نُصّب رئيس وزراء سريلانكا رانيل ويكرميسينجه رئيساً موقتاً للبلاد، بعد قبول استقالة الرئيس جوتابايا راجاباكسا، على أن يختار البرلمان رئيساً جديداً في 20 يوليو.
وأعلن مكتب ويكرميسينجه أن الأخير أدّى القسم الدستورية الجمعة، أمام أبرز القضاة (جايانثا جاياسوريا)، بوصفه رئيساً بالوكالة خلفاً لراجاباكسا الذي فرّ إلى سنغافورة، إثر اقتحام متظاهرين مقرّ إقامته الأسبوع الماضي، احتجاجاً على أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ استقلالها.
وأعلن مكتب رئيس البرلمان ماهيندا يابا أبيواردانا، أن الترشيحات للرئاسة ستُقبل في 19 يوليو، على أن يصوّت النواب في اليوم التالي لاختيار رئيس جديد، كما أفادت وكالة "فرانس برس".
وينصّ دستور سريلانكا على أن يصبح ويكرميسينجه الذي يطالب المحتجون أيضاً برحيله، رئيساً بالوكالة حتى يتمكّن البرلمان من اختيار نائب ليتولّى الرئاسة خلال الفترة المتبقية من ولاية راجاباكسا، وتنتهي عام 2024.
جاء ذلك، بعدما أعلن أبيواردانا قبول استقالة الرئيس السابق، قائلاً: "جوتابايا استقال بشكل قانوني، وقبلتها. سننتقل إلى تعيين رئيس جديد دستورياً، سيحدث ذلك بسرعة ونجاح. أطلب من الجميع دعم هذه العملية".
وأشار إلى أن البرلمان سيجتمع السبت، وقال: "آمل بأن تُستكمل عملية انتخاب رئيس جديد في غضون 7 أيام... أتمنّى تعاون جميع المعنيين، لاستكمال المتطلّبات الدستورية".
وتابع أبيوردانا: "أطلب من المواطنين الكرام والمحبين لهذا البلد، إيجاد جوّ سلمي من أجل تنفيذ العملية الديمقراطية البرلمانية السليمة، وتمكين جميع أعضاء البرلمان من المشاركة في الاجتماعات والعمل بحرية وتحكيم ضميرهم"، كما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".
ابتهاج في كولومبو
ووصل راجاباكسا إلى سنغافورة الخميس، بعدما فرّ إلى جزر المالديف صباح الأربعاء، على متن طائرة عسكرية مع زوجته واثنين من حراسه، بعدما أرسل استقالته إلى رئيس البرلمان، أولاً من خلال بريد إلكتروني ومن ثم كنسخة مطبوعة.
وأثارت استقالة راجاباكسا ابتهاجاً في كولومبو، عاصمة سريلانكا، حيث احتشد متظاهرون أمام قصر الرئاسة، وأطلق بعضهم مفرقعات نارية وردّدوا شعارات ورقصوا فرحاً، علماً أن الشرطة أعلنت أن حظراً على التجوّل فُرض الخميس، رُفع في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، كما أفادت وكالة "رويترز".
اتهامات بالفساد
يتهم المحتجون، الرئيس الفار راجاباكسا وعائلته النافذة، بنهب أموال من خزائن الحكومة طيلة سنوات، وإدارته بتسريع انهيار البلاد من خلال سوء إدارة الاقتصاد. ونفت العائلة اتهامها بالفساد، لكن راجاباكسا أقرّ بأن بعض سياساته ساهمت في الانهيار، بحسب "أسوشيتد برس".
وبلغت الاحتجاجات ذروتها قبل أيام، عندما اقتحم متظاهرون منزل الرئيس ومكتبه، والمقرّ الرسمي لرئيس الوزراء، ثم استولوا على مكتب الأخير.
وتعهّد المتظاهرون في البداية بأن يبقوا مسيطرين على هذه الأماكن، حتى تشكيل حكومة جديدة، لكنهم بدّلوا تكتيكاتهم الخميس، نتيجة قلقهم كما يبدو من تصعيد للعنف قد يقوّض حراكهم، بعد صدامات وقعت الأربعاء، أمام البرلمان أوقعت عشرات الجرحى.
وأشار نوزلي، وهو زعيم للمحتجين لا يحمل سوى اسم واحد إلى "خوف من حدوث شرخ في الثقة بالنضال". وأضاف: "أظهرنا ما يمكن أن تفعله سلطة الناس، لكن ذلك لا يعني أن علينا احتلال هذه الأماكن".
وقال ديفيندا كوداجودي، وهو زعيم آخر للمحتجين، إنهم يعتزمون إخلاء المباني الرسمية، بعدما أعلن رئيس البرلمان أنه يستكشف خيارات قانونية للبلاد، إثر فرار راجاباكسا.
"برميل بارود"
ورجّحت "أسوشيتد برس" ألا تُسوّى مشكلات سريلانكا قريباً، نتيجة خلافات تعصف بالمعارضة. ونبّهت إلى أن البلاد لا تزال مثل "برميل بارود"، فيما اعتبر الجيش أنه مخوّل التعامل مع فوضى محتملة.
وانتشر جنود، تدعمهم عربات مدرعة، حول البرلمان، فيما تعهد متظاهرون بمواصلة تنظيم تجمّعات أمام مكتب الرئيس، حتى تشكيل حكومة جديدة.
وبدأت الاحتجاجات في سريلانكا منذ شهور، بعد أزمة اقتصادية حادة أدت إلى تضخم جامح ونقص في السلع الأساسية، إضافة إلى تفشي الفساد، بحسب "رويترز".
اقرأ أيضاً: