السودان يوافق على وساطة إماراتية في النزاع مع إثيوبيا

time reading iconدقائق القراءة - 4
رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان لدى زيارته القوات المنتشرة على الحدود مع إثيوبيا - 13 يناير 2021 - وكالة الأنباء السودانية "سونا"
رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان لدى زيارته القوات المنتشرة على الحدود مع إثيوبيا - 13 يناير 2021 - وكالة الأنباء السودانية "سونا"
دبي/ الخرطومالشرقأ ف ب

أعلنت الحكومة السودانية الثلاثاء، موافقتها على مبادرة من دولة الإمارات العربية المتحدة للتوسط بينها وبين إثيوبيا لحل خلافاتهما الحدودية ومشكلة سد النهضة.
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية، وزير الثقافة والإعلام حمزه بلول لوكالة "فرانس برس": "ناقش مجلس الوزراء الانتقالي الثلاثاء مبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة للتوسط بين السودان وإثيوبيا حول الحدود".
وأكد بلول أن "الإمارات عرضت كذلك الوساطة لحل خلافات السودان وإثيوبيا ومصر حول سد النهضة الإثيوبي". وكشف أن مجلس الوزراء السوداني "أكد استعداده للتعامل مع المبادرة وفق المصالح العليا للبلاد".

يأتي ذلك، في وقت أكد مصدر بوزارة الخارجية السودانية لـ"الشرق"، أن السودان لا يرغب في الحرب مع إثيوبيا، مشدداً على أن الخرطوم "تؤيد الحل السلمي لقضايا الحدود".

ويتنازع البلدان على منطقة الفشقة الزراعية التي تقع بين نهرين، وحيث تلتقي منطقتا أمهرة وتيغراي في شمال إثيوبيا بولاية القضارف الواقعة في شرق السودان. ويثير الخلاف مخاوف من احتمال اندلاع نزاع أوسع بين الخصمين الإقليميين. ويأتي في ظل توتر بشأن سدّ النهضة الذي ترى كل من الخرطوم والقاهرة بأنه يشكل تهديدا لإمداداتهما من مياه النيل.

آبي أحمد

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أعلن الثلاثاء، أن بلاده "لا تريد الانخراط في حرب مع السودان"، في وقت يثير التوتر المرتبط بمنطقة حدودية متنازع عليها مخاوف من اندلاع نزاع أوسع.
وقال: "لدى إثيوبيا العديد من المشاكل، ولا استعداد لدينا للدخول في معركة، لا نريد حرباً، من الأفضل تسوية المسألة بشكل سلمي".

اعتراف

واعترف أبي أحمد، في كلمة ألقاها أمام الجلسة العادية الـ11 للعام السادس لمجلس النواب الإثيوبي، الثلاثاء، بوجود قوات من إريتريا المجاورة في منطقة تيغراي التي تشهد نزاعاً، بعد شهور من إنكار البلدين الأمر.
وقال أمام الجلسة: "بعدما عبر الجيش الإريتري الحدود ونفّذ عمليات في إثيوبيا، فإن أي أضرار تسبب بها لشعبنا غير مقبولة"، مشيراً إلى أنه ناقش الانتهاكات المفترضة مع الحكومة الإريترية مرّات عدة.

"لا تخلي عن سد النهضة"

وأكد أبي أحمد، أن بلاده سوف تستكمل بناء سد النهضة، ولن تتخلى عن هذا المشروع، مشيراً إلى أنه "في حال كانت مصر جاهزة، فقد نوقع معها اتفاقاً بشأن السد صباح غد".

وقال آبي أحمد، "لن نوقف سيل النيل الأزرق في المستقبل، ونحن لا نستخدم المياه من النيل الأزرق، وما نأخذه هو مياه الأمطار، وليس لدينا نوايا للإضرار بالآخرين".

"لا نريد العيش في الظلام"

رئيس الوزراء الإثيوبي، أشار في كلمته التي نقلتها وكالة الأنباء الإثيوبية "إينا" إلى أن "سد النهضة يواجه عدداً من التحديات، بما فيها التحديات المالية والدبلوماسية". وأضاف: "لتوضيح الأمور أودّ القول إن إثيوبيا ليس لديها أي نية للإضرار بمصر والسودان، نحن نريد أن نستفيد من هذا المشروع من دون أن نضرّ بدول أخرى، غير أن أشقاءنا من الطرف المقابل يجب أن يدركوا أننا لا نريد العيش في الظلام، نريد توليد الطاقة الكهربائية".

وأشار آبي أحمد، إلى أن "طموح إثيوبيا لتحقيق رخاء شامل يتماشى مع الخطة العشرية للتنمية الوطنية، والتي أظهرت نتائج ملحوظة من خلال الإصلاح الاقتصادي المحلي".

"كورونا والجراد والنمو"

وفي معرض تناوله للقضايا الحالية والرد على استفسارات أعضاء مجلس النواب، قال آبي أحمد: "لقد عملنا وفقاً لخطتنا وحققنا نتيجة ملحوظة، في ما يخص الإجراءات المتخذة للتعامل مع جائحة كورونا، وآثار انتشار الجراد الصحراوي من ضمن النتائج الملحوظة"، موضحاً أن "إثيوبيا من بين الدول القليلة التي سجلت نمواً اقتصادياً إيجابياً بنسبة 6.1% في ميزانية عام 2021"، لافتاً إلى أن "تغيير العملة أسهم في تحقيق نتائج إيجابية مختلفة، وأن حوالى 6.2 مليون شخص فتحوا حسابات بنكية جديدة ووفّروا 98 مليون بر (نحو 2.4 مليون دولار)".

اقرأ أيضاً: