هل تراجع نفوذ إيران في سوريا تحت الضربات الإسرائيلية؟

time reading iconدقائق القراءة - 4
الرئيس السوري بشار الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، دمشق - 29 أغسطس 2021. - REUTERS
الرئيس السوري بشار الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، دمشق - 29 أغسطس 2021. - REUTERS
دبي-الشرق

أفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بأن النفوذ الإيراني في سوريا تراجع في الفترة الماضية "بشكل بارز"، وسط ضربات إسرائيلية متتالية، وضغوط روسية متصاعدة، وعلّلت ذلك بتقلص أنشطة إيران في محيط مطار دمشق، وإجلاء قواتها من المنطقة، وخفض عدد العناصر المسلحة الموالية لها إلى النصف.

واعتبر التقرير أن القصف الجوي المنسوب لإسرائيل في وسط وشمال سوريا، إلى جانب بعض التطورات الإقليمية التي حدثت أخيراً، نجحت في تقليص أنشطة إيران في محيط مطار دمشق الدولي.

وأشارت إلى أنه في وقت مبكر من عام 2019، أجلت إيران قواتها من منطقة مطار دمشق في أعقاب الهجمات الإسرائيلية العديدة، إلا أنها عادت إلى المنطقة بعد عام، ثم قلصت من جديد وجودها في المنطقة أخيراً.

وعزت "هآرتس" هذا التغيير أيضاً إلى "ضغوط روسية وسورية على الإيرانيين"، معتبرة أن الضربات الإسرائيلية على المطار، والتي كانت مرئية على نطاق واسع في العاصمة وحولها، كانت مصدر إحراج بالنسبة للرئيس السوري بشار الأسد.

ولفتت إلى أنه في أعقاب الضغط، ركّزت إيران مرة أخرى الكثير من نشاطها في قاعدة "تيفور" الجوية شرق حمص، وهي أبعد بكثير عن حدودها مع إسرائيل.

خفض المسلحين إلى النصف

واستندت الصحيفة إلى تقديرات استخبارات غربية مختلفة لم تسمها، أفادت بأن عدد العناصر المسلحة الموالية لإيران في سوريا انخفض إلى النصف، وتحديداً من 20 ألفاً إلى 10 آلاف.

ورأت أن طهران تواجه صعوبة في تمويل مشروعها السوري، حتى بعد ارتفاع سعر النفط الذي وصل إلى 80 دولاراً للبرميل الشهر الجاري، بعد أن هبط إلى الصفر في بداية جائحة كورونا.

وهناك أيضاً صعوبات أخرى واجهتها إيران في تسطير استراتيجيتها، لا سيما منذ اغتيال الولايات المتحدة قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني، في يناير 2020.

وبالتزامن مع هذا التراجع، هناك محاولات جارية لتطبيع العلاقات بين دول عربية والحكومة السورية، على غرار "ذوبان الجليد" في العلاقات بين سوريا والأردن، والذي من المحتمل أن يشمل فتح المعابر الحدودية بين البلدين بهدف تعزيز التبادل الاقتصادي البلدين، ما سيكون له "انعكاسات غير مباشرة على النفوذ الإيراني"، وفق الصحيفة.

وسبق لوزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد، أن حذّر من خطورة ما وصفه بـ"الترسخ العسكري الإيراني في سوريا على استقرار منطقة الشرق الأوسط".

وخلال السنوات الماضية، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية على سوريا، مستهدفة مواقع للجيش السوري، وأهدافاً إيرانية، وأخرى لحزب الله اللبناني.

في تقرير نشره موقع "والا" الإسرائيلي الشهر الماضي، ذكر رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية أفيف كوخافي أن "الجيش الإسرائيلي نفّذ ضربات في سوريا"، و"في عدة ساحات أخرى.. بشكل أسبوعي.. جزء منها سري وآخر علني".

اقرأ أيضاً: