البرازيل.. ملامح أزمة بعد هجوم بولسونارو على التصويت الإلكتروني

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو خلال احتفال في قصر الرئاسة ببرازيليا - 5 أغسطس 2021 - REUTERS
الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو خلال احتفال في قصر الرئاسة ببرازيليا - 5 أغسطس 2021 - REUTERS
دبي – الشرق

باتت البرازيل على شفا أزمة مؤسسات، بعدما أدى هجوم شنّه الرئيس جايير بولسونارو على نظام التصويت إلى توتر في علاقته بالمحكمة العليا، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".

وألغى رئيس المحكمة القاضي لويس فوكس، الخميس، خططاً لعقد اجتماع مع بولسونارو ورئيسَي الكونجرس، كان يستهدف نزع فتيل التوتر المتصاعد بينهما. جاء ذلك بعد يوم على سماح المحكمة بفتح تحقيق مع الرئيس اليميني بشأن مزاعمه عن تزوير الانتخابات.

وقال فوكس: "أساء الرئيس إلى هذه المحكمة وهاجم أعضاءها مرات". وأضاف أن بولسونارو يواصل إثارة شكوك بشأن نزاهة النظام الانتخابي في البلاد، وتابع: "في ظل هذه الظروف، تعلن المحكمة العليا أنها ألغت الاجتماع المعلن مسبقاً بين رؤساء الحكومة".

واعتبرت "بلومبرغ" أن إعلان فوكس يشكّل أقسى ردّ حتى الآن من القضاة على مزاعم بولسونارو بتزوير انتخابات الرئاسة، المرتقبة العام المقبل، إن لم يوافق الكونجرس على مشروع قانون يعتمد طباعة إيصالات لكل صوت يُدلى به إلكترونياً في البلاد، من أجل إتاحة إعادة احتساب الأصوات، في حال حصول طعون في النتائج.

وقال رئيس مجلس الشيوخ رودريغو باتشيكو: "إنه بيان مهم، ويجب اعتباره استثنائياً، خصوصاً أنه يأتي من لويس فوكس، رئيس المحكمة العليا. ينبغي اعتبار هذا الإعلان مؤشراً على أن الأمور ليست كما يرام". وأضاف أن على السلطات الثلاث، التنفيذية والقضائية والتشريعية، "الجلوس إلى الطاولة من أجل تهدئة الوضع".

"حفظ النظام الإلكتروني"

ومع اهتزاز الأسواق المالية نتيجة التوتر السياسي المتزايد، وتقلّب سعر صرف الريال البرازيلي، رفضت لجنة خاصة في مجلس النواب اقتراح الإيصالات الورقية. وأشار رئيس مجلس النواب، آرثور ليرا، إلى إمكان التصويت على ذلك، مرجحاً في الوقت ذاته أن يواجه معارضة شديدة من النواب. وقال باتشيكو: "أشعر بأن مصلحة غالبية الكونجرس في هذه اللحظة تتمثل في حفظ النظام الإلكتروني، وهذه المسألة أوشكت على الانتهاء".

وذكرت "بلومبرغ" أن هجمات بولسونارو أدت إلى تقارب قضاة مختلفين عادة، بينهم عميد المحكمة العليا، جيلمار مينديش، ولويس روبرتو باروسو الذي يرأس أيضاً المحكمة الانتخابية العليا. والتقى الرجلان مرتين، الجمعة والاثنين الماضيين، واتفقا على ضرورة العمل لحماية الديمقراطية في البرازيل.

وذكر بولسونارو، خلال بثّ على مواقع التواصل الاجتماعي، أن لويس فوكس لم يُبلّغه بإلغاء الاجتماع، وركّز هجومه على رئيس المحكمة الانتخابية.

"أخطار تلاعب" انتخابي

وتعتمد البرازيل منذ عقود على نظام التصويت الإلكتروني الذي يزعم بولسونارو أنه مزوّر، من دون تقديم دليل على ذلك.

وكان القاضي ألكسندر دي مورايش، وهو عضو في المحكمة العليا، أمر بفتح تحقيق مع بولسونارو، بناءً على طلب من المحكمة الانتخابية العليا التي أعلنت فتح تحقيق مع الرئيس بشبهة "استغلال السلطة السياسية والاقتصادية في هجماته على نظام الاقتراع الإلكتروني وشرعية انتخابات 2022".

وأوضح القاضي أن تحقيق المحكمة العليا سيحاول معرفة إن كان الرئيس تصرّف بشكل ينمّ عن "شتم وقدح وذم وافتراء"، علماً أن المحكمة الانتخابية العليا تعتبر أن طباعة إيصالات ورقية ستعرّض الاقتراع لـ "أخطار تلاعب كما في الماضي"، بحسب وكالة "فرانس برس".

ووصف بولسونارو باروسو بأنه "أبله"، قائلاً: "إما أن تُنظّم انتخابات نزيهة في البرازيل، وإما لن تُنظّم انتخابات".

وتأتي حملة الرئيس البرازيلي على النظام الانتخابي، فيما يعاني من تراجع حاد في شعبيته، نتيجة إدارته لأزمة فيروس كورونا المستجد. وتُظهر نتائج استطلاعات الرأي أن بولسونارو سيخسر الانتخابات في مواجهة الرئيس اليساري السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، إذا خاض الأخير السباق.

اقرأ أيضاً: