نفذت وحدات يابانية وأميركية وفرنسية تدريبات عسكرية في جنوب اليابان، وسط شعور طوكيو بقلق متزايد، بشأن نشاط صيني في المنطقة المحيطة بجزر "سينكاكو".
وأفادت وكالة "أسوشيتد برس" بأن التدريبات المشتركة الأولى للدول الثلاث على الأراضي اليابانية، تأتي في إطار سعيها لتعزيز علاقاتها العسكرية، في ظلّ سياسات صارمة تنتهجها الصين في المنطقة.
وأشارت الوكالة إلى أن عشرات الجنود اليابانيين والأميركيين والفرنسيين، نزلوا من مروحية عسكرية تحت المطر، على حقل عشبي، فيما نفذ آخرون تدريبات على حرب المدن، مستخدمين مبنى خرسانياً في منطقة كيريشيما للتدريب التابعة لقوات الدفاع الذاتي اليابانية، في محافظة ميازاكي جنوب البلاد.
وأضافت الوكالة أن نحو 200 جندي شاركوا في التدريبات السبت، علماً أن أستراليا انضمّت إلى الدول الثلاث في ذاك اليوم، في تدريبات بحرية موسّعة شملت 11 سفينة حربية في بحر الصين الشرقي، حيث يتصاعد التوتر مع الصين بشأن جزيرة تايوان.
خلاف مع الصين
وتأتي التدريبات فيما تتطلّع اليابان إلى تعزيز قدراتها العسكرية، في ظلّ خلاف متزايد مع الصين في بحار إقليمية. وتشعر طوكيو بقلق متزايد، بشأن نشاط بكين في المنطقة المحيطة بجزر "سينكاكو"، التي تديرها اليابان وتطالب بكين بالسيادة عليها، علماً أنها تسمّيها "دياويو".
ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، قلّص الدستور الياباني استخدام القوة للدفاع عن النفس. لكن طوكيو واصلت، في السنوات الأخيرة، توسيع دورها وقدراتها وموازنتها في المجال العسكري، وفق "أسوشيتد برس".
وشدد نائب وزير الدفاع الياباني، ياسوهيدي ناكاياما، الذي راقب التدريبات، على أهمية المشاركة الفرنسية في التدريبات المشتركة، التي تنفذ بانتظام بين اليابان والولايات المتحدة، وغالباً مع أستراليا.
وقال: "كانت فرصة ثمينة لقوات الدفاع الذاتي اليابانية، للحفاظ على قدرتها الاستراتيجية وتعزيزها، الضرورية للدفاع عن جزرنا النائية. معاً تمكّنا من أن نظهر لبقية العالم، التزامنا بالدفاع عن الأراضي والبحار الإقليمية والمجال الجوي لليابان".
"هدف مشترك"
ولدى فرنسا، التي تمتلك جزراً في المحيط الهندي وجنوب المحيط الهادئ، مصالح استراتيجية في المنطقة. وقال المقدّم الفرنسي هنري ماركايّو بعد تدريبات السبت: "واضح أن الأمر مهم جداً بالنسبة إلينا، إذ علينا أن نكون إلى جانب الذين يشاركون هذا الجزء من العالم".
أما المقدّم في مشاة البحرية الأميركية (مارينز)، جيريمي نيلسون، فاعتبر أن الدول الثلاث أظهرت أنها تستطيع العمل معاً "من أجل هدف مشترك أو قضية مشتركة".
وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن بريطانيا، التي تبنّت أخيراً سياسة تعزيز انخراطها في المنطقة، أرسلت حاملة الطائرات "الملكة إليزابيث" ومجموعتها الضاربة، التي ستصل إلى المنطقة في وقت لاحق من هذا العام. كذلك ستنشر ألمانيا فرقاطة في المنطقة.
وتروّج اليابان والولايات المتحدة لرؤية حرة ومفتوحة في منطقة المحيطين، الهندي والهادئ، في إطار الدفاع والاقتصاد، على أساس المبادئ الديمقراطية في المنطقة، في مجموعة تُعرف باسم "كواد" (الرباعية)، وتضمّ أيضاً أستراليا والهند، وتُعتبر خطوة لمواجهة النفوذ المتزايد للصين في المنطقة. لكن بكين انتقدت هذه المجموعة، بوصفها كتلة إقصائية قائمة على ذهنية الحرب الباردة.