مصدر مصري: التواصل بين أنقرة والقاهرة يتم وفق الأعراف الدبلوماسية

time reading iconدقائق القراءة - 5
مشهد عام للعاصمة المصرية القاهرة - REUTERS
مشهد عام للعاصمة المصرية القاهرة - REUTERS
القاهرة -رويترزالشرق

قال مصدر رسمي مصري لـ"الشرق"، الجمعة، إنه "ليس هناك ما يمكن أن يطلق عليه توصيف، استئناف الاتصالات الدبلوماسية" بين القاهرة وأنقرة، مشيراً إلى أن "البعثتين الدبلوماسيتين المصرية والتركية، موجودتان على مستوى القائم بالأعمال، ويتواصلان مع دولة الاعتماد، وفقاً للاعراف الدبلوماسية المتبعة".

وجاءت تصريحات المصدر المصري، بعدما أعلنت أنقرة،  "بدء الاتصالات الدبلوماسية بين تركيا ومصر، على مستوى الاستخبارات ووزارة الخارجية"، فيما نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر في الاستخبارات المصرية قولها إن "تركيا اقترحت على مصر عقد اجتماع لبحث التعاون بين البلدين في القاهرة"، وإن مسؤولاً أمنياً مصرياً رحّب بالدعوة ووعد بالرد في أسرع وقت ممكن.

وأكد المصدر الرسمي لـ"الشرق"، أن "الارتقاء بمستوى العلاقة بين البلدين، يتطلب مراعاة الأطر القانونية والدبلوماسية التي تحكم العلاقات بين الدول، على أساس احترام مبدأ السيادة، ومقتضيات الأمن القومي العربي".

وأضاف المصدر أن "مصر تتوقع من أي دولة تتطلع إلي إقامة علاقات طبيعية معها، أن تلتزم بقواعد القانون الدولي، ومبادئ حسن الجوار"، وأن "تكف عن محاولات التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة"، مشدداً على "أهمية الأواصر والصلات القوية التي تربط بين شعبي البلدين".

"ترحيب مصري"

وقال مصدران من الاستخبارات المصرية لوكالة رويترز، إن "مسؤولاً أمنياً مصرياً، تلقى اتصالاً هاتفياً من مسؤول في الاستخبارات التركية، الخميس، يبدي الرغبة في عقد اجتماع بالقاهرة، لبحث سبل التعاون على الأصعدة الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية". وأضاف المصدران أن "المسؤول المصري رحب بالدعوة، ووعد بالرد في أسرع وقت ممكن". وأكدت المصادر المصرية أن "الاتصالات ما زالت في مراحل تمهيدية".

وأشارت رويترز إلى أن هذه المكالمة، جاءت في أعقاب اتصالات غير رسمية بين مسؤولين أمنيين مصريين وأتراك، لبحث سبل التواصل بين الجانبين.

وبحسب المصدرين، "لم تُطرح قضية الحدود البحرية"، التي تمثل مصدر توتر بين تركيا ودول
أخرى في شرق البحر المتوسط.

"تعاون متواصل"

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، إن "تعاوننا الاقتصادي والدبلوماسي والاستخباراتي مع مصر متواصل، ولا يوجد أي مشكلة في هذا".

وأضاف أردوغان في تصريحات نقلتها وكالة "الأناضول" التركية الرسمية: "نريد استمرار الاتصالات مع مصر، وإذا حققت نتائج إيجابية فسنعمل على تقويتها ورفع مستواها".

وحول المناورات المشتركة بين السعودية واليونان، قال أردوغان: "سنبحث هذا الموضوع مع السلطات السعودية".

من جهته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في تصريح لوكالة "الأناضول": "أجرينا اتصالات على مستوى الاستخبارات ووزارتي الخارجية. لقد بدأت الاتصالات الدبلوماسية".

وأوضح الوزير التركي أن استئناف العلاقات يجري "بخطوات صغيرة"، بموجب "استراتيجية معينة، خريطة طريق".

وقال:"بطبيعة الحال، يحدث هناك نقص في الثقة مع الأخذ بعين الاعتبار القطيعة لأعوام طويلة، وهذا أمر طبيعي، يمكن أن يحدث لدى الطرفين، ولهذا تجري مباحثات في ضوء استراتيجية وخريطة طريق معينة"، مشيراً إلى أن "المحادثات تتواصل".

وشدد جاويش أوغلو على عدم طرح تركيا ومصر، أي شروط مسبقة لإعادة علاقاتهما إلى طبيعتها، لافتاً إلى أن "ليس من السهل التحرك وكأن شيئاً لم يكن بين ليلة وضحاها، في ظل انقطاع العلاقات لأعوام طويلة".

وتحدث جاويش أوغلو عن السعودية، وقال: "بالنسبة لنا لا يوجد أي سبب يمنع تحسين العلاقات مع المملكة العربية السعودية، وفي حال أقدمت على خطوات إيجابية فسنقابلها بالمثل.. والإمارات أيضاً".

"خطوات عملية"

وتعليقاً على التصريحات الصادرة عن تركيا، بشأن محادثات دبلوماسية لاستئناف العلاقات مع مصر، قال نائب وزير الخارجية المصري الأسبق السفير هاني خلاف، الجمعة، لـ"الشرق": "نأمل أن يصحب ذلك الإعلان عن خطوات عملية تثبت هذا الاتجاه المتفائل، وتفتح الباب أمام المصريين ليعلنوا من جانبهم نوع المهادنات المطلوبة".

وعلى الرغم من عدم صدور أي تصريحات رسمية من القاهرة بشأن هذه المحادثات، إلا أن الدبلوماسي المصري  أشار إلى أن "هناك مطالب عدة قد يطرحها الجانب المصري، منها إنهاء الوجود العسكري التركي في ليبيا، وإعلان استعداد تركيا للتعامل بمنهج مختلف مع استضافة مصريين، ينتمون إلى جماعات إسلامية متشددة".