مماثل هناك".

"توجيه الدعوة بالدبابات"

وثمة مخاوف في العاصمة برازيليا، بعدما أشار الرئيس اليميني إلى أن الامتناع عن إقرار طبع إيصالات لكل صوت يُدلى به إلكترونياً، قد يدفعه إلى رفض قبول نتيجة الانتخابات، أو ربما الامتناع عن تنظيمها، العام المقبل، بموجب الدستور.

وأثار عرض غير عادي لدبابات في شوارع العاصمة، شعوراً بعدم الارتياح، ووصفه ساسة بأنه محاولة من الرئيس لترهيبهم.

العرض نظمته البحرية البرازيلية، بهدف توجيه دعوة إلى بولسونارو، ووزير الدفاع والتر براغا نيتو، لحضور مناورة عسكرية تقليدية الأسبوع المقبل.

وكانت المرة الأولى التي تُسلّم فيها الدعوة من خلال عرض للقوة العسكرية في العاصمة، وأعلنت البحرية أنها خطّطت للحدث منذ فترة طويلة، مؤكدة أنه لا علاقة له بالتصويت في الكونجرس.

لكن الحدث أغضب مشرعين من جانبَي الطيف السياسي، إذ قال السيناتور عمر عزيز، الذي يرأس لجنة في الكونجرس للتحقيق في طريقة تعامل الحكومة مع فيروس كورونا إنه "مشهد مثير للشفقة، وهجوم على الديمقراطية".

ورفض آرثور ليرا، وهو حليف بارز لبولسونارو، الأمر معتبراً أنه يثير تكهنات بأن الكونجرس قد يتعرّض لنوع من الضغط، في بلد يشهد استقطاباً مثل البرازيل.

"أزمة مؤسسات؟"

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن بولسونارو، الذي يواجه انخفاضاً حاداً في شعبيته، في ظلّ فضيحة شراء لقاحات لكورونا، شنّ هجوماً بلا هوادة على التصويت الإلكتروني، معتبراً أن هذا النظام، المُستخدم في البرازيل منذ عقدين، معرّض لغشّ وقرصنة.

لكن محكمة التدقيق البرازيلية أعلنت أن هناك آليات للسلامة في النظام الحالي، تتيح مراجعة عملية التصويت وفرز بطاقات الاقتراع.

وعلى غرار الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، أثار بولسونارو شكوكاً بشأن نزاهة نظام التصويت في البلاد، ولجنة الانتخابات، وأثارت استراتيجيته مخاوف من أنه قد يمهّد للطعن على نتيجة الانتخابات العام المقبل، في حال خسارته.

وذكرت "بلومبرغ" أن خطاب الرئيس دفع البلاد إلى حافة أزمة مؤسسات، بعدما ألغى رئيس المحكمة العليا، القاضي لويس فوكس، الأسبوع الماضي، خططاً لعقد اجتماع مع بولسونارو ورئيسَي الكونجرس، كان يستهدف نزع فتيل التوتر المتصاعد بينهما.

جاء ذلك بعد يوم على سماح المحكمة بفتح تحقيق مع الرئيس بولسونارو، بشأن مزاعمه عن تزوير الانتخابات. وقال القاضي فوكس: "أساء الرئيس إلى هذه المحكمة وهاجم أعضاءها مرات".

وأضاف أن بولسونارو يواصل إثارة شكوك بشأن نزاهة النظام الانتخابي في البلاد، معتبراً أنه يسعى إلى "تعقيد، أو إحباط أو عرقلة العملية الانتخابية".