"عقيدة الأخطبوط".. إسرائيل تكشف "معادلة جديدة" لاستهداف إيران

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت يتحدث خلال مؤتمر في القدس - 12 أكتوبر 2021 - Bloomberg
رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت يتحدث خلال مؤتمر في القدس - 12 أكتوبر 2021 - Bloomberg
دبي - الشرق

اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، أن تل أبيب باتت تعتمد "معادلة جديدة" في المنطقة، إذ تطبّق "عقيدة الأخطبوط"، مستهدفة إيران بشكل مباشر، لا أذرعها.

وتطرّق بينيت في حديثه إلى مجلة "الإيكونوميست"، إلى "حرب الظلّ" التي تخوضها إسرائيل ضد إيران منذ نحو 4 عقود، قائلاً "نطبّق عقيدة الأخطبوط. لم نعُد نلعب مع المخالب، مع وكلاء إيران: لقد أنشأنا معادلة جديدة من خلال استهداف المنبع".

وكانت إسرائيل تركّز، في هجماتها على إيران، بشكل شبه حصري على برنامجها الذري وعلمائها النوويين. وحين كانت تضرب أهدافاً إيرانية أخرى، مثل "الحرس الثوري" و"فيلق القدس" التابع له، كانت تميل إلى فعل ذلك في دول ثالثة، مثل سوريا. وهي الآن تشنّ هجمات على "الحرس الثوري" داخل إيران أيضاً.

ففي فبراير الماضي، قصفت مصنعاً لإنتاج مسيّرات في غرب إيران. وفي مايو، اغتالت أحد قادته في طهران، بحسب "الإيكونوميست".

إسرائيل كانت ترفض دوماً تقريباً، الاعتراف بتنفيذها عمليات في إيران. ولكن الآن، يقدّم مسؤولون إسرائيليون بارزون إحاطات غير رسمية غالباً، أحياناً بعد ساعات على استهداف مراكز إيرانية. في أبريل الماضي، نشر جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، تسجيلاً لاستجواب عنصر في "الحرس الثوري" بواسطة عملاء إسرائيليين، في عملية يُفترض أنها نُفذت داخل إيران.

"وخز طهران في عينيها"

لكن هذا النهج الجديد الجريء لا يرضي جميع أعضاء المؤسّسة الأمنية الإسرائيلية. وثمة معلومات بأن عناصر مخضرمين في الاستخبارات، تذمّروا من أن "وخز طهران في عينيها" سيسبّب مشكلات أكثر ممّا يستحق الأمر.

ويتمسّك بينيت بالرأي الرسمي القائل بوجوب ألا تتحمّل إسرائيل المسؤولية بشكل مباشر عن أيّ عملية محددة في إيران، مستدركاً أنه مقتنع بأن "الإيرانيين أكثر خجلاً ممّا تعتقد" عندما يتعلّق الأمر بالردّ على الجرأة الإسرائيلية. ويعتقد بأن استهدافهم بشكل مباشر سيؤدي إلى نتائج جيدة، ويوافق تماماً على هذه التكتيكات الأكثر جرأة، وفق المجلة.

ولدى سؤاله عمّا إذا كان ذلك يردع إيران ووكلاءها عن مهاجمة أهداف إسرائيلية، يشير إلى أن "حزب الله" اللبناني، وحركة "حماس" الفلسطينية في قطاع غزة، اللذين تدعمهما طهران، لم يطلقا صواريخ على إسرائيل في العام الماضي.

"حرب النجوم المالية"

يأمل بينيت أيضاً بأن هذه الهجمات تدفع إيران إلى قبول نسخة أكثر صرامة من الاتفاق النووي الذي أبرمته مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) في عام 2015، قبل أن ينسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في عام 2018. ورغم أن الرئيس الأميركي جو بايدن يريد إحياء الاتفاق، فإن المحادثات مع طهران في هذا الصدد لم تسفر بعد عن نتيجة.

وبعد تبنّي مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأربعاء، بأغلبية كبيرة قراراً ينتقد إيران رسمياً لعدم تعاونها مع الوكالة، رحّب بينيت بالقرار "المهم"، وكتب على تويتر، أنه "يكشف وجه إيران الحقيقي".

ويعتبر بينيت أن الاقتصاد الإيراني في حاجة ماسة إلى رفع العقوبات المفروضة على طهران، لدرجة أن اعتماد واشنطن نهجاً حازماً قد يمكّنها من إبرام اتفاق يجمّد تطوير إيران برنامجها النووي إلى موعد غير محدد. وأضاف أن إسرائيل تسعى إلى إنفاق مبالغ أكبر من إيران، على برامجها للأسلحة، والتفوّق عليها تكنولوجياً، على أمل إفلاسها.

يسمّي بينيت هذه الخدعة "حرب النجوم المالية"، في إشارة إلى تطوير الولايات المتحدة دفاعات صاروخية في ثمانينيات القرن العشرين، يعتبر أنها أرغمت الاتحاد السوفيتي في حقبة احتضاره، على قبول إبرام اتفاقات مع واشنطن بشأن الحدّ من التسلّح.

وعلى المنوال ذاته، تخطّط إسرائيل لشبكة دفاع بالليزر، ويرجّح بينيت توسيع ذلك في مرحلة لاحقة إلى مظلّة إقليمية للدفاع الصاروخي، يمكن أن تحمي أيضاً دولاً أخرى في المنطقة.

"آلة سمّ وأكاذيب"

ومع ذلك، يبدو أن هذا الهجوم على إيران لم يمنح بينيت دفعة سياسية في الداخل، في ظلّ مؤشرات إلى انهيار ائتلافه المكوّن من 8 أحزاب، ويضمّ للمرة الأولى القائمة العربية الموحّدة، وهي حزب إسلامي لفلسطينيّي 1948. وخسر الائتلاف أغلبيته في الكنيست، كما أن مكوّناته لا تتفق على مسائل كثيرة، علماً أن السبب الأساسي وراء تشكيله يكمن في الإطاحة برئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، الذي لا يزال يخطّط لاستعادة رئاسة الحكومة.

ويقرّ بينيت، الذي يشغل حزبه 6 مقاعد فقط في الكنيست، من إجمالي 120 مقعداً، بأنه لا يستطيع فعل الكثير لمنع حكومته من التفكّك، سوى مناشدة شركائه "عدم التراجع عن المسار الصحيح، والعودة إلى فوضى الانتخابات"، إذ نظمت 4 منها منذ عام 2019.

ومع ذلك، فهو يأمل بأن "يستمرّ لشهر آخر، ثم (شهر) آخر"، وتابع: "أظهرنا لإسرائيل في العام الماضي، كيف تبدو دولة طبيعية". وأسِف لأن "تجربته" بضمّ حزب عربي في الحكومة، مكّنت نتنياهو من تفعيل "آلة سمّ وأكاذيب" تصف الائتلاف بأنه "يعتمد على مؤيّدي الإرهاب".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات