Open toolbar

قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة دخلت شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة من تركيا عبر معبر باب الهوى. 9 فبراير 2023 - AFP

شارك القصة
Resize text
دمشق/جنيف/واشنطن-

أطلق "برنامج الغذاء العالمي"، الجمعة، تحذيراً من قرب نفاد مخزونه في منطقة شمال غربي سوريا، التي يعتمد غالبية سكانها على الدعم الدولي، فيما كشفت مصادر تركية أن أنقرة قد تفتح معبراً حدودياً يوصل إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة السورية، سعياً لوصول المساعدات.

في الأثناء، زار الرئيس السوري بشار الأسد وزوجته، الجمعة، بعض المتضررين من الزلزال في أحد المستشفيات في محافظة حلب، في أول إطلالة له منذ وقوع الكارثة الاثنين الماضي. 

"افتحوا المعابر"

وقال "برنامج الأغذية العالمي" التابع للأمم المتحدة، إن مخزونه ينفد في شمال غربي سوريا، وطالب بفتح المزيد من المعابر الحدودية من تركيا

وصرحت كورين فلايشر المديرة الإقليمية للبرنامج في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا الشرقية للصحافيين، بأن "شمال غربي سوريا، حيث يعتمد 90 بالمئة من السكان على المساعدات الإنسانية، يمثل مصدر قلق كبير. نصل للناس هناك، لكننا بحاجة لإعادة تعبئة مخزوننا".

وأضافت أن "مخزوننا ينفد، ونحتاج لطريقة لجلب مخزونات جديدة. المعبر الحدودي مفتوح الآن، لكننا بحاجة إلى فتح معابر حدودية جديدة".

وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن 14 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية عبرت الحدود من تركيا إلى شمال سوريا الجمعة، عبر معبر باب الهوى، وهو المعبر الوحيد المفتوح بين البلدين.

وقال المتحدث بول ديلون إن الشاحنات تحمل "أجهزة تدفئة كهربائية وخياماً وبطانيات وأغراضاً أخرى لمساعدة المشردين من جراء هذا الزلزال الكارثي"، موضحاً أن المساعدات متجهة إلى إدلب.

أنقرة.. قد تفتح بعض المعابر

قال مسؤول تركي الجمعة لوكالة "رويترز"، إن تركيا تناقش إعادة فتح معبر حدودي يؤدي إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة السورية، مما يتيح إرسال مساعدات الإغاثة من الزلزال، مباشرة إلى هذه المناطق بعد عقد من العداء.

وقال المسؤول الذي رفض الإفصاح عن هويته، إن تركيا تدرس أيضاً فتح معبر آخر يوصل إلى منطقة إدلب السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة.

وتابع المسؤول التركي، أنه يمكن إعادة فتح معبر حدودي بين إقليم هاتاي التركي، والجزء الذي تسيطر عليه الحكومة السورية من محافظة اللاذقية المطلة على البحر المتوسط.

وأضاف: "هناك خطط لفتح بوابة يايلاداجي - كسب الحدودية في البداية. يمكن أن تتوجه المساعدات عبرها مباشرة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية".

ولفت المسؤول المطلع الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إلى أنه يمكن فتح معبر آخر لتيسير نقل المساعدات إلى إدلب التي تسيطر عليها المعارضة السورية.

وقال إن "المناقشات مستمرة لفتح بوابة أخرى، لتمكين إرسال مساعدات إلى إدلب، ووصول مساعدات الأمم المتحدة إلى مناطق دمرها الزلزال بالكامل".

ويوجد حالياً معبر حدودي واحد فقط، في باب الهوى، مفتوح بين تركيا ومناطق للمعارضة في شمال غربي سوريا. وأغلق لفترة وجيزة بعد زلزال الاثنين لكن أعيد فتحه الخميس.

ووصفت الأمم المتحدة الوصول عبر باب الهوى بأنه "شريان حياة" لنحو 4 ملايين شخص تقول إنهم كانوا يعتمدون على المساعدات الإنسانية قبل الزلزال الذي أدى إلى تزايد احتياجاتهم بشدة.

مساعدات أميركية وتعليق "قيصر"

من جهتها، قررت الولايات المتحدة تقديم مساعدة بقيمة 85 مليون دولار إلى تركيا وسوريا.

وقالت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية إن الأموال ستسلم لشركاء على الأرض من أجل "تقديم المساعدات العاجلة لملايين الأشخاص"، وتشمل المواد الغذائية والمأوى والخدمات الصحية الطارئة. 

وأضافت أن التمويل سيدعم أيضاً تأمين مياه الشرب النظيفة والصرف الصحي لمنع تفشي الأوبئة.

ويأتي ذلك بعدما أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في وقت سابق الخميس، اتصالاً بنظيره التركي مولود تشاوش أوغلو لمناقشة حاجات تركيا. 

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس لصحافيين: "نحن فخورون بالانضمام إلى الجهود العالمية لمساعدة تركيا مثلما سبق أن ساهمت في كثير من الأحيان عبر خبرائها في عمليات الإنقاذ الإنساني لدول عدة أخرى".

في الوقت نفسه، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية رفع بعض العقوبات المفروضة على سوريا مؤقتاً بهدف إيصال مساعدات إلى السكان المتضررين في أسرع وقت ممكن.

وأوضحت الوزارة أن هذا الإجراء "يسمح لمدة 180 يوماً بجميع التعاملات المتعلقة بمساعدة ضحايا الزلزال، التي كانت محظورة" بموجب العقوبات المفروضة على دمشق. 

وأشارت وزارة الخزانة الأميركية إلى أن برامج العقوبات الأميركية "تتضمن أساساً استثناءات كبيرة للعمليات الإنسانية".

من جهة أخرى، قال مسؤولون أميركيون الخميس، إن الولايات المتحدة أرسلت فرق إنقاذ إلى تركيا وساهت في تقديم آليات لقطع الخرسانة، ومولدات، وأنظمة لتنقية المياه، ومروحيات.

وأوضحت وكالة التنمية الدولية أن فرق الإنقاذ تركز جهودها على مدينة أديامان (جنوب شرقي تركيا)، التي تضررت بشدة بالزلزال، وتساهم الطواقم الأميركية فيها في البحث عن ناجين، مستعينة بكلاب وكاميرات وأجهزة لرصد الأصوات.

وأضافت أنه بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بالطرق والجسور، أرسل الجيش الأميركي مروحيات "بلاك هوك" و"شينوك" لنقل إمدادات.

"أدخلوا المساعدات فورا"

وتقدم واشنطن مساعدتها لسوريا عبر شركاء محليين، لأنها ترفض التعامل مع الحكومة السورية، وتطالب بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات خلال الحرب.

وقال وزير الخارجية الأميركي في بيان نشر مساء الخميس: "ندعو نظام الأسد إلى السماح فوراً بدخول المساعدات عبر كل المراكز الحدودية والسماح بتوزيع المساعدات على كل المناطق المتضررة".

ودعا البيان أيضاً الحكومة السورية إلى "إتاحة وصول (منظمات) العمل الإنساني إلى جميع الأشخاص المحتاجين في سوريا بلا استثناء".

من جهتها، أفادت وكالة الأنباء السورية "سانا"، بأن مجلس الوزراء وافق على إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة، بالتعاون مع الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري والأمم المتحدة.

وقرر مجلس الوزراء السوري إحداث "صندوق وطني لإعادة تأهيل المناطق المنكوبة"، و"تسهيل دخول كافة التبرعات والمبادرات الإغاثية بكل الوسائل، وتفويض الوزراء المعنيين بموضوع التعاطي مع هذه المساعدات عن طريق اللجنة العليا للإغاثة".

اقرأ أيضاً:

Google News تابعوا أخبار الشرق عبر Google News

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.